💼 احمِ محفظتك مع اختيارات الأسهم المدعومة بالذكاء الاصطناعي من InvestingPro - الآن خصم يصل إلى 50% احصل على الخصم

التوتر بين اليهود والعرب يتفاقم في قلب مدينة الخليل

تم النشر 03/11/2015, 21:47
محدث 03/11/2015, 21:50
© Reuters. التوتر بين اليهود والعرب يتفاقم في قلب مدينة الخليل

من ليوك بيكر

الخليل (الضفة الغربية) (رويترز) - أغلقت إسرائيل يوم الثلاثاء محطة الإذاعة الرئيسية في الخليل وحوَّلت جزءا من المدينة الواقعة في الضفة الغربية المحتلة إلى منطقة عسكرية مغلقة ويُنفِّذ الجنود إجراءات صارمة في حي أصبح بؤرة لاضطرابات عنيفة.

والمدينة التي تبعد 30 كيلومترا إلى الجنوب من القدس هي أكبر مدن الضفة الغربية ويبلغ عدد سكانها الفلسطينيين 200 ألف نسمة يعيش بينهم ألف مستوطن يهودي تحت حماية عسكرية مشددة وهو ما يقسم الخليل إلى منطقتين.

وعند حاجز تفتيش محصن تحصينا شديدا يتحكم في الدخول إلى القطاع الذي يعيش فيه كثير من اليهود يتخذ الجنود موقف التأهب لإطلاق النار وأصابعهم قرب الزناد ويفحصون بدقة الفلسطينيين ومنهم أطفال مدارس يحملون حقائبهم المدرسية ويردون البعض على أعقابهم.

كان حاجز التفتيش -وهو سياج حديدي مرتفع بواباته دوارة ذات اتجاه واحد وله برج مراقبة محصن- مسرحا لمظاهرات في الأيام الأخيرة شهدت قيام فلسطينيين بإلقاء الحجارة والمقذوفات الحارقة والإطارات المشتعلة.

وعلى مقربة يبيع التجار الباذنجان والموز والفاكهة الأخرى والخضراوات وقد استعدوا لإغلاق أكشاكهم الخشبية سريعا عند أول علامة على وقوع اضطرابات.

مشاعر الغضب التي تعزى في جانب منها إلى التوترات بشأن مجمع المسجد الأقصى في القدس وفي جانب آخر للإحساس بأن الجهود السلمية لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لم تحقق شيئا أذكت العنف في أنحاء إسرائيل والقدس الشرقية والضفة الغربية منذ أواخر سبتمبر أيلول والتركيز الآن على الخليل.وفي تلك الفترة قتل 11 إسرائيليا في حوادث طعن بسكاكين وإطلاق الرصاص وهجمات أخرى. وقتلت القوات الإسرائيلية رميا بالرصاص ما لا يقل عن 67 فلسطينيا 40 منهم تقول إسرائيل إنهم كانوا مسلحين بمدي وأدوات حادة أخرى. وكان الكثير منهم اطفالا مراهقين.

ومن بين الفلسطينيين الذين قتلوا ينحدر 25 من مدينة الخليل وبعضهم قتل رميا بالرصاص قرب حاجز التفتيش. وكان الجنود عند الحاجز هدفا عدة مرات لهجمات بسكاكين.

وقال أحد الجنود بشيء من الارتياح "لا حوادث طعن ولا إلقاء حجارة اليوم" وما لبث أن استدرك بقوله "حتى الآن".

وحينما تفجَّر العنف وُصِفت معظم الهجمات التي نُفِّذت بأنها "هجمات منفردة" دون علامة على تنسيق بين الفصائل السياسية الفلسطينية كما كان الحال في الانتفاضات فيما مضى.

ولكن في الآونة الأخيرة تغيَّر هذا الوضع على الأقل فيما يتصل بمظاهرات إلقاء الحجارة في أنحاء الضفة الغربية مع حشد الفصائل السياسية المشاركين من الجامعات المحلية. وكان الحال كذلك في الخليل حيث تتمتع حركة المقاومة الإسلامية حماس بوضع قوي.

وقال سكان محليون إن محطة الإذاعة التي أغلقتها إسرائيل كانت تنقل رسائل تشجع الناس على المشاركة في المظاهرات لكنهم استدركوا بالقول إن هذا أمر معتاد ووصفوا المحطة بأنها "ليبرالية". وقال أحدهم "إنها تذيع الكثير من المقطوعات الموسيقية وهي الإذاعة المفضلة للجميع."

وقال الجيش الإسرائيلي إن المحطة "تمتدح الهجمات على الإسرائيليين."

*مدينة مقسمة

كانت الخليل منذ وقت طويل مصدرا للتوتر بين اليهود والمسلمين وفي قلب المدينة موقع مقدس بين أتباع الديانتين ويعرف باسم كهف الأنبياء عند اليهود وعند المسلمين باسم الحرم الإبراهيمي.

وقد جعل التراث الديني للمدينة منها محط تركيز للمستوطنين العازمين على توسيع الوجود اليهودي. ولأنهم في قلب المدينة فإنهم يحتاجون إلى حماية مكثفة مع قيام نحو 800 جندي إسرائيلي بحمايتهم.

وقال يعقوب سلطان -وهو إسرائيلي عمره 21 عاما ولد في المستوطنة- انه لن برحل أبدا. ولديه وظيفة هي توصيل الأطعمة السريعة في أنحاء الحي الصغير المغلق. ويقول إن الفلسطينيين يلقون عليه حجارة لكن ذلك لن يردعه.

وقال "نحن اليهود سنبقى هنا دائما ولن نرحل أبدا."

وعلى الجانب الآخر من حاجز التفتيش، حيث تتناثر الحجارة وقطع الزجاج المكسور على الأرض وتنتشر الرسوم على الجدران قائلة "قاطعوا إسرائيل" و"الصهيونية =العنصرية" يبدو أن عيسى عمرو -وهو فلسطيني من نشطاء حقوق الإنسان- غير مقتنع بان المستوطنين سيبقون إلى الأبد.

وهو يقول إن المستوطنين مجموعة هامشية متعصبة تورط كثير من أفرادها في أعمال عنف ضد الفلسطينيين. ومع أنهم يلقون تأييدا في الوقت الحالي فإنه يرى أن هذا التأييد سيتبدد في نهاية المطاف.

وقال مشيرا إلى حاجز التفتيش "لا يمكنهم إبقاء الاحتلال بدون الفصل العنصري ويمكنك رؤية أنه فصل عنصري." اضاف قوله "لا يمكن الإبقاء على هذا الوضع وبخاصة في عالم يتم فيه تسجيل كل شيء عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي."

وقال "في غضون أربع سنوات أو خمسة سيرحل المستوطنون."

© Reuters. التوتر بين اليهود والعرب يتفاقم في قلب مدينة الخليل

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.