من جوزيف كامبل
شنيانغ (الصين) (رويترز) - قال شقيق المعارض الصيني الراحل ليو شياو بو إن رماد جثة أخيه نُثر في البحر يوم السبت في خطوة وصفها صديق للعائلة بأنها مسعى لمحو أي ذكرى له.
كان ليو (61 عاما) الحائز على جائزة نوبل للسلام قد أصيب بفشل عضوي متعدد وتوفي يوم الخميس في مستشفى بمدينة شنيانغ في شمال شرق الصين حيث كان يعالج من مرحلة متأخرة من سرطان الكبد. ومنحته السلطات إفراجا طبيا مشروطا دون إطلاق سراحه.
وصدر حكم بسجن ليو 11 عاما في 2009 بتهمة "التحريض على تقويض سلطة الدولة" بعد أن ساعد في كتابة عريضة تعرف باسم (الميثاق 08) وتدعو إلى إصلاحات سياسية شاملة في الصين.
وتخضع أرملته ليو شيا لإقامة جبرية فعلية في المنزل منذ فوز زوجها بجائزة نوبل للسلام في 2010 لكن سمح لها بزيارته في السجن مرة كل شهر تقريبا. ولم توجه لها أي اتهامات رسمية.
وقدم ليو شياو قوانغ أكبر أشقاء ليو خلال مؤتمر صحفي رتبت له الحكومة الشكر عدة مرات للحزب الشيوعي الحاكم على حسن رعايته للمعارض الراحل في ضوء "وضعه الخاص".
وأضاف وهو جالس بين مترجم إلى اللغة الإنجليزية ومسؤول بحكومة شنيانغ "لماذا لم تأت ليو شيا إلى هنا؟ إنها في حالة صحية سيئة جدا في الوقت الحالي. لذلك لم تأت. إنه أمر مؤسف للغاية".
وبعد أن أدلى بكلمة لمدة نحو 20 دقيقة اصطحبته امرأتان إلى خارج القاعة دون أن يرد على أسئلة الصحفيين.
وعرضت الحكومة الصينية بعد ذلك صورا لنثر الرماد من قارب.
وقال تشانغ تشينغ يانغ المسؤول الإعلامي بإدارة مدينة شنيانغ إن أرملة ليو وشقيقه قررا نثر الرماد في البحر.
لكن هو جيا، وهو صديق مقرب لليو ومعارض أيضا، قال إن الدافع وراء ذلك هو "ألا يبقى له أثر على الأراضي الصينية" حتى لا يقيم له أنصاره ضريحا يتوافد عليه الزائرون.
وقال "نعلم أن وطن ليو شياو بو هو بكين ووطنه الروحي هنا وأنه وجد حبه أيضا هنا".
وأضاف أن أصدقاء ليو يعلمون أن شقيقه الأكبر لم يكن يتفق مع آرائه السياسية وأن تقديمه للإعلام على أنه يمثل أرملة ليو والأسرة أمر يبعث على السخرية.
وقال هو في مؤتمر صحفي "ما يمكن أن تقدم عليه السلطات يتجاوز دائما تصورنا. لديها دائما ما هو أسوأ من تصوراتنا".
وذكر المسؤول الإعلامي في حكومة شنيانغ أن أرملة ليو "حرة" وأن حقوقها مصانة بصفتها مواطنة صينية.
وأضاف "لكنها فقدت للتو زوجها. إنها حزينة للغاية ولن تتقبل أي إزعاج إضافي".
لكنه لم يذكر مكانها في الوقت الحالي.
وظلت ليو شيا خلال الأسبوعين الماضيين بالمستشفى بعدما تدهورت صحة زوجها.
ونعت جماعات حقوقية وحكومات غربية وفاة ليو شياو بو وحثت السلطات على منح حرية الحركة لزوجته وباقي عائلته.
وانتقدت الصين مرارا انشغال حكومات أجنبية بأمر ليو ودعواتها للسماح لليو شيا بمغادرة البلاد إن هي أرادت.
وقال دبلوماسي غربي يوم الجمعة إن جهودا جارية لإقناع السلطات الصينية بالسماح لليو شيا وشقيقها ليو هوي بمغادرة البلاد.
(إعداد ياسمين حسين للنشرة العربية - تحرير أمل أبو السعود)