باريس (رويترز) - نظم ضباط من الشرطة الفرنسية ليلة ثانية من الاحتجاجات الليلة الماضية وحثوا رئيسهم على التنديد بالعنف المناهض للشرطة وما يقولون إنه عدم كفاية الموارد لمحاربة العصابات الإجرامية فضلا عن التهديد بمزيد من الهجمات الإرهابية.
وتظاهر مئات من أفراد الشرطة متحدين تهديدات باتخاذ إجراءات تأديبية ضدهم في مرسيليا ونيس وتولوز ليظهروا استياءهم الذي استغله ساسة يمينيون لانتقاد الحكومة الاشتراكية قبل ستة أشهر فقط من الانتخابات.
وسخر مئات المحتجين ووجهوا الإهانات لقائد الشرطة الوطنية جان مارك فالكون لدى وصوله لإجراء محادثات بشأن الأمن في إفري وهي بلدة قرب موقع أحرقت فيه عصابة مركبة شرطة في دورية وبداخلها أربعة رجال شرطة في وقت سابق هذا الشهر.
وبثت قنوات تلفزيونية لقطات لحشود غاضبة تحيط بسيارة فالكون وتلصق المنشورات على زجاجها لدى وصوله ومغادرته لمحادثات بشأن الجريمة في المنطقة التي تقع على مسافة 30 كيلومترا جنوبي العاصمة باريس.
وأمر فالكون بفتح تحقيق فيما وصفه بأنه سلوك غير مقبول من رجال الشرطة ودعا للهدوء.
وقال لمحطة إذاعة ار.تي.ال "أتفهم سخطهم ومعاناتهم ومخاوفهم" لكنه أضاف أن الشرطة غير مسموح لها بالاحتجاج أثناء ساعات العمل أو الخروج في مظاهرات بمعدات الشرطة مثل المركبات الرسمية أو الأسلحة.
ويقول معارضون للرئيس فرنسوا أولوند إن عدد المناطق التي تعد خطرة على الشرطة زاد بدرجة كبيرة خلال فترة ولايته. ودافع فالكون عن الرئيس قائلا إنه مازال يعين ضباطا لشغل مناصب أفرغها سلفه نيكولا ساركوزي.
ومن المقرر أن يجتمع وزير الداخلية برنار كازانوف مع اتحاد العاملين بالشرطة في وقت لاحق يوم الأربعاء في محاولة لتهدئة الاحتجاجات.
وفي الهجوم الذي وقع في الثامن من أكتوبر تشرين الأول أحرق حشد من عشرة مهاجمين مركبة شرطة كانت متوقفة في مفترق طرق تكثر فيه حوادث السرقة بالدراجات النارية في فيري شاتيون بالقرب من إفري.
وأصيب اثنان من أفراد الشرطة الأربعة الذين كانوا داخل السيارة بجروح خطيرة أحدهما أصيب بحروق تهدد حياته.
(إعداد لبنى صبري للنشرة العربية - تحرير أحمد صبحي خليفة)