💼 احمِ محفظتك مع اختيارات الأسهم المدعومة بالذكاء الاصطناعي من InvestingPro - الآن خصم يصل إلى 50% احصل على الخصم

البرتغال واليابان.. علاقة فريدة غير معروفة للكثيرين

تم النشر 19/11/2014, 15:51
البرتغال واليابان.. علاقة فريدة غير معروفة للكثيرين

لشبونة، 19 نوفمبر/تشرين ثان (إفي): تتمتع البرتغال واليابان، رغم البعد الجغرافي ووجودهما في مناطق مختلفة من هذا الكوكب، بعلاقة فريدة وغير معروفة للجميع، خاصة وأنها قد بدأت قبل 400 عام بفضل جرأة البحارة البرتغاليين.

وفي تصريحات لـ(إفي)، قال المؤرخ والأستاذ الجامعي جواو أوليفيرا اي كوستا، أحد مؤلفي كتاب "تاريخ التوسع والإمبراطورية البرتغالية" الذي نشر مؤخرا بواسطة دار النشر "اسفيرا دوس ليبروس"، إن "اليابان كانت الدولة الآسيوية التي شهدت الأثر الأكبر والتحولات الأبرز بفعل التوسع البرتغالي".

ويرى المؤرخ أن جرأة البحارة البرتغاليين خلال اكتشاف البرازيل والطريق البحري إلى الهند ألهمت قصص الملاحم مثل "Os Lusiads"، إلا أن تأثيرهم في اليابان النائية كان فصلا غير معروف.

وذكر كوستا أن "البرتغاليين غيروا تاريخ اليابان، لكنهم حافظوا على حضارتها الخاصة، وهذا هو السبب وراء عدم وجود ثقل لهذه الحلقة التاريخية، مقارنة بالوضع الاستعماري في البرازيل.

وفرض البرتغاليون نفوذهم على السكان الأصليين في البرازيل، لأنهم كانوا في مواجهة مع حضارة تفتقد للتقدم في مجال التكنولوجيا، خاصة فيما يتعلق بالتسلح.

وكان الوضع مختلفا فيما يتعلق باليابان لأن "الجميع كان يعرف أن بلاد الساموراي من المستحيل أن يتم غزوها".

وبدأت أحداث هذا الفصل منذ عام 1415 مع غزو سبتة وامتداد الإمبراطورية الاستعمارية البرتغالية في أفريقيا وآسيا وأمريكا الجنوبية، إلا أنه بعد ثلاثة عقود فقط حدث أول اتصال مع الجزيرة اليابانية.

وتعرف اليابانيون للمرة الأولى على شعب أوروبي عندما وصلت مجموعة من التجار البرتغاليين إلى أراضيهم عام 1543 ومنذ ذلك الحين تطور التفاعل الاقتصادي الوثيق إلى جانب الأبعاد الاجتماعية والدينية بين الجانبين.

وكانت البندقية البرتغالية من أكثر المظاهر التي وصلت إلى الشعب الياباني، الذي لم يكن يعرف الأسلحة النارية وكان يحارب فقط بالسهام والأسلحة البيضاء الأخرى.

وأوضح المؤرخ، الذي يرصد كتابه بشكل غير مسبوق هذه العلاقة منذ بداية التوسع البحري البرتغالي (1415) وحتى استقلال مستعمرة ماكاو وانضمامها للصين (1999)، أن "اليابان كانت شبه معزولة حتى وصل البرتغاليون إليها. وساهمت العلاقات بين اليابان والبرتغال في تحديث كبير لمدارك الحضارة اليابانية".

وأدخل البرتغاليون العديد من الكلمات إلى اللغة اليابانية خلال المرحلة المعروفة بـ "التجارة مع بربر الجنوب"، مثل بان "الخبز" والتبغ وكريستان.

وقال الأكاديمي في جامعة نوفا دي لشبونة إن "وصول السفن البرتغالية، وعلى متنها أشخاص يرتدون أزياء غريبة، ومعهم حيوانات لم تشاهد قط في اليابان مثل الدجاج والبط والأرنب، والطاقم ذي البشرة الأسود، والعادات المختلفة، كانت مادة ثرية للفنانين اليابانيين".

ومن بين مظاهر التفاعل بين اليابانيين والأوروبيين يبرز فن "نامبام" الذي يعكس العلاقات التجارية بين الحضارتين عن طريق ألبومات صور.

وقال المؤرخ إن "هناك العديد من المتاحف اليابانية التي تعرض قطعا مرتبطة بثقافة نامبام، خاصة ذات الطابع الديني مثل الرسومات والأعلام وأسلحة المسيحيين"، مسلطا الضوء على الأثاث المدهون الذي يثير شغف الغرب في الوقت الراهن.

وتركت ثقافة "نامبام" بصماتها ليس فقط في مجال الفنون المرئية، إنما أيضا في الطقوس الدينية والفنون المسرحية والثقافة العلمية لكلا الحضارتين.

وتعرضت بصمات أخرى ذات صلة بهذه العلاقات للتدمير بسبب النزاعات السياسية والدينية التي أدت أيضا إلى اضطهاد المسيحيين في اليابان الذين تم اعتبارهم خطرا على الأرخبيل بوصفهم رمزا للمستعمرين.

وأكد الأكاديمي أن "كل ما له صلة بالبرتغاليين تم تدميره وكل الكنائس تم هدمها في القرن السابع عشر" ميلاديا.

ورغم هذه التوترات، فإن التجربة الحية للعلاقة المئوية التي تربط اليابان والبرتغال منذ ما يقرب من قرن من الزمان، تظهر في ماكاو، التي أصبحت بوابة تجارة رئيسية بين الصين وأوروبا واليابان.

يذكر أن ماكاو، التي باتت تحت إدارة الصين منذ عام 1999 ، تعتبر في الوقت الراهن نقطة التقاء للهوية البرتغالية والصينية، وجسرا بين الثقافة الغربية والشرقية. (إفي)

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.