من انجوس ماكدول وسليمان الخالدي
بيروت/عمان (رويترز) - ترددت أنباء يوم الاثنين عن إرسال الجيش السوري تعزيزات إلى حلب حيث يهدد تجدد القتال هدنة هشة قبيل الجولة المقبلة من محادثات السلام.
وتحدثت وسائل إعلام إيرانية عن أول خسائر في الأرواح بين صفوف جيشها النظامي في سوريا بعد أسبوع من إعلان إيران نشر قوات خاصة عسكرية لدعم دمشق مما يلقي الضوء على الأبعاد الإقليمية للصراع. وكان غالبية الدعم العسكري الإيراني حتى الآن من فرق الحرس الثوري الإيراني.
ويمثل اندلاع القتال بالقرب من مدينة حلب القديمة في الأسبوعين الماضيين التحدي الأخطر حتى الآن "لاتفاق وقف الأعمال القتالية" الذي أبرم بوساطة الولايات المتحدة وروسيا بهدف تسهيل محادثات السلام.
وفي إشارة لحالة الهدنة المتداعية قال وزير الخارجية السوري وليد المعلم للمبعوث الخاص للأمم المتحدة ستافان دي ميستورا الذي يزور دمشق إن تركيا والسعودية مسؤولتان عن انتهاكات الاتفاق.
وقال إن البلدين أمرا المقاتلين بتنفيذ هجمات بهدف إحباط محادثات جنيف المرتقبة. ولم يرد رد فعل فوري من السعودية وتركيا.
ودعمت البلدان التمرد ضد الرئيس بشار الأسد ومدا المقاتلين بالسلاح والأموال فيما تدعم إيران وروسيا الأسد عسكريا.
وتهدف محادثات السلام التي تجرى تحت إشراف الأمم المتحدة ومن المتوقع استئنافها يوم الأربعاء إلى إنهاء الصراع المستمر منذ أكثر من خمسة أعوام وأسفر عن مقتل أكثر من 250 ألف شخص وخلق أسوأ أزمة لاجئين في العالم وأدى لظهور تنظيم الدولة الإسلامية. ولم تحرز الجولة الأولى من المحادثات تقدما يذكر مع غياب أي بادرة على التوصل لحل وسط بشأن القضية الرئيسية وهي مصير الأسد.
وتأكيدا لتعزيز الأسد موقعه من المقرر أن تجري الحكومة السورية انتخابات برلمانية في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة يوم الأربعاء. ووصفت المعارضة هذه الانتخابات بأنها فضيحة.
*القتال من أجل حلب
تركز القتال بالقرب من حلب على مجموعة بلدات على طول الطريق الرئيسي المتجه جنوبا.
وقالت قوات المعارضة إن الجيش كثف القصف أيضا وإن الطائرات الحربية الروسية استأنفت ضرباتها الجوية في المنطقة.
واتهم الجيش قوات المعارضة بالمشاركة في هجمات تنفذها جبهة النصرة المرتبطة بتنظيم القاعدة والتي لا يشملها اتفاق الهدنة هي والدولة الإسلامية.
وقالت روسيا يوم الاثنين إن جبهة النصرة تحتشد حول حلب استعدادا لشن هجوم كبير.
ونقل عن رئيس الوزراء السوري وائل الحلقي قوله يوم الأحد إن الحكومة بدعم من القوات الجوية الروسية تخطط لعملية استعادة حلب. لكن وزارة الدفاع الروسية قالت إنه لا توجد خطط لاقتحام المدينة.
وذكرت وسائل إعلام محلية من الجانبين أن هناك حشدا كبيرا لقوات وأسلحة الجيش السوري وحلفائه حول حلب حيث أفادت قناة الميادين المؤيدة للحكومة السورية أنها رصدت دبابات وقاذفات صواريخ تتجه نحو المدينة.
وكثفت القوات الحكومية وحلفاؤها عملياتها ضد المقاتلين باتجاه شمال وجنوب حلب في الشهور الستة التي أعقبت بدء روسيا تنفيذ ضربات جوية لدعم الأسد وقطعت طريق الإمداد المباشر الرئيسي إلى تركيا في وقت سابق من العام الحالي.
لكن قوات المعارضة مازالت تسيطر على أراضي داخل وحول المدينة بما في ذلك أطرافها الغربية.
وكانت الجبهتان الأعنف قتالا في الأيام الماضية حول حلب في بلدات تلة العيس وزيتان وزيربا وخان طومان على الطريق السريع الرئيسي المتجه جنوبا إلى دمشق وحول مخيم حندرات على طريق رئيسي متجه شمالا إلى تركيا.
وجبهة حلب هي واحدة من المناطق التي انتشر فيها الحرس الثوري الإيراني ومقاتلو جماعة حزب الله اللبنانية لدعم الجيش السوري.
وقالت وكالة تسنيم الإيرانية للأنباء إن أربعة جنود بالجيش النظامي الإيراني قتلوا في سوريا دون ذكر متى وأين.
وقالت الوكالة "قتل أربعة من أول دفعة مستشارين عسكريين من جيش الجمهورية الإسلامية في سوريا على أيدي جماعات تكفيرية" في إشارة للمتشددين السنة.
*محاولة لحماية وقف إطلاق النار
وتبادلت دمشق والهيئة العليا للمفاوضات الاتهامات بشأن انتهاكات الهدنة التي بدأت في 27 من فبراير شباط.
وزار دي ميستورا دمشق للاجتماع مع مسؤولين كبار بالحكومة قبل أن يسافر إلى إيران في محاولة لإحياء محادثات السلام بعدما أخفقت المفاوضات في مارس اذار في تحقيق تقدم يذكر.
وقال دي دميستورا إن الجولة التالية ستركز على الانتقال السياسي. وقال المعلم إن الحكومة ستكون مستعدة للمشاركة.
في الوقت نفسه اندلع قتال بين قوات المعارضة وتنظيم الدولة الإسلامية اليوم الثلاثاء بعدما استعاد التنظيم بلدة الراعي القريبة من الحدود التركية والتي تبعد 50 كيلومترا عن حلب بعد أيام قليلة من سيطرة المعارضة المدعومة من تركيا عليها.
(إعداد مروة سلام للنشرة العربية- تحرير سيف الدين حمدان)