من روبين إيموت وجابرييلا باتشينسكا
فاليتا (رويترز) - يسعى الاتحاد الأوروبي يوم الجمعة لإيقاف تراشق قبيح بالكلمات مع تركيا رغم أن هناك شعورا عميقا بعدم الارتياح إزاء مستقبل أنقرة في عهد الرئيس رجب طيب إردوغان الذي يبدو أن مطامحه للانضمام للاتحاد قد انتهت بسبب سلطاته الكاسحة الجديدة وحملته على المعارضة.
ويجتمع وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو في مالطا مع نظرائه في الاتحاد الأوروبي في محاولة لنزع فتيل أزمة في العلاقات دفعت الاتحاد صوب إيقاف رسمي للمحادثات المتعثرة منذ فترة طويلة بشأن انضمام تركيا إليه.
وتسبب فوز إردوغان في استفتاء يمنحه سلطات أكبر وكذلك حملته على معارضيه وتصريحات أطلقها مسؤولون أتراك وشبهوا فيها حكومات أوروبية بالنازيين في تنفير كثير من أعضاء التكتل، لكن الاتحاد ما زال بحاجة للحفاظ على التعاون مع تركيا.
وقال يوهانس هان الذي يدير ملف عضوية تركيا والذي سيحضر اجتماع مالطا "سير العمل كالمعتاد ليس خيارا مطروحا."
وأضاف "فلنحتفظ بهدوئنا ولنضع مجموعة قواعد تمكننا من العمل مع تركيا" في إشارة إلى أن الاتحاد الأوروبي قد يقلص العلاقات مع أنقرة وإن كان سيسعى للحفاظ على علاقة تقوم على التعاون التجاري والأمني.
وبعد أن انطلقت محادثات عضوية تركيا عام 2005 تجمدت فعليا نتيجة عقبات سياسية تتعلق بقبرص وبسبب اعتراض بعض دول الاتحاد على انضمام هذا البلد ذي الغالبية المسلمة حتى قبل الأحداث الأخيرة.
وفي حين تصر النمسا على أن تركيا لم تعد مؤهلة حتى لاعتبارها بلدا مرشحا للانضمام للاتحاد، تخشى حكومات كثيرة أخرى أن تظهر في عيون البعض بمظهر الرافض لتركيا. وينبع هذا في جانب منه من القلق إزاء اتفاق كان قد تم التوصل إليه مع أنقرة لوقف تدفق اللاجئين الفارين من الصراع في سوريا.
وقال إردوغان لرويترز إن بلاده ستعيد النظر في موقفها إزاء الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي إن هي ظلت في قائمة الانتظار طويلا لكنه أوضح أن تركيا ما زالت ملتزمة بعملية التفاوض.
ونظرا لأن كل جانب ربما لا يريد النظر إليه على أنه ينهي رسميا عملية الانضمام الرامية إلى تحديث اقتصاد تركيا وتعزيز هيئتها القضائية قال مسؤول بالاتحاد الأوروبي إن الأولوية تتمثل في "الخروج من الطريق المسدود".
والاتحاد الأوروبي هو أكبر مستثمر أجنبي بالنسبة لتركيا وأكبر شريك تجاري لها، كما أن حدود تركيا المشتركة مع العراق وسوريا وروسيا في البحر الأسود تجعلها حليفا مهما.
(إعداد أمل أبو السعود للنشرة العربية - تحرير ليليان وجدي)