من جون ايرش وتارا أوكس
باريسمرسيليا (فرنسا) (رويترز) - أعلن الاتحاد الأوروبي لكرة القدم يوم الأحد أنه بدأ إجراءات تأديبية بحق الاتحاد الروسي بسبب أعمال شغب في مرسيليا خلال مباراة روسيا أمام انجلترا في بطولة أوروبا 2016 يوم السبت.
ولاحق مشجعو روسيا أنصار المنتخب الانجليزي مباشرة بعد انتهاء المباراة وقاموا بضربهم. وأضطر بعض المشجعين الانجليز للقفز على الحواجز.
وقال الاتحاد الأوروبي لكرة القدم إنه يحقق أيضا في إدعاءات بحدوث تصرفات عنصرية وإلقاء صواريخ وألعاب نارية.
وقال فيتالي موتكو وزير الرياضة الروسي الذي نفى في البداية وجود أي شغب جماهيري إن الاتحاد الاوروبي لكرة القدم يملك الحق في التحقيق في الأمر.
وجاء العنف في الاستاد بعد ثلاثة أيام من المواجهات بين الجماهير الانجليزية والروسية والفرنسية في المدينة الساحلية مما أجبر قوات مكافحة الشغب على الرد بقوة.
وانتهت المباراة بتعادل المنتخبين 1-1 ضمن المجموعة الثانية.
وفي بيان عبر الاتحاد الأوروبي لكرة القدم "عن شعوره الكامل بالاشمئزاز" بسبب الاشتباكات العنيفة التي وقعت في وسط مدينة مرسيليا وعن قلقه العميق بسبب الأحداث التي وقعت في نهاية المباراة في ملعب فيلودروم.
وأضاف الاتحاد الاوروبي للعبة الذي أشار إلى أنه سيتخذ القرارات العقابية المناسبة خلال الأيام القليلة المقبلة "مثل هذه التصرفات غير مقبولة تماما ولا مكان لها في كرة القدم."
وهذه هي المرة الثانية على التوالي التي يواجه فيها الاتحاد الروسي عقوبات بسبب جماهيره.
وعوقب الاتحاد الروسي بغرامة اضافة الى خصم ست نقاط من رصيد روسيا في تصفيات البطولة الحالية مع ايقاف التنفيذ بعد هجوم الجماهير على الأمن ورفعها لافتات محظورة في نهائيات بطولة اوروبا 2012 في اوكرانيا وبولندا.
وربما تصل العقوبات إلى غرامة أو اللعب بدون جمهور أو حتى الاستبعاد.
وامتدت حوادث الشغب بعد ذلك إلى مدينة نيس حيث تبادل مشجعون من ايرلندا الشمالية وسكان محليون إلقاء الزجاجات والكراسي.
وأبدت الحكومة الفرنسية يوم الأحد دعمها للشرطة بعد التشكيك في خططها والأمن داخل الملاعب.
* كرة القدم فاشلة
وقال بيير أنري برانديت المتحدث باسم وزارة الداخلية لتلفزيون (بي.إف.إم) "إذا كان هناك فشل فهي كرة القدم لأن بعض مشجعيها يفرطون في شرب الخمر ويتشاجرون."
وقال الاتحاد الأوروبي لكرة القدم إنه سيتم نشر مزيد من قوات الأمن للفصل بين المشجعين المتنافسين في الملاعب مثل المباراة بين منتخبي تركيا وكرواتيا يوم الأحد في باريس.
وقال الاتحاد - الذي يمكنه فقط بدء تحقيقات في المناطق التي تحت سيطرته - أيضا إن لجنته التنفيذية تجتمع من أجل بحث كيفية الرد على أعمال العنف والشغب.
وفي عام 2000 هدد الاتحاد الاوروبي لكرة القدم انجلترا بالاستبعاد من البطولة بعد أحداث شغب بين الجماهير الانجليزية والألمانية في مدينة شارلروا البلجيكية.
وساند موتكو إجراءات الاتحاد الاوروبي للعبة.
ونقلت وكالة ار سبورت عن موتكو قوله "هذا هو الإجراء المناسب. فقد أطلقت صواريخ وألعاب نارية وحدثت اشتباكات في المدرجات لابد من وضع الأمور في نصابها."
وأضاف الوزير الروسي "المشجعون كانوا يتصرفون بصورة طيبة لكن هناك من أتوا لأهداف ليس لها علاقة بكرة القدم."
وفي مرسيليا تعتقد بعض الجماهير الانجليزية أن قوات مكافحة الشغب الفرنسية افرطت وتسرعت في استخدام الغاز المسيل للدموع. وأصيب 35 شخصا خلال الاشتباكات بين المشجعين الروس والانجليز بينما تعرض احد المشجعين الانجليز لنوبة قلبية.
وقال لوران نونيز قائد شرطة مرسيليا لمحطة فرانس انفو الإذاعية إن استجابة قواته منعت "ضررا أكثر خطورة."
وألقي القبض على 15 شخصا أغلبهم من الانجليز في المدينة على مدار ثلاثة أيام.
وتستضيف فرنسا البطولة في ظل حالة الطوارىء التي فرضتها بعد تعرضها لهجمات إرهابية أوقعت 130 قتيلا في نوفمبر تشرين الثاني الماضي.
وقال الخبير الأمني دريس ايت يوسف لشبكة بي.اف.ام التلفزيونية "قوات الشرطة الفرنسية غير مدربة على التعامل مع شغب الجماهير. لا تعلم مطلقا أين يمكن أن تبدأ الاحتكاكات لذا فالتحدي هو إعادة نشر القوات في زمن قصير."
وتستخدم فرنسا أكثر من 90 ألفا من قوات الشرطة والجيش وشركات الأمن الخاصة لتأمين الجماهير في ظل تحذيرات الاستخبارات من هجمات محتملة وشغب الجماهير.
وقال لوران نونيز قائد شرطة مرسيليا "يمكننا التعاطي مع التهديدات الأمنية وشغب المشجعين."
(اعداد شادي أمير - تحرير أشرف حامد)