عمان (رويترز) - قال سكان ومقاتلون من المعارضة السورية إن هيئة تحرير الشام التي تضم جماعة كانت تابعة لتنظيم القاعدة عززت سيطرتها على مناطق واسعة من محافظة إدلب شمال غرب سوريا يوم الأحد بعد انسحاب منافسيهم الرئيسيين من معبر حدودي أساسي مع تركيا.
وقال شهود إن حركة أحرار الشام نقلت قافلة ضخمة تضم عتادا عسكريا ثقيلا ودبابات ومئات من عناصرها بعيدا عن معبر باب الهوى على الحدود مع تركيا وتوجهت إلى مناطق خاضعة لسيطرتها نحو الجنوب في محافظة إدلب وفي محافظة حماة المجاورة.
وجاء الانسحاب بموجب اتفاق لوقف إطلاق النار توصلت له الجماعتان يوم الجمعة بعد ثلاثة أيام من المعارك الشرسة.
وقبل الاتفاق طوقت هيئة تحرير الشام، وهو تحالف يضم جبهة فتح الشام التي كانت تعرف سابقا باسم جبهة النصرة المرتبطة بالقاعدة، مقاتلي حركة أحرار الشام قرب المعبر الحدودي بين سوريا وتركيا بعد أن حققت مكاسب في منطقة استراتيجية على طول الحدود بطرد خصومها من بلدات وقرى في المحافظة.
وتسبب القتال بين جماعتي المعارضة في مقتل وإصابة العشرات.
* انقسامات
شهدت جماعات المعارضة المسلحة التي تقاتل ضد حكم الرئيس بشار الأسد انقسامات حادة أذكاها التنافس على مناطق السيطرة وصلاتهم بدول أجنبية وخلافات أيديولوجية بشأن الأهداف التي يسعون لتحقيقها.
وتصاعد التوتر بين أكبر جماعتين معارضتين في محافظة إدلب بسبب خلاف أيديولوجي بين المتشددين الإسلاميين والمعارضين الذين يميلون نحو الفكر القومي.
كما تنافست الجماعتان على النفوذ في المحافظة السورية الوحيدة التي تخضع بالكامل لسيطرة مقاتلين من المعارضة.
ويمثل انسحاب أحرار الشام من معبر باب الهوى، الذي سيطرت عليه الحركة لأكثر من ثلاث سنوات وكان مصدرا أساسيا لعائداتها، ضربة كبرى للجماعة.
وينص اتفاق وقف إطلاق النار على أن إدارة مدنية ستدير المعبر في اتفاق لاقتسام السلطة عليه.
كما أضعف أحرار الشام انشقاق مئات من مقاتليها وانضمامهم لهيئة تحرير الشام. كما سلمت عدة وحدات أخرى من الحركة أسلحتها وذخيرتها للإسلاميين وقررت التخلي عن القتال.
وأضعف الاقتتال الداخلي المعارضة السورية منذ بدء الانتفاضة ضد الأسد في 2011 وساعد ذلك الرئيس وحلفاءه على استعادة مساحات كبيرة من الأراضي في الشمال وحول العاصمة دمشق.
(إعداد سلمى نجم للنشرة العربية - تحرير أحمد حسن)