💼 احمِ محفظتك مع اختيارات الأسهم المدعومة بالذكاء الاصطناعي من InvestingPro - الآن خصم يصل إلى 50% احصل على الخصم

الإعدامات الجماعية في السعودية مبعثها الخوف من التشدد السني

تم النشر 03/01/2016, 20:38
محدث 03/01/2016, 20:41
© Reuters. الإعدامات الجماعية في السعودية مبعثها الخوف من التشدد السني

من انجوس مكدوال

الرياض (رويترز) - أثار إعدام السعودية لرجل دين شيعي غضبا طائفيا في مختلف أرجاء الشرق الأوسط لكن بإعدام عشرات من المدانين بالانتماء لتنظيم القاعدة في الوقت نفسه توجه السعودية رسالة قوية مفادها أنها لا تتسامح مع التشدد السني في البلاد.

وكانت السعودية تعلم أن إعدام نمر النمر وثلاثة آخرين من الشيعة لتورطهم في عمليات قتل سياسي سيثير موجة غضب واحتجاجات في الخارج لكن يبدو ان حساباتها للموقف أفادت أن العواقب ستكون محكومة -على الأقل داخل السعودية.

وسط تصاعد الاضطرابات في المنطقة وسلسلة من التفجيرات وعمليات إطلاق النار التي قتل فيها أكثر من 50 سعوديا منذ أواخر عام 2014 جاء إعدام السعودية لثلاثة وأربعين جهاديا بمثابة تحذير بأن الدعم الداخلي للجماعات السنية المتشددة سيسحق.

وقال عوض القرني وهو رجل دين سني بارز يساند الحكومة في مواجهة الجهاديين على حسابه على موقع تويتر للتواصل الاجتماعي إن الاعدامات كانت "رسالة للعالم وللمجرمين بأنه لا تفريط في مبادئنا ولا تهاون في أمننا".

وتنظر أسرة آل سعود الحاكمة في السعودية إلى اتساع النفوذ الإيراني الشيعي في الشرق الأوسط باعتباره تهديدا لأمنها ولطموحها بلعب دور رائد بين الدول العربية.

لكن في داخل المملكة فإن تهديد تمرد الأغلبية السنية هو ما يقلق الأسرة الحاكمة التي يستند حكمها على تأييد المحافظين في الداخل وتحالفات مع الغرب.

وكانت جميع التهديدات التي تعرضت لها أسرة آل سعود في الماضي من تمرد قبلي في عشرينات القرن الماضي إلى أعمال شغب في الستينات واحتلال الحرم المكي في عام 1979 واحتجاجات في التسعينات ناتجة عن غضب سني من التحديث أو العلاقات مع الغرب.

لذلك كان صعود تنظيم القاعدة الذي بدأ في عام 2003 ومهاجمته لآل سعود عن طريق تأليب السلفيين السنة المحافظين ضدها يمثل خطرا كبيرا. ولهذه الأسباب أيضا يمثل تنظيم الدولة الإسلامية السني مشكلة هو الآخر.

ويبدو ان تنظيم الدولة الإسلامية لا يحظى بتأييد كبير بين السعوديين لكن البعض يتعاطف مع أهدافه العريضة ويقر أسلوبه الخطابي المناهض للشيعة وللغرب وانتقاده للفساد بين آل سعود.

وبإعدام مفكري تنظيم القاعدة ومقاتليه كانت الرياض تظهر تصميمها على سحق التأييد للتشدد. وبقتلها أربعة من الشيعة- الذي اغضب إيران- كانت تبلغ المحافظين السنة انها ما زالت تقف بجانبهم.

وتعتقد السعودية أنها تواجه ليس تهديدا ماديا بشن الهجمات وحسب بل تواجه أيضا معركة فكرية مع تفسير منافس للإسلام السلفي.. هذه الفكرة اكتسبت قوة بتركيز وسائل الإعلام الرسمية على فارس الشويل الزهراني بين من تم إعدمهم.

وقدمت وسائل الإعلام الرسمية السعودية الزهراني -وهو رجل ملتح ويستخدم نظارات طبية ومسجون منذ عام 2004- بصفته المنظر الرئيسي لتنظيم القاعدة في سلسلة من الهجمات على مجمعات سكنية للأجانب ومراكز الشرطة والمنشآت النفطية التي أودت بحياة مئات الأشخاص.

وساعد الزهراني الذي وصفته الحكومة آنذاك بأنه أحد رؤوس الفتنة وواعظ التكفير في بلورة رأي المتشددين بأن آل سعود هجروا الإسلام وأن من واجب المسلمين قتلهم وقتل حلفائهم.

ويعد التكفير أحد الأعمدة الرئيسية للإسلام السلفي. ويقول الجهاديون إن أي مسلم يستطيع وصم الآخر بأنه كافر وهو ما يختلف مع المذهب الوهابي السائد في السعودية حيث لا يسمح لأحد بممارسة التكفير إلا المؤسسة الدينية المعينة من قبل الدولة.

هذا الخلاف وغيره أثار عداء شديدا بين المؤسسة الدينية الرسمية في المملكة -التي تدير المحاكم الشرعية التي قضت بإعدام 43 من أعضاء تنظيم القاعدة يوم السبت- والمنظرين الجهاديين الذين يعتبرون هدفهم الرئيسي أسرة آل سعود.

وقال برنارد هيكل أستاذ دراسات الشرق الأدنى في جامعة برنستون "الرأي الرسمي هو أن هؤلاء الأشخاص متطرفون وضالعون في تكفير مسلمين آخرين وعصيان ولي الأمر وبث الفتنة والفساد في الأرض ولذلك فهم خارج نطاق الإسلام السني."

*التوزان الطائفي

وساوت وسائل الإعلام السعودية بين الزهراني وهو جهادي سني والنمر وهو شيعي باعتبارهما "من المحرضين على العنف والارهاب" وهو ما فعلته أيضا صحف الصباح الصادرة يوم الأحد.

كانت هذه محاولة فيما يبدو من جانب الحكومة لطمأنة السنة المحافظين بأن عمليات الإعدام التي جرت يوم السبت لا تعني أن الرياض ستكف عن مناصرة طائفتهم ضد ما تصفه بالعدوان الشيعي في أنحاء الشرق الأوسط.

وقال هيكل "في اعتقادي ان إعدام الشيعة كان غلافا ملائما للغاية". واضاف انه بينما لا يرى آل سعود في الأقلية الشيعية خطرا داهما عليهم -مقارنة بالجهاديين- فإن إعدام بعضهم ساعد في تجميع القاعدة المحافظة للأسرة الحاكمة".

© Reuters. الإعدامات الجماعية في السعودية مبعثها الخوف من التشدد السني

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.