هافانا (رويترز) - يقيم البابا فرنسيس قداسا يحضره عشرات الآلاف من الكوبيين يوم الأحد في ميدان الثورة بهافانا القلب السياسي لكوبا حيث تنظم الحكومة الشيوعية أكبر تجمعاتها الحاشدة.
وميدان الثورة هو المكان الذي يحتفل فيه الكوبيون بعيد العمال تحت صور كبيرة للزعيمين الثوريين إيرنستو "تشي" جيفارا وكاميلو سينفويجوس المقامة على واجهة مبان حكومية.
وجرى تعليق صورة كبيرة أيضا للسيد المسيح تحية للبابا.
وقال العامل في قطاع السياحة إنريكيه ميزا (32 عاما) في طريقه لحضور القداس "جاء فرنسيس ليبارك الرباط الجديد بين كوبا والولايات المتحدة" في إشارة إلى التقارب الأخير بين البلدين الذي أسهم البابا في تحقيقه.
لكن في الوقت الذي تنعم فيه الحكومة الكوبية بحرارة الزيارة التي تستمر أربعة أيام قد يستغل البابا الفرصة لانتقاد قادة البلاد الشيوعيين حيال مسألتي الديمقراطية وحقوق الإنسان.
ومن المتوقع أن يزور البابا الزعيم الكوبي المتقاعد فيدل كاسترو (89 عاما) في وقت لاحق من يوم الأحد.
ووصل البابا إلى هافانا يوم السبت حيث حث الولايات المتحدة وكوبا على تعزيز المصالحة التي توسط فيها بينهما وشجع كوبا على منح مزيد من الحريات للكنيسة الكاثوليكية التي عادت للظهور كقوة في الجزيرة بعد أن عانت من القمع لعقود.
وقال بنيتو إسبينوزا (41) المتخصص في علم الأحياء من ساحة الثورة حيث وصل البعض منذ الساعة الثالثة فجرا "إن زيارته مدعاة للأمل في تطلعاتنا نحو التقدم" مضيفا "نحن شعب متفائل لكننا عانينا سنوات كثيرة."
وسيتحدث فرنسيس وهو أول بابا من أمريكا اللاتينية إلى الكوبيين بالإسبانية لغتهم الأم.
ويقدر الكثير من الكوبيين للبابا دوره في المحادثات السرية التي أدت إلى تقارب تاريخي في ديسمبر كانون الأول عندما تعهد الرئيس الأمريكي باراك أوباما بتطبيع العلاقات وانهاء أكثر من نصف قرن من العداء.
وسيسافر البابا من كوبا إلى واشنطن يوم الثلاثاء حيث سيجتمع مع أوباما ويلقي كلمة أمام الكونجرس الأمريكي وكلمة أمام الأمم المتحدة.
وسترحب كوبا بأي إدانة بابوية للحظر الاقتصادي الذي تفرضه الولايات المتحدة عليها وما زال مستمرا رغم تغيير سياسة أوباما إذ أن الكونجرس الأمريكي هو القادر على رفع الحظر. ويرفض الجمهوريون المهيمنون على الكونجرس دعوات أوباما لرفع الحظر.
لكن حكومة كوبا ستكون حساسة أيضا لأي انتقاد لنظام الحزب الواحد أو لقمع المعارضين.
وقال إليزاردو سانشيز رئيس الهيئة الكوبية لحقوق الإنسان والمصالحة الوطنية إن الشرطة اعتقلت بين 30 و40 معارضا من أنحاء كوبا وخصوصا من سانتا كلارا وهافانا لمنعهم من حضور المناسبات التي ستقام خلال زيارة البابا في حين تم توجيه إنذار أو تهديد لعدد مماثل.