💼 احمِ محفظتك مع اختيارات الأسهم المدعومة بالذكاء الاصطناعي من InvestingPro - الآن خصم يصل إلى 50% احصل على الخصم

الرئيس الفلسطيني يحكم قبضته بمرسوم رئاسي جديد

تم النشر 12/04/2016, 00:07
© Reuters. الرئيس الفلسطيني يحكم قبضته بمرسوم رئاسي جديد

من نضال المغربي وعلي صوافطة

غزة/رام الله (الضفة الغربية) (رويترز) - قام الرئيس الفلسطيني محمود عباس بهدوء بتشكيل محكمة دستورية يقول محللون إنها تركز المزيد من السلطات في يديه وربما تسمح له بتهميش حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في حال نشوب صراع على الخلافة.

وقال مسؤولون إن المحكمة المكونة من تسعة أعضاء والتي ستكون أعلى من جميع المحاكم الموجودة تشكلت دون جلبة بمرسوم رئاسي صدر يوم الثالث من ابريل نيسان وستفتتح بعد أن يؤدي العضو التاسع اليمين في مراسم تقام يوم الاثنين.

ويقول منتقدون إن المحكمة تضم العديد من القضاة من حركة فتح التي يتزعمها عباس وتهدد بتعميق الانقسامات السياسية بين الفلسطينيين. وتقول فتح إن من حق عباس تشكيل المحكمة التي تقول إنها مستقلة عن الرئيس البالغ من العمر 81 عاما.

وقال أسامة القواسمي المتحدث باسم حركة فتح  لرويترز ردا على هذه الاتهامات "هذا كلام عار عن الصحة تماما. نحن نحترم القانون والرئيس صلاحياته الكاملة تعطيه الحق في تشكيل المحكمة الدستورية من أجل حماية القانون وفصل السلطات."

وأضاف "لذلك نحن ندعم هذا القرار بشكل واضح ولا يوجد عند الرئيس أو عند أي أحد في القيادة الفلسطينية أجندات خاصة في هذا الموضوع."

وتابع "المهمة الأساسية للمحكمة الدستورية هي الرقابة على دستورية القوانين وهي هيئة مستقلة تماما بحكم القانون ولدينا الثقة الكاملة بهذه المحكمة وهذا يعزز القانون ويعزز الفصل بين السلطات."

وجاء قرار عباس في الوقت الذي تعمق فيه بالفعل الانقسام بين فتح وحماس وبينما تثور تساؤلات عما يمكن أن يحدث إذا ما ترك الرئيس منصبه أو توفي وهو يشغله دون تحديد خلف له.

وتولى عباس السلطة بعد وفاة ياسر عرفات في عام 2004 وانتخب رئيسا لفترة ولاية مدتها أربع سنوات في عام 2005.

لكن لم تجر انتخابات جديدة في عام 2009 واستمر في الحكم بمرسوم ولم ينعقد البرلمان منذ عام 2007. ونظريا سيتولى رئيس البرلمان وهو من أعضاء حماس الرئاسة بشكل مؤقت في حال وفاة عباس وهو ما زال في منصبه وإن كانت فتح تشكك فيما إذا كان ذلك ما زال دستوريا.

وقد يكون من سلطة عباس تشكيل المحكمة الذي يأتي بعد 14 عاما من صياغة مسودة القانون الأساسي الفلسطيني وهو شكل من أشكال الدستور لكن بعض المحللين يرون أن تشكيلها وسيلة للالتفاف على المعارضة في فترة حرجة.

وقال جرانت روملي الباحث في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات في واشنطن "إنه استئثار سافر بالسلطة في وقت يعلم فيه أن بإمكانه الإفلات بفعلته."

وقال روملي لرويترز "من وجهة نظر عباس هذه هي وسيلته لإحباط (آمال) حماس وضمان سيطرة فتح على السلطة الفلسطينية بعد رحيله."

* عقبة في طريق منافسيه؟

ويرى معلقون فلسطينيون كذلك أن المحكمة التي ستكون قراراتها ملزمة للسلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية وسيلة لتقوية سلطات الرئيس وتهميش حماس. وجميع أعضاء المحكمة إما من أعضاء فتح أو تراهم حماس وغيرها باعتبارهم متحالفين مع فتح.

وقال هاني المصري المحلل السياسي المقيم في رام الله "كأنك تصادر كل شيء وتضع مؤسسات تحت يدك وهذا شيء خطير. مزيد من وضع كل السلطات وكل الصلاحيات وكل المؤسسات بيد شخص واحد."

وترى حماس التي فازت في انتخابات عام 2006 وسيطرت على قطاع غزة بعد ذلك بعام أنه جرى تجاوزها أثناء أداء القضاة لليمين. واثنان من أعضاء المحكمة من غزة. وقالت فتح إن حماس منعتهما من مغادرة القطاع لأداء اليمين في الضفة الغربية في يوم الخامس من أبريل نيسان فأديا اليمين عن طريق دائرة تلفزيونية مغلقة يوم الأحد.

وقال سامي أبو زهري المتحدث باسم حركة حماس "معظم أعضاء المحكمة قيادات في فتح وهذا يحولها إلى محكمة حزبية ويخالف قانون المحكمة الذي ينص على ألا يكون لأي عضو خلفية حزبية. هذه المحكمة تعطي أبو مازن (عباس) فرصة لمواجهة المجلس التشريعي سواء في حال إعادة تفعيله حاليا أو إعادة انتخابه حيث أن من حق هذه المحكمة إبطال أي قوانين سبق أن صدرت أو يمكن أن تصدر لاحقا عن المجلس التشريعي لا تعجب محمود عباس ولذلك تشكيل هذه المحكمة بهذه الطريقة الحزبية يعني أن فتح تريد أن تضمن السيطرة على النظام السياسي الفلسطيني كله."

وقال حسن العوري المستشار القانوني للرئيس محمود عباس إن هناك حاجة للمحكمة لأسباب منها أن الوضع القانوني للبرلمان هو محل تساؤل في غياب الانتخابات.

وتابع "ليس عيبا إذا تصدت المحكمة الدستورية لهذه المسألة نحن نريد مرجعا قضائيا فيما لو طرح الأمر ليس من ناحية تغييب المجلس التشريعي ولكن إن حصل بعض الإشكاليات تجد كل يتمترس في موقفه إذن لا بد من وجود جهة تقضي في هذا الأمر وأنا لا أعتقد أن هذا عيبا على الإطلاق."

لكن باحثين فلسطينيين يقولون إن المحكمة تثير مشكلات. فقال عصام عابدين المحاضر في جامعة بيرزيت "ممكن أن تكون سلاحا مدمرا !ذا تم إساءة استخدامها" مشيرا إلى أن الخصوم السياسيين لعباس مثل محمد دحلان المقيم في الخارج الآن أصبحوا يواجهون عقبة جديدة في مساعيهم لاتخاذ إجراءات قانونية بشأن سلطته.

ويرى روملي من مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات المحكمة باعتبارها عقبة محتملة أمام الإصلاح.

© Reuters. الرئيس الفلسطيني يحكم قبضته بمرسوم رئاسي جديد

ويقول "بدلا من أن يصلح فصيله ويحضر لإجراء انتخابات أو تفعيل البرلمان المعطل يشكل (عباس) هيئة قضائية جديدة بمرسوم رئاسي بهدف -من بين أهداف أخرى- هو إقرار المراسيم الرئاسية."

(إعداد لبنى صبري للنشرة العربية - تحرير دينا عادل)

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.