من ستيفن كالين وأحمد رشيد
بغداد (رويترز) - قال الجيش العراقي يوم الأحد إنه يستعد لشن هجوم لانتزاع السيطرة على مدينة الفلوجة معقل تنظيم الدولة الإسلامية وطلب من السكان الاستعداد لمغادرتها قبل بدء المعارك.
ونقل التلفزيون عن خلية الإعلام الحربي قولها إن الأسر التي لا يمكنها الرحيل يجب أن ترفع أعلاما بيضاء لتحديد مواقعها بالمدينة الواقعة غربي العاصمة بغداد.
وكانت الفلوجة أول مدينة عراقية تقع في أيدي الدولة الإسلامية في يناير كانون الثاني 2014 أي قبل ستة شهور من اجتياح التنظيم المتشدد لمساحات واسعة من العراق وسوريا المجاورة.
وبدعم من غارات جوية ينفذها تحالف تقوده الولايات المتحدة تحاصر قوات الجيش والشرطة العراقية ومقاتلون شيعة مدعومون من إيران مدينة الفلوجة منذ أواخر العام الماضي. ويمنع المتشددون السكان من مغادرتها منذ شهور.
وأفاد بيان الجيش دون ذكر موعد لشن الهجوم "نهيب بكافة المواطنين الذين ما زالوا داخل الفلوجة التهيؤ للخروج من المدينة عبر طرق مؤمنة ستوضح لكم لاحقا."
وقال نائب رئيس مجلس محافظة الأنبار فالح العيساوي إنه سيتم فتح ثلاثة ممرات للمدنيين إلى مخيمات في غرب وجنوب غرب وجنوب شرق المدينة.
وقال سكان لرويترز إن نحو 20 أسرة انطلقت خلال الليل من حي جنوبي يقع في خطوط القتال الأمامية لكن نصف هذه الأسر فقط استطاع الفرار. واعترض مقاتلو الدولة الإسلامية طريق بعضهم بينما قتل البعض الآخر بفعل متفجرات زرعها المتشددون الإسلاميون على الطريق.
وقالت الأمم المتحدة ومنظمة هيومن رايتس ووتش الشهر الماضي إن سكان الفلوجة يواجهون نقصا حادا في مخزونات الغذاء والدواء وسط حصار القوات الحكومية. ولم تصل أي مساعدات إلى المدينة منذ أن سيطر الجيش العراقي على الرمادي القريبة في ديسمبر كانون الأول.
وقال العيساوي لقناة تلفزيون محلية إن أكثر من 75 ألف مدني لا يزالون في الفلوجة وهي تقديرات تتماشى مع اعتقاد الجيش الأمريكي بوجود ما بين 60 و90 ألف مدني بالمدينة. وكان نحو 300 ألف شخص يقيمون في المدينة المطلة على نهر الفرات قبل الحرب.
وتضررت الفلوجة التي تعرف باسم "مدينة المآذن وأم المساجد" كثيرا من هجومين شنتهما القوات الأمريكية على مسلحي تنظيم القاعدة في عام 2004.
وقال سعد الحديثي المتحدث باسم رئيس الوزراء حيدر العبادي إن "تحرير" الفلوجة سيساعد في إعادة الحياة الطبيعية إلى محافظة الأنبار التي تقع في غرب البلاد والتي اجتاحها تنظيم الدولة الإسلامية وسيطر عليها بالكامل تقريبا عام 2014.
وبعد الهجمات التي شنتها القوات الحكومية في الرطبة وهيت في الآونة الأخيرة فإن السيطرة على الفلوجة ستؤمن الطريق الذي يزيد طوله على 500 كيلومتر بين العاصمة العراقية والحدود الأردنية وشمالا إلى بلدة حديثة التي تبعد 190 كيلومترا شمال غربي بغداد.
وإلى جانب الفلوجة مازال تنظيم الدولة الإسلامية يسيطر على مساحات واسعة من الأراضي ومدن كبرى مثل الموصل في الشمال والتي تعهدت السلطات العراقية باستعادتها هذا العام.
ويشكك بعض المسؤولين في أحاديث خاصة في أن يكون الجيش مستعدا لتحرير الموصل خلال العام.
(إعداد سيف الدين حمدان للنشرة العربية- تحرير سامح البرديسي)