من روميو رانوكو
ماراوي (الفلبين) (رويترز) - واصلت قوات مدعومة بطائرات هليكوبتر هجومية قتال متشددين على صلة بتنظيم الدولة الإسلامية تحصنوا بمدينة محاصرة في جنوب الفلبين يوم الخميس بعدما قوبلت محاولات تأمين مناطق مضطربة بمقاومة شديدة.
وأرسل الجيش نحو 100 جندي بينهم أفراد من قوات خاصة دربتها الولايات المتحدة لاستعادة مبان وشوارع في مدينة ماراوي التي يغلب على سكانها المسلمون ويسيطر عليها متشددون من جماعة ماوتي التي أعلنت مبايعتها لتنظيم الدولة الإسلامية.
وفر الآلاف بعدما سيطر المتمردون على مناطق واسعة من المدينة وأشعلوا النار في مبان خلال معارك مع القوات الحكومية بدأت بعد ظهر يوم الثلاثاء في أعقاب فشل مداهمة أحد أوكار الجماعة من جانب قوات الأمن.
وفرض الرئيس الفلبيني رودريجو دوتيرتي الأحكام العرفية في مينداناو ثاني أكبر جزر البلاد بعدما هاجم المتمردون مدينة ماراوي البالغ عدد سكانها 200 ألف شخص.
ومنذ ذلك الحين قتل 21 شخصا على الأقل. واتهم قادة دينيون المتمردين باستخدام مسيحيين، أخذوهم رهائن خلال القتال، دروعا بشرية.
وقال جو-آر هيريرا وهو متحدث باسم قوة المشاة الأولى في الجيش "نواجه عددا ربما يتراوح بين 30 و40 من (أعضاء) الجماعة الإرهابية المحلية المتبقين".
وأضاف "الجيش يجري عمليات دقيقة للغاية... لطردهم".
وأعلنت الدولة الإسلامية في بيان نشرته وكالة أعماق للأنباء التابعة لها في ساعة متأخرة من مساء الأربعاء مسؤوليتها عن عمليات جماعة ماوتي.
وبينما خفت وتيرة المعارك ليل الأربعاء إلا أنها زادت مرة أخرى صباح يوم الخميس مع تقدم القوات صوب جسر استراتيجي يسيطر عليه مقاتلو ماوتي.
* دعم جوي
أرسل الجيش طائرتي هليكوبتر مزودتين بمدافع رشاشة لطرد المتمردين واستعادة السيطرة على الجسر في واحدة من ثلاث عمليات في المدينة.
كما جرى إرسال شاحنات لإجلاء أي مدنيين ما زالوا في المدينة. وقال هيريرا إن سبعة من القوات الحكومية و13 متشددا ومدنيا واحدا قتلوا منذ يوم الثلاثاء.
وقال شاهد من رويترز إنه رأى جنودا جاثمين خلف مركبات مدرعة وجدران يوم الخميس وهم يطلقون وابلا من الرصاص تجاه مواقع مرتفعة سيطر عليها متمردو ماوتي يوم الخميس. كما شوهد دخان يتصاعد في الأفق.
وتقع مدينة ماراوي في إقليم لاناو ديل سور أحد معاقل جماعة ماوتي التي تميل للعنف وتعادي الجيش لكنها غير معروفة على نطاق واسع.
ولجأ مئات المدنيين بينهم أطفال إلى معسكر للجيش في مدينة ماراوي يوم الخميس. وأخذ متشددو ماوتي أكثر من 12 مسيحيا رهائن كما حرروا 107 سجناء يوم الثلاثاء.
وناشد أساقفة وكرادلة متمردي ماوتي قائلين إنهم يستخدمون مسيحيين وأسقفا كدروع بشرية. ولا يزال وضع الرهائن غير معلوم.
وهدد دوتيرتي باتخاذ إجراءات صارمة لمنع سيطرة المتطرفين على مينداناو وقال إن الأحكام العرفية ستستمر حتى تتم السيطرة على الأوضاع هناك. ولم تتضح بعد خطة محددة لدوتيرتي لتحقيق ذلك بعد أن ينتهي حصار ماراوي.
وعبرت جماعات لحقوق الإنسان عن قلقها من ارتكاب قوات الجيش والشرطة لانتهاكات في المناطق التي فرضت فيها الأحكام العرفية غير أن دوتيرتي أكد أنه لن يسمح بحدوث ذلك.
ولم يوضح الجيش كيف ساءت الأمور أثناء هجوم على وكر لجماعة ماوتي وتحوله إلى حرب شوارع.
وكانت العملية تهدف للقبض على إسنيلون هابيلون أحد قادة جماعة أبو سياف المعروفة بأعمال القرصنة وقطع الطرق وخطف وضرب أعناق الأجانب.
وقال هيريرا "بناء على معلوماتنا المخابراتية لا يزال إسنيلون هابيلون في المدينة".
(إعداد محمد فرج للنشرة العربية - تحرير ياسمين حسين)