القدس (رويترز) - أدى المسلمون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى في هدوء نسبيا بعد أن ألغت إسرائيل إجراءات أمنية مشددة سببت احتجاجات فلسطينية عنيفة على مدى أسبوعين لكنها منعت دخول الرجال الذين تقل أعمارهم عن 50 عاما.
لكن أعمال عنف خطيرة اندلعت في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة.
وانتشرت وحدات شرطة إضافية في مدينة القدس القديمة، بعضهم مزود بعتاد مكافحة الشغب وبعضهم يمتطي الجياد، تحسبا لتنظيم احتجاجات حاشدة على الرغم من أن إسرائيل استجابت للضغوط الدولية وأزالت أجهزة الكشف عن المعادن من على مداخل المسجد الأقصى.
ولم تقع سوى اشتباكات لفترات قصيرة بين محتجين فلسطينيين والشرطة الإسرائيلية. لكن المواجهات الأعنف وقعت خارج القدس.
وقال سكان إن فلسطينيين تجمعوا في قطاع غزة قرب الحدود مع إسرائيل ولوحوا بالأعلام ورددوا هتافات ورشقوا الجنود بالحجارة. وقال مسؤولون طبيون فلسطينيون إن القوات الإسرائيلية قتلت صبيا في السادسة عشرة من عمره وأصيب ستة آخرون.
وقالت متحدثة باسم الجيش الإسرائيلي إن عشرات تجمعوا في "أعمال شغب عنيفة" ودفعوا إطارات سيارات مشتعلة صوب السياج الحدودي. وأضافت أن الجنود أطلقوا أعيرة تحذيرية في الهواء وعندما لم يصدهم ذلك "أطلقوا أعيرة نارية صوب المحرضين الرئيسيين".
وقال الجيش إن فلسطينيا يحمل سكينا في الضفة الغربية حاول مهاجمة جنود إسرائيليين وقتل بالرصاص.
وقصرت إسرائيل دخول المسجد الأقصى يوم الجمعة على الرجال فوق سن الخمسين وسمحت بدخول النساء من جميع الأعمار.
وزادت حدة التوتر في الحرم القدسي خلال الأسبوعين الماضيين على نحو أفضى في كثير من الأحيان لاشتباكات بعد أن قتل مسلحون شرطيين بالرصاص في 14 يوليو تموز مما دفع إسرائيل لتركيب أجهزة للكشف عن المعادن عند مداخل الحرم وهو ما دفع بدوره المسلمين للتوقف عن الصلاة داخل المسجد الأقصى.
وبعد ضغوط دبلوماسية مكثفة أزالت إسرائيل أجهزة الكشف عن المعادن يوم الخميس في خطوة رحب بها العالم العربي.
وقالت الشرطة إن بضعة آلاف توجهوا إلى الأقصى لأداء صلاة الجمعة بينما صلى الشبان والرجال دون الخمسين في الشوارع الضيقة المحيطة بالحرم.
وحين انتهت الصلاة غادر الجمع المكان بهدوء إلى حد كبير.
وأظهرت لقطات تلفزيونية مواجهات محدودة بين مجموعة من الفلسطينيين وأفراد الشرطة الذين حاولوا تفريقهم بقنابل الصوت.
واحتلت إسرائيل القدس الشرقية بما فيها المدينة القديمة والحرم القدسي في حرب عام 1967 ثم ضمتها وأعلنت القدس بشطريها عاصمة لها في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي.
وتعتبر الأمم المتحدة وغيرها القدس الشرقية أرضا تحتلها إسرائيل وأن وضع المدينة لا يحدد إلا عن طريق المفاوضات بين الجانبين.
والخلاف الأخير، مثل غيره في الأراضي المقدسة، يتعلق بأكثر من مجرد أجهزة الفحص الأمني، إذ يشمل قضايا تتعلق بالسيادة وحرية ممارسة الشعائر الدينية والاحتلال.
ولا يعترف الفلسطينيون بسلطة إسرائيل على القدس الشرقية التي يريدونها عاصمة لدولتهم المستقبلية ويتعاملون بحساسية شديدة تجاه وجود قوات الأمن الإسرائيلية حول الحرم.
(إعداد دينا عادل للنشرة العربية - تحرير أحمد حسن)