من ستيفن كالين وسيف حميد
بغداد (رويترز) - قال مسؤولون والشرطة العراقية يوم الاثنين إن مسجدين على الأقل للسنة تعرضا للهجوم ردا فيما يبدو على إعدام رجل الدين الشيعي البارز نمر النمر في السعودية مطلع الأسبوع.
وتظاهر عراقيون شيعة في بغداد وفي مدن أخرى بالجنوب يوم الاثنين احتجاجا على إعدام النمر يوم السبت الماضي ودعوا لمقاطعة البضائع السعودية وقطع العلاقات معها.
وأكدت وزارة الداخلية الهجوم على مسجدين للسنة في وقت متأخر يوم الأحد بمدينة الحلة الواقعة على بعد نحو مئة كيلومتر جنوبي بغداد.
وقال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في بيان "وجهنا قيادة عمليات بابل بمطاردة العصابات المجرمة من دواعش (تنظيم الدولة الإسلامية) وأشباههم التي اعتدت على المساجد لإثارة الفتن وضرب الوحدة الوطنية."
ويواجه العراق منذ سنوات أعمال عنف طائفية بين الأقلية السنية والأغلبية الشيعية التي جاءت الى السلطة بعد الغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2003. وزادت المعركة مع تنظيم الدولة الإسلامية الذي يسيطر على مساحات واسعة من الأراضي في شمال العراق وغربه من هذا التوتر.
ويبدو أن إعدام النمر كان وراء الهجمات وهو الحدث الذي أثار ردود فعل غاضبة من الشيعة في العراق وإيران.
وقطعت السعودية علاقاتها الدبلوماسية مع إيران يوم الأحد بعدما هاجم محتجون سفارة المملكة في طهران. واتخذت البحرين ذات الأغلبية الشيعية هذه الخطوة يوم الاثنين.
* احتجاجات متوقعة
قال مصور لرويترز زار المكان إن الهجوم على مسجد عمار بن ياسر في وسط الحلة دمر قبة المسجد وعددا من الجدران. وتحدث فلاح الخفاجي عضو مجلس محافظة بابل ومصدر في الشرطة عن مقتل حارس داخل المسجد.
وقال عدي حسن علي وهو من السكان "رأينا الدخان يتصاعد من قبة المسجد. وجدنا كل الجدران مدمرة."
وقال الخفاجي ومصدر الشرطة إن مسجد الفتح المبين على المشارف الشمالية للحلة تعرض لهجوم أيضا.
وأضافا أن رجل دين من السنة قتل في حادث منفصل بمدينة الاسكندرية الواقعة على بعد نحو 40 كيلومترا جنوبي بغداد.
وتعهد الخفاجي بإعادة إعمار (DU:EMAR) المباني وقال إن إجراءات أمنية ستتخذ قرب المساجد.
ودعا زعماء دينيون وسياسيون كبار في العراق الحكومة إلى قطع العلاقات مع السعودية التي أعادت فتح سفارتها في بغداد الأسبوع الماضي فقط بعدما أغلقتها عقب الغزو العراقي للكويت عام 1990.
وأدان العبادي ووزارة الخارجية العراقية إعدام النمر لكنهما لم يلمحا إلى رد أقسى.
وخرج آلاف المتظاهرين في بغداد ومدن بالجنوب تسكنها أغلبية شيعية استجابة لدعوات الزعيم الشيعي البارز مقتدى الصدر بالتظاهر احتجاجا على إعدام النمر.
وفي بغداد احتشد متظاهرون يحملون صور النمر خارج المنطقة الخضراء شديدة التحصين التي تضم الإدارت الحكومية والبعثات الدبلوماسية ومنها السفارة السعودية التي أعيد فتحها في الفترة الأخيرة.
وتصدت قوات الشرطة التي تحرس المنطقة لمجموعة من المتظاهرين حاولت عبور خط من الأسلاك الشائكة مرددة هتافات مناهضة لأسرة آل سعود الحاكمة في السعودية.
ونُظمت تظاهرات مماثلة في البصرة أكبر مدن جنوب العراق وفي مدينتي النجف وكربلاء الشيعيتين.