اسطنبول (رويترز) - وضعت الشرطة التركية في حالة تأهب قصوى في جميع أنحاء تركيا يوم الأحد بعد تفجير نفذه انتحاري يوم السبت في حي الاستقلال أشهر أحياء التسوق في مدينة اسطنبول فقتل ثلاثة إسرائيليين وإيراني وأصاب عشرات آخرين.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للصحفيين يوم السبت إن إسرائيل تحاول تحديد إن كان الهجوم يستهدف إسرائيليين وتتحرى إن كان تنظيم الدولة الإسلامية مسؤولا عن ذلك.
وقال للصحفيين "هناك معلومات عن أنه هجوم نفذه أحد أعضاء تنظيم الدولة الإسلامية لكن هذه معلومات أولية لا نزال نتحرى الأمر."
وأكدت إسرائيل أن ثلاثة من مواطنيها قتلوا في الانفجار بينهم اثنان يحملان الجنسية الأمريكية. وقال مسؤولون أتراك إن إيرانيا قتل أيضا.
وبدا أن الهجوم الذي وقع في شارع الاستقلال أشهر أحياء التسوق في اسطنبول مشابها لتفجير انتحاري وقع في يناير كانون الثاني في منطقة سياحية أخرى في اسطنبول. وخلال هذا الهجوم الذي ألقت الحكومة مسؤوليته على تنظيم الدولة الإسلامية فجر انتحاري نفسه وسط مجموعة من السائحين الألمان قرب وسط المنطقة السياحية بالمدينة.
ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن هجوم السبت. وقال مسؤولون إنه ربما يكون من تنفيذ تنظيم الدولة الإسلامية أو حزب العمال الكردستاني الذي يقود صراعا مسلحا لنيل الحكم الذاتي للأكراد في جنوب شرق البلاد.
وانهارت هدنة استمرت عامين ونصف عام مع حزب العمال الكردستاني في يوليو تموز الماضي الأمر الذي فجر أسوأ أعمال عنف في جنوب شرق البلاد منذ التسعينيات من القرن الماضي. وتعيش تركيا بالفعل في حالة تأهب بسبب مخاوف أمنية من اندلاع العنف خلال الاحتفال بعيد الربيع.
وحذرت الولايات المتحدة وبعض السفارات الأوروبية مواطنيها بأن يتوخوا الحذر قبل الاحتفالات بعيد النوروز الذي يحتفل به الأكراد بشكل أساسي. وكثيرا ما كانت الاحتفالات بالنوروز تفضي إلى اشتباكات بين محتجين أكراد وقوات الأمن في ذروة تمرد حزب العمال الكردستاني في التسعينيات.
ووجه حزب العمال الكردستاني في بيان أصدره لتهنئة الأكراد الذين قال إنهم لم يتخلوا عن الحرية ودعا الشبان الأكراد للانضمام لصفوفه.
*هدوء مخيف
ساد هدوء مخيف شوارع اسطنبول التي عادة ما تكتظ بالمارة والسيارات أيام الأحد ولم يسمع سوى أصوات طائرات الهليكوبتر التابعة للشرطة. وأظهرت لقطات تلفزيونية شارع الاستقلال وقد خلا تقريبا من الناس.
ومن المقرر أن تخرج مجموعة صغيرة من المشرعين من حزب الشعوب الديمقراطي المؤيد للأكراد في مسيرة إلى ضاحية بكيركوي للاحتفال بعيد النوروز. وقالت وكالة أنباء الأناضول الرسمية إن الشرطة أغلقت الطرق المؤدية لتلك الضاحية لأسباب أمنية.
وقال مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي إنهم لم يستطيعوا الدخول بسهولة على مواقع مثل تويتر وفيسبوك. وسبق أن حجبت السلطات هذه المواقع بعد تفجيرات لأسباب منها الصور المروعة التي يتم تداولها على الانترنت.
وكان تفجير السبت هو الرابع في تركيا هذه العام ليصل عدد القتلى الإجمالي إلى أكثر من 80 شخصا. وأعلنت جماعة صقور حرية كردستان المرتبطة بحزب العمال الكردستاني مسؤوليتها عن التفجيرين السابقين وكانا تفجيرين انتحاريين بسيارتين ملغومتين في أنقرة.
وخلال صراعه المسلح في تركيا كان حزب العمال الكردستاني يستهدف بشكل مباشر قوات الأمن لكن التفجيرات الأخيرة تشير إلى أنه ربما بدأ يغير أسلوبه.
(إعداد ليليان وجدي للنشرة العربية - تحرير لبنى صبري)