من ليزا برينجتون
بيروت (رويترز) - تأمل حركة لبنانية جديدة في الفوز في الانتخابات البلدية التي ستجرى في بيروت مطلع الأسبوع القادم مستفيدة من حالة الاستياء من الحكم الفاشل في محاولة غير مسبوقة لإضعاف قبضة الأحزاب الطائفية.
وتأمل لائحة "بيروت مدينتي" في جذب الناخبين الغاضبين من تدهور عاصمة كانت تعرف بباريس الشرق ولكن الآن تهيمن عليها رائحة النفايات إلى جانب مشاكل أخرى.
وتواجه اللائحة التي تضم مجموعة من الأكاديميين والفنانين من بينهم مخرجة سينمائية شهيرة ومغن شهير ورئيس تعاونية الصيادين مهمة شاقة ضد تحالف يضم جماعات سنية وشيعية ومسيحية.
ومع ذلك فان هذه اللائحة أثارت بعض الحماس بين اللبنانيين الذين يتوقون إلى هزة في نظام الحكم الذي تفاقمت أزمته منذ بداية الصراع السوري في عام 2011.
ويعتقد بعض المحللين ان هذه اللائحة يمكن ان تفوز بمقعد أو مقعدين في المجلس البلدي حتى وإن كان الفوز الكامل يعد مستبعدا.
وقالت المخرجة السينمائية نادين لبكي المرشحة عن لائحة بيروت مدينتي خلال حملة انتخابية "انا خائفة ان افتح نافذة بيتي لانني خائفة على ابنتي التي هي في عمر ثلاثة شهور من نسمة الهواء. خائفة من المشي وحدي على الطريق في الليل لأنه لا يوجد إنارة."
وأضافت لبكي في تظاهرة على كورنيش الواجهة البحرية لبيروت وهي واحدة من الأماكن العامة النادرة في المدينة التي تنعدم فيها الحدائق وهذه إحدى القضايا التي وضعت على جدول أعمال الحملة "إذا أنت مثلي غضبان اسمع مني. انس الحزب. انس الطائفة. انت اليوم ابن بيروت"
وستجرى الانتخابات البلدية اللبنانية في جميع انحاء البلاد على مدى ثلاثة اسابيع. وتبدا الانتخابات يوم الاحد في المجلس البلدي لبيروت المؤلف من 24 مقعدا بالاضافة الى الانتخابات في منطقة البقاع في شرق البلاد.
وتعد هذه الانتخابات هي الاولى في لبنان منذ ست سنوات حيث تم تأجيل الانتخابات البرلمانية التي كانت مقررة في عام 2013 مرتين لأسباب أمنية وبسبب عدم الاتفاق على قانون انتخابي.
وتفاقمت الأزمة السياسية في لبنان بسبب الحرب في سوريا وتركت البلاد بدون رئيس للدولة منذ سنتين. وتكافح حكومة رئيس الوزراء تمام سلام لاتخاذ قرارات أساسية بسبب الخلافات العميقة بين الأطراف المتنافسة الممثلة فيها.
وبعد أن فشلت في الاتفاق على مكب لنفايات بيروت تركت الحكومة العام الماضي القمامة تتراكم في جميع أنحاء المدينة مما أثار احتجاجات ضخمة.
وجرت تلك الاحتجاجات بعيدا عن الأحزاب الطائفية التي تعكس نظام الحكم الذي يقسم السلطة على أساس طائفي.
وقال جاد شعبان أستاذ مادة الاقتصاد في الجامعة الأمريكية في بيروت ومدير حملة "بيروت مدينتي" أن "ما أدى إلى تحرك الناس حقا هو أزمة النفايات وانتفاضات الصيف."
*الأولى من نوعها
وقال سامي عطا الله مدير المركز اللبناني للدراسات إن "هذه المرة الأولى التي تتشكل فيها لائحة غير حزبية من 24 عضوا والتي لديها بالفعل برنامج وتتمتع بالمساواة بين الجنسين.".وتتنافس هذه اللائحة مع لائحة "البيارتة" التي تتشكل من جماعات حزبية كانت قد نسجت تحالفات بين بعضها البعض منذ سنوات لتجنب بلدية بيروت المعركة الانتخابية.
ويلقي تيار المستقبل بزعامة رئيس الوزراء السابق السياسي السني سعد الحريري بكامل ثقله خلف لائحة "البيارتة" بعد أن عاد إلى الحياة السياسية اللبنانية إثر سنوات قضاها في الخارج.
وقال جمال عيتاني رئيس لائحة "البيارتة" إن من أولويات الحملة هي حل أزمة النفايات والمرور ومعالجة ندرة المساحات الخضراء في المدينة التي لا تزال في طور إعادة البناء بعد الحرب الأهلية التي دارت بين عامي 1975 و1990.
وفي إشارة إلى حملة "بيروت مدينتي" قال عيتاني "نعتقد أن المجتمع المدني له دور كبير في نجاح أي خطة وأي مجلس بلدي...بابنا مفتوح إذا ما فزنا بإذن الله في الانتخابات".
وتسوق حملة "بيروت مدينتي" نفسها كمجموعة من المهرة والمهنيين مع الدراية التقنية الكاملة لحل مشاكل بيروت وجعلها مدينة خالية من الفساد.
وقال نبيل بومنصف المعلق السياسي في جريدة النهار إن "الانتخابات في لبنان هي في الأساس ماكينة انتخابية. إن الاحزاب وليس المجتمع الأهلي هي التي لديها الماكينات الانتخابية التي تسمح لهم بجمع الناس وتؤمن وسائل النقل وتؤمن المصاريف."
وقد يكون الناخبون الشبان مثل جاد عسيلي (22 عاما) أفضل أمل لقائمة "بيروت مدينتي".
قال عسيلي خلال حملة انتخابية "لدينا جيل لا يصوت لأننا لم يكن لدينا أي اعتقاد في النظام السياسي...وهناك بعض الذين سيتبعون فقط ما يملون عليهم أهلهم. اعتقد ان تلك الظروف تغيرت."
(اعداد ليلى بسام للنشرة العربية - تحرير أحمد حسن)