نواكشوط (رويترز) - قال وزير الخارجية الفرنسي جان مارك إيرو يوم الجمعة إن الولايات المتحدة أبلغت فرنسا مسبقا بالهجمات الصاروخية الأمريكية على مواقع عسكرية سورية وأضاف أنه يتعين على روسيا الاستفادة من هذا "التحذير" للحث على التوصل إلى حل سياسي للصراع السوري.
وقال إيرو لرويترز وإذاعة "فرانس إنفو" في نواكشوط عاصمة موريتانيا حيث يقوم بزيارة "بدأت الولايات المتحدة بتوضيح موقفها لأننا على مدى الأيام الماضية كنا نسمع رأيا ثم آخر بعده."
وأضاف "هنا، بات لدينا خطوة عملية هي نوع من الاستنكار، عبر الهجمات العسكرية على قاعدة عسكرية، لما يقوم به هذا النظام المجرم."
وتابع إيرو، الذي أبلغه نظيره الأمريكي ريكس تيلرسون بالضربة قبل حصولها، بالقول إنه لا يصدق أن واشنطن تريد مواصلة هجماتها معتبرا أن تصعيد الدور العسكري الأمريكي في سوريا هو "إنذار".
وانتقدت فرنسا علنا سياسة أمريكا في سوريا منذ تراجع إدارة الرئيس السابق باراك أوباما عن توجيه ضربات لنظام الرئيس السوري بشار الأسد في أعقاب الهجوم بالأسلحة الكيماوية الذي وقع عام 2013 وقتل المئات.
وكانت المقاتلات الفرنسية على بعد دقائق من الإقلاع لتوجيه الضربات عندما تراجعت الإدارة الأمريكية حينها.
وقال إيرو "أرسلت (الضربة) إشارة لأن الأسد تخطى للمرة الثانية خطا أحمر."
وأضاف "استخدام الأسلحة الكيميائية مرعب ويجب أن يعاقب عليه لأنه جريمة حرب."
وأوضح إيرو أن دور فرنسا العسكري الوحيد في سوريا في الوقت الحالي يأتي في إطار مشاركتها في التحالف ضد تنظيم الدولة الإسلامية مشددا على عدم وجود نية للدخول في النزاع بين الأسد ومعارضيه.
ودخلت الحرب في سوريا عامها السابع وأسفرت عن سقوط أكثر من 400 ألف قتيل بالإضافة إلى تشريد الملايين .
وأكد إيرو "نحن لا نسعى لأي مواجهة لكن يتعين على روسيا وإيران أن تفهما أنه لا معنى لدعم نظام الأسد."
وحث وزير الخارجية الفرنسي موسكو على تقديم دعم كامل لقرار مجلس الأمن الدولي الذي يضع مسارا انتقاليا لتحقيق السلام في سوريا.
وقال في هذا الصدد "مفاوضات السلام مستمرة للتوصل إلى انتقال سلمي ولإعادة بناء البلاد وإتاحة المجال لعودة اللاجئين وهذا لن يحصل (بوجود) بشار الأسد."
وأضاف "سأقول للروس: توقفوا عن العبث. توقفوا عن التردد والادعاء. قوموا بدوركم وطبقوا القرار 2254 (قرار الأمم المتحدة الذي يضع خارطة طريق لمباحثات السلام)."
(إعداد داليا نعمة للنشرة العربية - تحرير أحمد صبحي خليفة)