من أنجوس مكدوال
الرياض (رويترز) - بينما تدخل الحرب التي تشنها السعودية على الحوثيين في اليمن أسبوعها الثالث تأججت المشاعر الوطنية في المملكة وزادت أيضا المشاعر الطائفية بصورة كبيرة.
وتحاشت السلطات السعودية استخدام العبارات الطائفية في وصف الحوثيين المنتمين للشيعية لكن كثيرا من الدعاة والصحفيين ومستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي لم يتقيدوا بذلك.
وفي تغريدة على حسابه بموقع تويتر نشرت في اليوم التالي لإعلان بدء الضربات الجوية وصف الداعية السني المتشدد ناصر العمر الشيعة بالكلمة التي تعتبر إنقاصا من قدرهم وهي "الرافضة". ويتابع حساب العمر على تويتر 1.64 مليون شخص.
واستعمال مثل هذه اللغة حتى من جانب مواطنين عاديين يحمل مخاطر للمملكة في صراع يقدم فيه الحوثيون أنفسهم كمدافعين عن تراث ديني محلي ضد التطرف السني الذي يقولون إن الرياض تنشره.
لم يهيمن الصراع الطائفي بين السنة والشيعة بعد على النزاع اليمني الداخلي المعقد لكن محللين للشأن اليمني كرروا التحذير من أن الطائفية خطر يتنامي وأنه يمكن أن يؤدي إلى تصاعد خطير في القتال.
يقول سعوديون كثيرون إن الضربات الجوية للحوثيين تمثل إمساكا سعوديا بزمام القيادة السنية ويقولون إن ذلك رد كان واجبا أن تقدم عليه الرياض قبل عقد من الزمن يرون أنه شهد عدوانا إيرانيا في الدول العربية باستخدام وكلاء شيعة.
وتنشر الصحف السعودية أخبار الحملة العسكرية المعروفة رسميا باسم "عاصفة الحزم" باعتبارها حملة ناجحة متجاهلة تقارير عن الضحايا المدنيين وتكيل المديح لحكام المملكة.
والهوية الوطنية في السعودية متصلة عن قرب بالمدرسة السنية الوهابية التي تعتبر الشيعة ضالين وأحيانا يثير كبار دعاتها الشك علنا فيما إذا كان الشيعة مسلمين حقيقيين.
لقد عملت الحكومة جاهدة في السنوات الماضية لتجنب استعمال اللغة الطائفية في العلن وأوفدت أمراء ومسؤولين كبارا لحضور جنازة شيعة سعوديين قتلهم سنة متشددون في هجوم في نوفمبر تشرين الثاني.
وفي العام الماضي ألقت السلطات القبض على داعية احتفل حسابه على موقع تويتر بمقتل حوثيين بأيدي أعضاء في تنظيم القاعدة في اليمن مستخدما لغة طائفية.
* "انقضاض الأسد على فريسته"
مع ذلك يشكو أفراد الأقلية الشيعية السعودية من تمييز منظم ضدهم. وتنفي الرياض ذلك لكن دعاة في المؤسسة الدينية المعينة من قبل المملكة يشنون هجمات متكررة على معتقدات الطائفة وتاريخها.
قال الداعية فريد الغامدي في خطبة بجامعة أم القرى في مكة نشر فيديو لها على موقع يوتيوب "إذا تمكنوا (الشيعة) من الفوز بتلك الدولة والفتك بالمسلمين من أهل السنة حاكمين ومحكومين علماء وعامة رجالا ونساء شيوخاً وأطفالاً انقضوا عليهم انقضاض الأسد على فريسته."
وهذا النوع من التخويف يظهر في الصحافة السعودية أيضا.
في الأسبوع الماضي نقل تقرير نشر في صحيفة المدينة عمن وصفهم بأنهم خبراء عسكريون القول إن الحوثيين يريدون تحويل العاصمة اليمنية صنعاء إلى مدينة شيعية بكاملها بحلول 2017 وإن الهدف من الضربات الجوية الحالية هو إحباط ما وصفته الصحيفة بأنه خطة إيرانية.
وغالبا ما يربط مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي والدعاة بين الشيعة وطهران باستعمال التعبير "صفوي" في إشارة إلى الدولة الصفوية الفارسية التي قامت في القرن السادس عشر والتي نشرت التشيع في إيران. ويلعب هذا الوصف على وتر القومية العربية ووتر الطائفة السنية في نفس الوقت.
والطائفة الزيدية الشيعية في اليمن مختلفة كثيرا عن المدرسة الشيعية المتبعة في إيران وفي حين أن الحوثيين تربطهم صلات واضحة بطهران يبدو أنهم أكثر استقلالا عن إيران من وكلائها في الأماكن الأخرى في المنطقة.
لكن في الجو المحموم الذي تصنعه الحملات العسكرية تختفي مثل هذه الفروق.
وبعد بدء الحملة الجوية الشهر الماضي كتب الداعية السعودي سعد البريك في تغريدة على حسابه بموقع تويتر الذي يتابعه 1.15 مليون شخص "أتت عاصفة الحزم لتقطع أي طمع للصفويين في محاصرة المسلمين في عقر ديارهم."