من توماس اسكريت
لاهاي (رويترز) - اختتم الادعاء في جرائم الحرب مرافعته ضد زعيم صرب البوسنة السابق رادوفان كارادزيتش يوم الاثنين متهما اياه بأنه كان "القوة الدافعة" والشخص المسؤول عن حملة الإبادة الجماعية للتخلص من السكان غير الصرب في البوسنة.
وطلب الادعاء تطبيق أقصى عقوبة وهي السجن مدى الحياة على كارادزيتش وهو أحد القادة السياسيين خلال حرب البوسنة التي دارت رحاها بين عامي 1992 و1995 وأسفرت عن مقتل 100 ألف شخص.
ونفى كارادزيتش هذه الاتهامات في مذكرة قانونية مقتضبة قدمت للمحكمة ظهر يوم الاثنين نافيا مسؤوليته عن القتل.
وهذه المذكرة -التي قدمت قبل يومين من الموعد الذي من المقرر ان يطرح فيه كارادزيتش مرافعاته النهائية امام المحكمة- التمس من قضاة الامم المتحدة الرأفة قائلا بانه تلقى وعدا بمنحه حصانة مقابل التنازل عن رئاسة جمهورية صرب البوسنة عام 1996 .
وفي ختام أربع سنوات من جلسات المحاكمة قال المدعي ألان تيجر لقضاة المحكمة الجنائية الدولية ليوغوسلافيا السابقة إن كارادزيتش كان يتباهي في تلك الفترة بعزمه على محو السكان البوسنيين غير الصرب.
وقال تيجر "بعد تقديم مئات الشهود و80 ألف صفحة من المذكرات و10 آلاف مستند كشف النقاب عن سياسة التطهير العرقي في النهاية وكان كارادزيتش القوة الدافعة وراءها."
ويواجه كارادزيتش تهما بارتكاب مذابح جماعية جراء مقتل أكثر من ثمانية آلاف رجل وصبي مسلم من سربرينيتشا في أسوأ مجزرة تشهدها أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية عندما قامت القوات الصربية باطلاق النار على السجناء بعد أن اقتادتهم إلى مواقع القتل.
كما يتهم بتحمل المسؤولية عن حصار العاصمة سراييفو لمدة 43 شهرا والذي قتل خلاله أكثر من خمسة آلاف مدني.
وقال تيجر لهيئة المحكمة "قتل الآلاف ودمرت مئات البلدات وأجبرت أعداد هائلة على النزوح."
وأشار إلى أن كارادزيتش (69 عاما) استخدم العنف والإرهاب لاقتطاع دولة انفصالية عرقية من البوسنة المتعددة الاعراق وبدأ هذه العملية قبل أيام من اعلان البوسنة استقلالها عن يوغوسلافيا.
وراقب كارادزيتش باهتمام من الجانب الآخر من قاعة المحكمة فيما كان ممثلو الادعاء يقدمون مرافعاتهم النهائية.
وقال كارادزيتش في مذكرة الدفاع "كان اعدام السجناء في سربرينيتشا عملا مروعا" لكنه لم يكن ابادة جماعية على حد قوله لانه لا توجد أدلة على ان الهدف من المذبحة هو القضاء على مسلمي البوسنة.
وقال في المذكرة "لم تثبت عناصر الابادة الجماعية."
وقال اقارب ضحايا الحرب إن الجرائم التي وصفت ليست سوى قمة جبل الجليد.
وتختتم محكمة يوغوسلافيا السابقة أعمالها بعد محاكمة 112 مشتبها به منذ أسسها مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة عام 1993 لمعاقبة المسؤولين عن جرائم الحرب والجرائم ضد الانسانية.
وكارادزيتش هو أحد أربعة مشتبه بهم -بينهم القائد العسكري البوسني الصربي راتكو ملاديتش- مازالوا في قفص الاتهام.
وحكمت المحكمة على سبعة أشخاص فقط بالسجن مدى الحياة حتى الآن. وتوفي الرئيس الصربي الراحل سلوبودان ميلوسيفيتش عام 2006 قبل انتهاء محاكمته.
وقال كارادزيتش الذي يتولى الدفاع عن نفسه إنه لم يكن مسؤولا عن الأشخاص الذين نفذوا المجازر وهو أمر يدحضه الادعاء.
ويقدم كارادزيتش مرافعاته النهائية يوم الأربعاء المقبل.
(إعداد محمد هميمي للنشرة العربية - تحرير سيف الدين حمدان)