من أورهان جوسكون ودارين باتلر
أنقرة (رويترز) - ذكرت وسائل إعلام حكومية أن الشرطة التركية اعتقلت ستة أشخاص فيما يتعلق بقتل السفير الروسي أندريه كارلوف مما يوسع نطاق التحقيق ليشمل أقارب شرطي خارج الخدمة أطلق عليه النار فأرداه قتيلا وهو يصيح قائلا "لا تنسوا حلب".
ووصفت روسيا وتركيا الهجوم الذي وقع الاثنين في معرض للفنون بالعاصمة أنقرة بأنه محاولة لتقويض التقارب بين البلدين في الآونة الأخيرة بعدما تأزمت العلاقات بينهما بسبب الحرب الأهلية السورية إذ يدعم كل منهما طرفا مختلفا.
وأعلنت الشرطة أن القاتل يدعى مولود ميرد الطنطاش ويبلغ من العمر 22 عاما وعمل في شرطة مكافحة الشغب بأنقرة لمدة عامين ونصف العام. وقتلت قوات خاصة تركية الطنطاش بعد دقائق من إطلاقه النار على كارلوف وترديده هتافات لإسلاميين متشددين.
وقالت وكالة الأناضول الرسمية للأنباء إن والدة المهاجم ووالده وشقيقته وقريبين آخرين له اعتقلوا في إقليم أيدين بغرب البلاد واعتقل كذلك زميله في السكن في أنقرة.
وذكر مسؤول أمني تركي كبير أن المحققين يركزون على معرفة ما إذا كانت هناك صلات للطنطاش برجل الدين المقيم في الولايات المتحدة فتح الله كولن الذي تتهمه أنقرة بأنه مدبر محاولة انقلاب فاشلة في يوليو تموز لكن كولن نفى أي دور له في محاولة الانقلاب وواقعة الاغتيال.
وتشير الشعارات التي رددها الطنطاش وصورت بالفيديو وانتشرت بشدة على وسائل التواصل الاجتماعي إلى أنه يتبنى فكرا إسلاميا متشددا وليس فكر كولن الذي يدعو للحوار بين الأديان.
وقال الطنطاش بالتركية "لا تنسوا حلب. لا تنسوا سوريا. لن تستطيعوا الشعور بالأمان طالما كانت مناطقنا غير آمنة. الموت وحده يمكن أن يأخذني من هنا."
وقال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان يوم الاثنين إنه اتفق مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين في اتصال هاتفي على أن تعاونهما في محاربة الإرهاب يجب أن يزيد بعد الاغتيال.
وأشار بوتين إلى أن الهجوم يهدف إلى تقويض محاولات روسيا للتعاون مع إيران وتركيا لإيجاد حل للأزمة السورية.
واجتمع وزيرا خارجية روسيا وتركيا يوم الثلاثاء.
* المبايعة على الجهاد
تواجه تركيا تهديدات أمنية متعددة من بينها خطر تنظيم الدولة الإسلامية. وحث متحدث باسم التنظيم المتشدد هذا الشهر المتعاطفين معه في مختلف أرجاء العالم على تنفيذ موجة جديدة من الهجمات وخص بالذكر المصالح الدبلوماسية والعسكرية والمالية التركية باعتبارها من الأهداف المفضلة.
وهتف الطنطاش أيضا بعد إطلاق النار قائلا "نحن الذين بايعنا محمدا على الجهاد" وقالت صحيفة حريت التركية واسعة الانتشار إن الهتاف يرد كثيرا في فيديوهات الدعاية لجماعة كانت في وقت سابق حليفة لتنظيم القاعدة في سوريا.
وأضافت الصحيفة أن الطنطاش وقف في بادئ الأمر بجوار جثة السفير ولم يسمح لأحد بإسعافه بينما كانت القوات الخاصة تقتحم المبنى.
وقالت قناة (سي.ان.ان ترك) إن السجلات الطبية لحالة السفير أشارت إلى أن 11 رصاصة أطلقت وأن ثماني رصاصات أصابت الهدف.
وقال إردوغان في تسجيل فيديو مساء الاثنين إن الطنطاش تخرج من كلية للشرطة قبل أن ينضم لشرطة مكافحة الشغب.
وذكرت الولايات المتحدة أنها ستغلق بعثاتها الثلاث في تركيا يوم الثلاثاء بعد إطلاق النار أمام السفارة الأمريكية في أنقرة مساء الاثنين. والسفارة قريبة من معرض الفنون الذي قتل فيه كارلوف بالرصاص.
(إعداد ياسمين حسين للنشرة العربية - تحرير لبنى صبري)