بيروت (رويترز) - تقاتل القوات الحكومية وفصائل المعارضة فيما يبدو لتعزيز مواقعها في عدة مناطق في سوريا عشية هدنة بين الحكومة ومعظم جماعات المعارضة تستهدف تخفيف معاناة المدنيين.
وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن اشتباكات جرت حول حلب ودمشق مع تقدم القوات الحكومية في مناطق جبلية بشمال غرب البلاد في حين أشارت قوات المعارضة في الجنوب الغربي إلى جهود لتحسين مواقعها قبل توقف القتال المقرر يوم الاثنين.
وأدت الحرب السورية المستمرة منذ خمس سنوات إلى مقتل مئات الآلاف وتشريد نحو 11 مليون شخص أي نصف عدد السكان قبل اندلاع الحرب مما فجر أزمة لاجئين في الشرق الأوسط وأوروبا وتسبب في هجمات تستلهم فكر المتشددين في أنحاء العالم.
ومما يظهر البعد العالمي للحرب أن الرئيس السوري بشار الأسد يحظى بدعم سلاح الجو الروسي والحرس الثوري الإيراني وميليشيات شيعية من العراق ولبنان في حين تحصل المعارضة على دعم من الولايات المتحدة وتركيا وبعض دول الخليج العربية.
وانهارت اتفاقات سلام سابقة خلال أسابيع حيث اتهمت الولايات المتحدة الأسد وحلفائه بمهاجمة جماعات المعارضة والمدنيين. وقتلت غارات جوية استهدفت مناطق تسيطر عليها المعارضة عشرات الأشخاص يوم السبت.
وقال قيادي في المعارضة السورية يوم الأحد إن فصائل معارضة ستصدر بيانا للترحيب بالاتفاق الروسي الأمريكي بشأن الهدنة وتوصيل المساعدات في سوريا لكن لها تحفظات على طريقة التعامل مع الانتهاكات من جانب الحكومة.
وقال زكريا ملاحفجي من تجمع (فاستقم) في حلب إن جماعات المعارضة "تشعر أنها غُبنت ولم تستشار أصلا (في أمر الاتفاق)... قسم كبير من الاتفاق بيخدم النظام وما بيضغط عليه وما بيخدم الشعب السوري."
ولم تصدر الحكومة السورية تعليقا رسميا على الهدنة لكن وسائل الإعلام السورية نقلت يوم السبت عن مصادر وصفتها بأنها خاصة قولها إن الحكومة أعطت موافقتها. ورحبت إيران يوم الأحد بالاتفاق.
* الدولة الإسلامية
ولن يشمل وقف إطلاق النار الجماعات المتشددة مثل تنظيم الدولة الإسلامية وجبهة فتح الشام التي كانت تعرف من قبل باسم جبهة النصرة حتى قطعت صلاتها التنظيمية مع تنظيم القاعدة وغيرت اسمها.
وذكر التلفزيون السوري اليوم الأحد أن سلاح الجو السوري قصف مواقع لتنظيم الدولة الإسلامية قرب تدمر في حين قال المرصد السوري ومقره بريطانيا إن جماعات المعارضة اشتبكت مع التنظيم شمال شرقي دمشق.
وأمس السبت حذرت الولايات المتحدة مقاتلي المعارضة من "عواقب وخيمة" إن تعاونوا مع جبهة فتح الشام التي قاتلت إلى جانب مجموعة من الفصائل المسلحة من المعارضة الرئيسية والإسلامية في عدة معارك طاحنة في الأسابيع الأخيرة في جنوب حلب.
وقالت جبهة أحرار الشام إحدى أكبر الجماعات الإسلامية بين فصائل المعارضة التي قاتلت إلى جانب جبهة فتح الشام إنها لم تعلق بعد على الاتفاق لكنها ستصدر بيانا في وقت لاحق مع جماعات أخرى.
وفي محافظة اللاذقية قال المرصد السوري إن الاشتباكات العنيفة استمرت يوم الأحد بعد يومين من شن الجيش وحلفائه هجوما حول عدة قرى قرب الطريق الساحلي الرئيسي إلى حلب مستخدما المدفعية الثقيلة وعشرات الغارات الجوية.
وتحدثت تقارير عن مزيد من الغارات الجوية على حلب ومحافظة إدلب يوم الأحد بعد مقتل عشرات الأشخاص في قصف جوي يوم السبت. وقال المرصد السوري إن ضربات جوية على مدينة سراقب استهدفت "مركزا للدفاع المدني مخلفة جرحى ودمارا في المعدات والآليات."
(اعداد أحمد حسن للنشرة العربية- تحرير سيف الدين حمدان)