💼 احمِ محفظتك مع اختيارات الأسهم المدعومة بالذكاء الاصطناعي من InvestingPro - الآن خصم يصل إلى 50% احصل على الخصم

روسيا تحذر من عواقب وخيمة للضربة الأمريكية في سوريا

تم النشر 07/04/2017, 22:45
© Reuters. ميدفيديف: الضربات الأمريكية بسوريا كادت تؤدي لاشتباك مع روسيا
JP225
-

من ستيف هولاند وآندرو أوزبورن وتوم بيري

بالم بيتش (فلوريدا)/موسكو/بيروت (رويترز) - حذرت روسيا يوم الجمعة من أن ضربات بصواريخ كروز أمريكية على قاعدة جوية سورية قد تكون لها عواقب "بالغة الخطورة" في الوقت الذي أثار فيه أول تدخل كبير للرئيس الأمريكي دونالد ترامب في صراع خارجي خلافا بين موسكو وواشنطن.

وأطلق الجيش الأمريكي عشرات الصوايخ من طراز توماهوك من السفينتين الحربيتين بورتر وروس في البحر المتوسط استهدفت مهبط الطائرات والطائرات ومحطات الوقود بقاعدة الشعيرات الجوية التي تقول وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) إنها استخدمت لتخزين الأسلحة الكيماوية.

وفي وقت لاحق قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن طائرات حربية سورية أقلعت من قاعدة الشعيرات الجوية التي قُصفت يوم الجمعة وشنت ضربات جوية على مناطق يسيطر عليها مقاتلو المعارضة في ريف حمص الشرقي.

وأبلغ المرصد رويترز أن حجم الأضرار التي لحقت بالقاعدة غير واضح بشكل كامل لكن الطائرات الحربية السورية "فعلت المستحيل" من أجل مواصلة استخدامه في طلعات جوية.

وهذا أكبر قرارات ترامب في مجال السياسة الخارجية منذ توليه السلطة في يناير كانون الثاني وأول تدخل مباشر في الحرب الأهلية المستمرة منذ ست سنوات والذي تجنبه سلفه باراك أوباما.

وجاءت الضربات الأمريكية ردا على ما تقول واشنطن إنه هجوم بغاز سام شنته حكومة الرئيس السوري بشار الأسد هذا الأسبوع وأودى بحياة ما لا يقل عن 70 شخصا في منطقة تسيطر عليها المعارضة.

ودفع التحرك الأمريكي بواشنطن إلى مواجهة مع روسيا التي لديها مستشارون عسكريون على الأرض يساعدون حليفها الوثيق الأسد.

وقال فلاديمير سافرونكوف نائب مبعوث روسيا في اجتماع لمجلس الأمن يوم الجمعة "ندين بقوة الأعمال الأمريكية غير المشروعة. عواقب هذا قد تكون بالغة الخطورة على الاستقرار الإقليمي والدولي."

وقال رئيس الوزراء الروسي ديمتري ميدفيديف إن الضربات الأمريكية كادت أن تؤدي إلى اشتباك مع الجيش الروسي.

وقالت موسكو إنها علقت الاتصالات مع القوات الأمريكية التي تستهدف منع حدوث صدام بين الطائرات فوق سوريا حيث تقوم المقاتلات الأمريكية بطلعات لقصف مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية. لكن مسؤولين عسكريين أمريكيين كبارا أبلغوا صحفيي البنتاجون بأن روسيا لم تعلق قناة الاتصالات العسكرية.

وتشير صور التقطتها الأقمار الصناعية إلى وجود قوات خاصة وطائرات هليكوبتر عسكرية روسية في قاعدة الشعيرات الجوية في إطار مسعى الكرملين لمساعدة الحكومة السورية في قتال الدولة الإسلامية وجماعات متشددة أيضا.

ودعا ترامب مرارا إلى تحسين العلاقات مع روسيا بعد توترها خلال رئاسة أوباما لكن الرئيس الأمريكي قال إنه ينبغي اتخاذ إجراء ضد الأسد.

وقال ترامب وهو يعلن عن الهجوم من منتجعه في فلوريدا حيث كان يجتمع بالرئيس الصيني شي جين بينغ "فشلت كل المحاولات السابقة التي دامت سنوات في تغيير سلوك الأسد .. فشلت فشلا ذريعا."

وقال معلقا على الهجوم الكيماوي الذي وقع في بلدة خان شيخون بمحافظة أدلب يوم الثلاثاء وحملت دول غربية قوات الأسد مسؤوليته "حتى الرضع قتلوا بقسوة في هذا الهجوم الوحشي."

"إنذار" للأسد

عبر عدد كبير من حلفاء الولايات المتحدة في آسيا وأوروبا والشرق الأوسط عن دعمهم للضربات وإن كان بحذر في بعض الأحيان.

وقال ماثيو رايكروفت سفير بريطانيا لدى الأمم المتحدة إن التحرك الأمريكي "إنذار" للأسد ووصف الضربة بأنها "رد متناسب مع أفعال لا توصف".

وفي الجلسة نفسها قالت نيكي هيلي سفيرة واشنطن لدى المنظمة الدولية إن الولايات المتحدة اتخذت إجراء محسوبا بدقة كان "مبررا تماما".

وقالت هيلي "نحن مستعدون لفعل المزيد لكننا نأمل ألا يكون ذلك ضروريا."

وأضافت قولها "لن تقف الولايات المتحدة مكتوفة الأيدي عند استخدام أسلحة كيماوية. من مصلحة أمننا القومي منع انتشار واستخدام الأسلحة الكيماوية."

وفي واشنطن ذكر البيت الأبيض يوم الجمعة إن الضربة الجوية تبعث بإشارة قوية للعالم لكنه رفض توضيح هل سيأمر ترامب بالمزيد من الضربات أو الإجراءات ضد حكومة الأسد.

وقال المتحدث باسم البيت الأبيض شون سبايسر للصحفيين في إفادة "أعتقد أن تصرفات الرئيس كانت حاسمة للغاية الليلة الماضية وواضحة بشأن ما يعتقد أنه ينبغي القيام به."

ومضى يقول "أهم شيء هو أن الرئيس يرى أنه ينبغي للحكومة السورية، نظام الأسد، على الأقل الالتزام باتفاقات أقرتها بعدم استخدام أسلحة كيماوية. أعتقد أنه ينبغي أن يكون ذلك أقل معيار في العالم."

وقال مسؤولون أمريكيون إن الهجمات "ضربة واحدة" تستهدف ردع شن هجمات بأسلحة كيماوية في المستقبل ولا تأتي في إطار توسيع للدور الأمريكي في الحرب السورية.

لكن من المرجح أن التحرك السريع سيُنظر إليه باعتباره إشارة إلى روسيا، ودول أخرى مثل كوريا الشمالية والصين وإيران واجه ترامب بشأنها اختبارات مبكرة في السياسة الخارجية، مفادها أنه على استعداد لاستخدام القوة.

وقالت الرئاسة السورية إن الهجوم الصاروخي الأمريكي على قاعدة للجيش في حمص زاد من تصميم سوريا على دحر جماعات المعارضة المسلحة وتعهدت بتصعيد وتيرة العمليات ضدها.

وجاء في بيان للرئاسة "هذا العدوان زاد من تصميم سوريا على ضرب هؤلاء العملاء الإرهابيين وعلى استمرار سحقهم ورفع وتيرة العمل على ذلك أينما وجدوا."

ونفت الحكومة السورية وموسكو مسؤولية القوات السورية عن الهجوم بالغاز لكن الدول الغربية رفضت تفسيرهما بأن المواد الكيماوية تسربت من مستودع أسلحة تابع للمعارضة بعد غارة جوية.

وقال الجيش السوري إن الهجوم أسفر عن مقتل ستة أشخاص في القاعدة الجوية قرب حمص.

ووصف بيان من القيادة العامة للجيش الهجوم بأنه "عدوان سافر" وقال إنه جعل "الولايات المتحدة الأمريكية شريكا لداعش والنصرة وغيرهما من التنظيمات الإرهابية." ولا يوجد تأكيد مستقل بشأن الضحايا المدنيين.

وساند مشرعون أمريكيون من الحزبين الجمهوري والديمقراطي تحرك ترامب لكن طالبوا بأن يضع استراتيجية أوسع للتعامل مع الصراع وأن يتشاور مع الكونجرس بشأن أي تحرك آخر.

وعبرت فرقاطة روسية مسلحة بصواريخ كروز مضيق البوسفور إلى البحر المتوسط رغم عدم وجود مؤشر على ارتباط ذلك بالتحرك الأمريكي.

في غضون ذلك نقلت وكالة إنترفاكس للأنباء عن متحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية قولها يوم الجمعة إن زيارة وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون إلى موسكو مدرجة على جدول الأعمال في الأسبوع القادم. وقالت ماريا زاخاروفا إن الوزارة تتوقع أن يوضح تيلرسون موقف واشنطن في ضوء الضربات الصاروخية الأمريكية على سوريا.

وتدعم واشنطن منذ فترة طويلة معارضين مسلحين يقاتلون الأسد في حرب أهلية متعددة الأطراف أودت بحياة أكثر من 400 ألف شخص وشردت نصف السكان منذ العام 2011.

كانت الولايات المتحدة تشن بالفعل ضربات جوية ضد تنظيم الدولة الإسلامية الذي يسيطر على أراض بشرق وشمال سوريا ويوجد عدد قليل من القوات الأمريكية على الأرض يدعمون فصائل تقاتل التنظيم. لكن هذه هي المرة الأولى التي تدخل فيها واشنطن في مواجهة مباشرة مع الأسد.

من جانبها انضمت روسيا إلى الحرب في 2015 دعما للأسد في تحرك حول دفة الصراع لصالح الحكومة السورية.

وعلى الرغم من أن واشنطن وموسكو تدعمان أطرافا متعارضة في سوريا يقول البلدان إنهما يشتركان في عداء عدو رئيسي واحد هو تنظيم الدولة الإسلامية.

كان الهجوم الكيماوي يوم الثلاثاء الأول منذ 2013 الذي يوجه فيه الاتهام لسوريا باستخدام غاز السارين وهو غاز أعصاب محظور من المفترض أنها تخلت عنه بموجب اتفاق توسطت فيه روسيا ونفذته الأمم المتحدة وكان قد أقنع أوباما بإلغاء توجيه ضربات جوية قبل نحو أربع سنوات.

وأظهرت لقطات مصورة تم بثها في أنحاء العالم هذا الأسبوع جثثا مترهلة وأطفالا يختنقون بينما يغمرهم عمال الإنقاذ بالمياه في محاولة لإزالة أثر الغاز السام.

© Reuters. ميدفيديف: الضربات الأمريكية بسوريا كادت تؤدي لاشتباك مع روسيا

وأسعد الهجوم أعداء الأسد بعد شهور بدا فيها أن القوى الغربية تسلم بشكل متزايد ببقائه في السلطة. لكن شخصيات معارضة قالت إنه هجوم معزول ولا يصل بأي حال من الأحوال إلى التدخل الحاسم الذي يسعون إليه.

(إعداد علي خفاجي للنشرة العربية - تحرير أحمد حسن)

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.