من بن بلانشارد وكريستيان شيبرد
بكين (رويترز) - أعلنت حكومة محلية يوم الأربعاء أن الصين وجهت الدعوة لخبراء من الولايات المتحدة وألمانيا للمساعدة في علاج المعارض الحائز على جائزة نوبل ليو شياو بو من مرض السرطان وذلك في تخفيف لموقفها قبيل قمة مجموعة العشرين هذا الأسبوع في ألمانيا.
وصدر حكم بسجن ليو (61 عاما) 11 عاما عام 2009 بتهمة "التحريض على تقويض سلطة الدولة" بعد أن ساعد في كتابة عريضة تعرف باسم (الميثاق 08) تدعو إلى إصلاحات سياسية شاملة في الصين.
ونقل في الآونة الأخيرة من السجن إلى مستشفى كي يُعالج من مرحلة متأخرة من سرطان الكبد.
وقال مكتب العدالة في شينيانغ في بيان مقتضب على موقعه على الإنترنت إن المستشفى اتخذ القرار بناء على طلب الأسرة وبالتشاور مع الأطباء الذين يعالجونه بالفعل.
ولم يقدم تفاصيل أخرى. وقال المسؤولون الذين ردوا على الهاتف في المستشفى إنهم ليسو على دراية بالحالة.
ووصف مصدر مقرب من عائلة ليو الدعوة بأنها خطوة إيجابية تعظم الشفافية فيما يتعلق بالحالة المرضية لليو وفرص تلقيه أفضل علاج متاح.
وقال المصدر "حقيقة أنهم يختارون بشكل خاص الولايات المتحدة وألمانيا ترجح أن السلطات تنظر (في مسألة) السماح لليو بالسفر إلى أي من الدولتين" رغم استمرار التساؤل عن كيفية اختيار الأطباء وما سيسمح لهم به.
ورفضت السفارة الأمريكية في بكين التعليق. وكان السفير الأمريكي الجديد تيري برانستاد عبر الأسبوع الماضي عن رغبة بلاده في أن يتلقى ليو العلاج من مرض السرطان خارج الصين.
كما رفضت السفارة الألمانية التعليق.
* الصين قلقة
ويأتي ذلك التحرك قبيل حضور الرئيس الصيني شي جين بينغ قمة مجموعة العشرين في مدينة هامبورج الألمانية يومي الجمعة والسبت المقبلين وهي حدث كبير سيسعى شي خلاله إلى إظهار قيادة الصين في قضايا مثل التغير المناخي والتجارة الحرة.
وتقول مصادر دبلوماسية في بكين إن الصين قلقة من أن تلقي قضية ليو بظلالها على مشاركة شي في القمة.
وحثت رسالة مفتوحة أصدرها ائتلاف للجماعات الحقوقية، يتضمن ممثلين للتبت والويغور، يوم الأربعاء زعماء مجموعة العشرين على الضغط على الصين لإصدار إطلاق سراح غير مشروط لليو والسماح له بالسفر إلى أي مكان يريده.
وجاء في الرسالة "ليو شياو بو الذي نال جائزة نوبل للسلام عام 2010 أنار (سبيل) حقوق الإنسان والحقوق السياسية للناس تحت حكم الصين وخلق إحساسا حقيقيا بالأمل. نطلب منكم ألا تتركوا هذا الإحساس يتلاشى".
وقالت الحكومة إن ليو يتلقى أفضل رعاية ممكنة على أيدي خبراء صينيين معروفين في مجال علاج السرطان.
غير أن عددا متزايدا من الساسة والناشطين في مجال حقوق الإنسان في الغرب عبروا عن قلقهم بشأن مستوى العلاج الذي يتلقاه ليو وطالبوا بالسماح له بمغادرة الصين إذا كان ذلك هو الخيار الأفضل له.
وقالت متحدثة يوم الثلاثاء إن الأمير زيد بن رعد مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان التقى بمسؤولين من الصين لمناقشة موضوع ليو.
(إعداد محمد فرج للنشرة العربية - تحرير نادية الجويلي)