من هاني عمارة
طرابلس (رويترز) - تجول قادة من حكومة الوحدة الوطنية في ليبيا التي تدعمها الأمم المتحدة في شوارع طرابلس للمرة الأولى يوم الجمعة وسط مؤشرات على تنامي ثقتهم في تولي السلطة في البلاد.
وأدى رئيس حكومة الوحدة فايز السراج وأعضاء آخرون من المجلس الرئاسي الصلاة بأحد المساجد والتقوا بالناس في الميدان الرئيسي قبل العودة إلى القاعدة البحرية التي تخضع لحراسة مشددة والتي يتمركزون بها منذ وصولهم من تونس يوم الأربعاء.
وتأمل القوى الغربية أن تطلب حكومة الوحدة مساندة أجنبية لمواجهة تنظيم الدولة الإسلامية وتدفق المهاجرين من ليبيا صوب أوروبا وإعادة إنتاج النفط لتعزيز اقتصادها.
لكن الحكومة الجديدة التي عقدت أول اجتماعاتها في طرابلس يوم الخميس في قاعدة بحرية فشلت في نيل تأييد الحكومتين المتنافستين - إحداها في الشرق والأخرى في طرابلس - أو تأييد البرلمانين التابعين لهما.
وفي البداية عارض رئيس حكومة الإنقاذ الوطني التي تتخذ من طرابلس مقرا لها خليفة الغويل بشدة أي محاولة لنقل السلطة لكن بيانا نشر في وقت متأخر يوم الخميس على موقع الحكومة كانت نبرته أهدأ وقال إن المعارضة ستكون "بالطرق السلمية والقانونية ودون استخدام القوة أو التحريض على القتال والصراع بين أبناء الوطن الواحد."
وقال البيان "أعلن أنني لا أسعى إلى سلطة أو منصب وأطالب بإعطاء الفرصة لأبناء الوطن الخيرين من الثوار ومؤسسات المجتمع المدني والأعيان والعلماء لتقرير ما يرونه مناسبا لحقن الدماء وإيجاد مخرج من الأزمة التي تمر بها بلادنا الحبيبة."
ويواجه المجلس الرئاسي تحديات ضخمة في سعيه لتثبيت وضعه في البلاد التي تعاني من انقسامات عميقة وتهيمن عليها كتائب من الثوار السابقين. وانخفض انتاج النفط بشدة وأسس تنظيم الدولة الإسلامية أهم قاعدة له في البلاد خارج سوريا والعراق.
وعقدت الحكومة الجديدة اجتماعات في القاعدة البحرية مع سياسيين محليين ونواب ومصرفيين ورجال أعمال مع بدء جهودها للسيطرة على المؤسسات في طرابلس والحصول على دعم الجماعات المسلحة في العاصمة.
وقال مسؤول بوزارة الخارجية في طرابلس إن قوات الأمن الموالية للمجلس الرئاسي أمنت مبنى الوزارة وإن الوزير الذي سبق وعينته حكومة الإنقاذ الوطني غير المعترف بها دوليا غادر بسلام.
ولم يتضح بعد الموقف في وزارات أخرى ومكاتب حكومية على الرغم من أن متحدثا باسم مؤسسة النفط الوطنية جدد دعمه للحكومة الجديدة وقال إنه في انتظار دعوة للقاء السراج.
*ترحيب
والوضع الأمني في طرابلس مضطرب لكن الأجواء في المدينة اتسمت بالهدوء منذ وصول أعضاء المجلس يوم الأربعاء.
ووصل الأعضاء طرابلس على متن سفينة بعد أن أغلق معارضوهم المجال الجوي للعاصمة لمنعهم من الوصول جوا. ونظمت مظاهرات محدودة مؤيدة لحكومة الوحدة الوطنية من بينها مظاهرة حضرها عدة مئات من الأشخاص في ميدان الشهداء يوم الجمعة.
وفي دفعة لحكومة الوحدة الجديدة وقيادتها المتمثلة في المجلس الرئاسي قالت عشر بلدات ومدن في غرب ليبيا في وقت سابق إنها ترحب وتدعم وصول الحكومة.
وقالت البلدات والمدن "تدرك بلديات الساحل الغربي المرحلة الخطيرة التي تمر بها ليبيا... لذلك تدعو هذه البلديات جميع الليبيين بجميع شرائحهم وتياراتهم وأحزابهم إلى الوحدة والتضامن والوقوف صفا واحدا لدعم حكومة الوفاق الوطني."
ودعا مجلس الأمن الدولي المجلس الرئاسي إلى "البدء فورا في ممارسة مهامه في طرابلس لتوسيع قواعد التأييد ومواجهة التحديات السياسية والأمنية والإنسانية والاقتصادية والمؤسسية ومكافحة الخطر المتزايد للإرهاب."
وجمد الاتحاد الأوروبي أرصدة الغويل ورئيسي البرلمانين المتنافسين في طرابلس والشرق معللا ذلك بدورهم في عرقلة حكومة الوحدة. وبدأ سريان هذه العقوبات يوم الجمعة.
وقال المتحدث باسم الخارجية الفرنسية للصحفيين "الإجراءات اليوم تؤسس لخطوة أولى هامة دعما لحكومة الوحدة الوطنية ... نحن مستعدون إذا ما اقتضت الحاجة توسيع قائمة العقوبات لتشمل المزيد من الأفراد الذين يعترضون سبيل هذه الحكومة."
(إعداد سلمى محمد للنشرة العربية - تحرير أحمد حسن)