من توم بيري وسيلفيا ويستال
بيروت (رويترز) - قالت الرئاسة السورية يوم الثلاثاء إن المبادرات السياسية لن تفلح في سوريا قبل القضاء على الإرهاب لتتمسك دمشق بموقفها من سبل إنهاء الحرب بعد أن دعا حلفاؤها الروس إلى إجراء انتخابات جديدة.
وأضافت الرئاسة أنها توضح ببيانها تقارير أفادت بأن الرئيس السوري بشار الأسد أبلغ وفدا روسيا يوم الأحد باستعداده لإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية دعت إليها موسكو.
وتقول روسيا وإيران حليفتا الأسد الرئيسيتان إنه يجب أن يكون جزءا من أي مرحلة انتقالية وإن الشعب السوري هو الذي يقرر من سيحكمه. كانت الولايات المتحدة قالت إنها يمكن أن تقبل ببقاء الأسد لفترة انتقالية قصيرة ينسحب بعدها من المشهد السياسي.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف في مقابلة أذيعت يوم السبت إن السوريين بحاجة إلى الاعداد لاجراء انتخابات برلمانية ورئاسية في إطار سعي موسكو للتوصل إلى حل سياسي لإنهاء الصراع.
وتنتهي ولاية البرلمان السوري التي تبلغ مدتها أربع سنوات في مايو أيار 2016 بينما تستمر ولاية الأسد الرئاسية الحالية حتى عام 2021.
وقال البيان الرئاسي "في إطار المبادئ العامة للدولة السورية فإن أي حل سياسي يحفظ سيادة الدولة ووحدة أراضيها ويحقن دماء السوريين ويحقق مصالحهم ويقرره الشعب السوري سيكون موضع ترحيب وتبن من قبل الدولة."
وأضاف البيان أن الاسد أكد مرارا "أن القضاء على الإرهاب" يجب ان يجيء قبل أي مبادرات.
وأضاف البيان "لا يمكن تنفيذ أي مبادرة أو أفكار وضمان نجاحها إلا بعد القضاء على الإرهاب وإعادة الأمن والاستقرار إلى ربوع البلاد."
ولم يحدد البيان موقف الاسد من فكرة إجراء انتخابات.
* انتخابات
تصف الدولة السورية كل الجماعات التي تحاربها بأنها جماعات إرهابية. وتشمل قوات المعارضة المسلحة جبهة النصرة جناح تنظيم القاعدة في سوريا وتنظيم الدولة الإسلامية وفصائل أخرى منها جماعات إسلامية وتلك التي تحارب تحت لواء الجيش السوري الحر.
وبدأت روسيا تنفيذ ضربات جوية في سوريا لدعم الجيش السوري منذ 30 سبتمبر ايلول.
وقال نائب روسي التقى مع الاسد يوم الاحد بوصفه عضوا في وفد من موسكو لرويترز إن أولوية الرئيس السوري هي الحاق الهزيمة بالإرهابيين قبل إجراء الانتخابات.
وقال هذا النائب ونائب آخر إن الاسد قال لهما إنه سيكون مستعدا لاجراء انتخابات برلمانية ورئاسية إذا اقتضت الضرورة.
وقال مشرع فرنسي يزور دمشق للصحفيين يوم الثلاثاء إن البرلمان السوري مستعد لإجراء انتخابات كما هو مقرر. وأضاف جان فريدريك بواسون بعد الاجتماع مع برلمانيين سوريين "ستكون هناك انتخابات العام القادم هذا هو ما أكده لنا رئيس البرلمان" مشيرا إلى أن من المقرر أن يلتقي وفد من المشرعين الفرنسيين مع الأسد.
ولا يمثل بواسون ونائبان فرنسيان آخران الحكومة الفرنسية التي ترفض التقارب مع الأسد. وقامت مجموعات من المشرعين الفرنسيين وغيرهم من البرلمانيين الأوروبيين بزيارات مماثلة هذا العام.
وجرت آخر انتخابات رئاسية في سوريا في يونيو حزيران عام 2014. وفاز الاسد في الانتخابات بأغلبية ساحقة لكن المعارضة وصفتها بأنها مسرحية لأن البلاد في حالة حرب شردت الملايين.
ورفض ممثل بريطانيا الخاص في سوريا يوم الثلاثاء فكرة أن دمشق ستجري انتخابات نزيهة. وحين سئل خلال مناقشة على موقع تويتر لماذا لا تترك الدول الأجنبية القرار للشعب السوري أجاب جاريث بيلي "لأن الأسد لن يترك الشعب السوري يختار. تم التلاعب بالانتخابات الأخيرة بصورة سخيفة."
ويعتقد أن الاسد يسيطر على أقل من ربع مساحة سوريا لكن غالبية الناس يعيشون في المدن الرئيسية التي يهيمن عليها في غرب سوريا.
وخلال اجتماع ثنائي يوم الثلاثاء بحثت الإمارات العربية المتحدة ومصر الأزمة السورية. وتستضيف مصر بعض الشخصيات من المعارضة السورية اما الإمارات فهي واحدة من أقوى معارضي الأسد بالمنطقة.
وذكرت وكالة أنباء الإمارات (وام) أن ولي عهد ابوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان اجتمع مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وأنهما بحثا الأزمة السورية وأهمية التوصل إلى حلول سياسية "تضمن أمن وحماية سوريا الموحدة والحفاظ على مؤسساتها الوطنية وبما يحقق تطلعات وآمال الشعب السوري."
(شاركت في التغطية كندة مكية في دمشق ويارا بيومي في دبي - إعداد دينا عادل للنشرة العربية - تحرير محمد اليماني)