من ليزلي روتون
واشنطن (رويترز) - قالت الولايات المتحدة يوم الأربعاء إنها اتفقت مع روسيا على توسيع نطاق اتفاق وقف الاقتتال في سوريا ليشمل محافظة حلب حيث أدى العنف الكثيف بين قوات المعارضة السورية والقوات الحكومية السورية إلى سقوط عشرات الأشخاص.
وقالت وزارة الخارجية الأمريكية إن الهدنة دخلت حيز التنفيذ في الساعة 12:01 بتوقيت دمشق يوم الأربعاء ولكنها أشارت إلى أن القتال لم يتوقف.
وقال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إنه لم يفاجأ باستمرار القتال في بعض المناطق مضيفا أن الجانبين يعملان على إيصال أوامرهما إلى الميدان.
وأضاف كيري الذي يجتمع مع مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فدريكا موجيريني في وزارة الخارجية إن من الضروري أن يتقيد الجانبان بالاتفاق. ودعا روسيا إلى استخدام تأثيرها على الرئيس بشار الأسد كي يوقف القتال.
ولم يكن هناك على الفور رد فعل من جانب موسكو على إعلان الاتفاق ولكن الجيش السوري قال إنه سينفذ "نظام تهدئة" في حلب لمدة 48 ساعة اعتبارا من يوم الخميس.
وأدى تصاعد أعمال العنف الدامية في حلب أكبر مدن سوريا قبل الحرب الأهلية إلى الإطاحة بأول اتفاق كبير "لوقف الاقتتال" رعته الولايات المتحدة وروسيا بعد أن ظل الاتفاق مطبقا منذ فبراير شباط.
وفي معارك يوم الاربعاء بين القوات الحكومية والقوات المعارضة في غرب حلب قالت قوات المعارضة إنها اضطرت للانسحاب بعد قصف جوي عنيف.
وقال سفير روسيا في الأمم المتحدة فيتالي تشوركين خلال اجتماع لمجلس الأمن بشأن الوضع في حلب إنه كان سيتم الإعلان عن اتفاق يوم الثلاثاء ولكن هجمات المعارضة في حلب حالت دون حدوث ذلك.
وقال للمجلس "إن التدهور في مناطق معينة من سوريا بما في ذلك حلب هو مبعث قلق خطير. القوات الحكومية تتصدى لهجوم واسع النطاق يشنه الجهاديون (في حلب)."
* تعزيز الرقابة
وقال كيري إن الولايات المتحدة تنسق عن كثب مع روسيا بغية وضع اللمسات النهائية على اتفاق مراقبة توسيع نطاق وقف الاقتتال ليشمل حلب.
وأضاف أنه يتوقع عقد اجتماع للمجموعة الدولية لدعم سوريا والتي تضم وزراء خارجية حكومات أوروبية وشرق أوسطية برئاسة كيري ونظيره الروسي سيرجي لافروف خلال الأسبوعين المقبلين.
وفي برلين قال وزيرا خارجية ألمانيا وفرنسا إن التوصل لوقف لإطلاق النار في حلب أمر حيوي لتجديد محادثات السلام.
وقال الوزير الألماني فرانك فالتر شتاينماير للصحفيين "أعتقد أن الكل يعرف وقادر على الوصول لقناعة بأنه لا عودة للمفاوضات السياسية إذا لم تحترم الهدنة في حلب ومحيطها."
وفي جنيف قال مسؤول كبير في مجال الإغاثة الإنسانية في الأمم المتحدة إن الحكومة السورية ترفض طلبات الأمم المتحدة بتسليم مئات الآلاف من المدنيين العالقين جراء القتال مساعدات بمن فيهم الموجودون في حلب.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن العشرات قتلوا من الجانبين في إطار ما وصفه بأنه أعنف معركة في منطقة حلب خلال عام. وأضاف أن القوات الحكومية حصلت على تعزيزات من حليفها حزب الله اللبناني.
وقال مقاتل في صفوف المعارضة إن نحو 40 جنديا حكوميا قتلوا بينما قتل للمعارضة عشرة مقاتلين. ونفى مصدر عسكري أن تكون هناك خسائر كبيرة في صفوف الجيش ولكن قال إن عشرات المدنيين وكثيرا من المعارضين قتلوا.
وقالت مصادر في المعارضة إن مقاتليها سيطروا في وقت من الأوقات على موقع استراتيجي يعرف باسم بيت الأسرة ولكن في وقت لاحق فقد الموقع بعدما أرسل الجانب الحكومي تعزيزات.
وقال محلل عسكري مؤيد للحكومة إن الهجوم أخفق في خرق دفاعات الجيش وخطوط الإمداد في حلب.
وخلال اجتماع مجلس الأمن قال جيفري فيلتمان وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية إن هناك حاجة لهدنة متماسكة والسماح بمرور مزيد من المساعدات الإنسانية لضمان مصداقية الجولة الثانية من محادثات السلام في سوريا والمقررة هذا الشهر.
وأضاف أنه من دون إحراز تقدم توجد "خطورة حقيقية بفشل العملية السياسية".
وتابع فيلتمان "إن مستويات العنف الحالية في حلب على وجه التحديد تؤثر سلبا على قدرة الأطراف السورية على المشاركة في المفاوضات."
وقال ستيفن أوبريان مسؤول المساعدات الإنسانية في الأمم المتحدة لمجلس الأمن إن حياة الناس في حلب أصبحت جحيما وإنهم "يعيشون تحت تهديد ورعب يوميين".
(إعداد سيف الدين حمدان للنشرة العربية- تحرير أحمد حسن)