💼 احمِ محفظتك مع اختيارات الأسهم المدعومة بالذكاء الاصطناعي من InvestingPro - الآن خصم يصل إلى 50% احصل على الخصم

الطيار المحتجز لدى الدولة الاسلامية يضع عاهل الأردن في موقف صعب

تم النشر 01/02/2015, 23:56
© Reuters. الطيار المحتجز لدى الدولة الاسلامية يضع عاهل الأردن في موقف صعب

من سليمان الخالدي

عمان (رويترز) - تسبب مصير الطيار الأردني الذي يحتجزه تنظيم الدولة الاسلامية في ضغط عام على الملك عبد الله بشأن دور بلاده في الحملة العسكرية التي تقودها الولايات المتحدة ضد التنظيم المتشدد مما أثار خطر تزايد الاستياء في الدولة الحليفة لواشنطن.

وبعدما احتجز المتشددون الطيار الشاب معاذ الكساسبة في ديسمبر كانون الأول نشروا صورا له لدى اقتياد مقاتلين له. وكانت طائرته اف-16 سقطت على ضفاف نهر الفرات في معقل الدولة الاسلامية في شمال سوريا.

وصدمت صور الطيار الشاب حديث الزواج الأردنيين وجسدت أمام أعينهم مخاطر مشاركة بلادهم في الحرب. ودافع الملك عبد الله عن الحملة قائلا إن المسلمين المعتدلين ينبغي أن يحاربوا جماعة أساء فكرها ووحشيتها لروح الاسلام.

لكن عشرات الشبان احتجوا في الكرك مسقط رأس الكساسبة وهتفوا بشعارات مناهضة للائتلاف الذي تقوده الولايات المتحدة وطالبوا العاهل الاردني بالانسحاب من الحملة.

وهتف الشبان الغاضبون الشهر الماضي في مدينة تقدم عشائرها منذ وقت طويل دعما قويا للأسرة الهاشمية بأنهم لن يكونوا كبش فداء لأمريكا.

ويقول محللون ودبلوماسيون إنه لا يعتقد كثيرون أن الأزمة سترغم الأردن على الانسحاب تماما من الحملة لكنه قد يقوم بدور أكثر تقييدا مثلما كان في الماضي.

ولم يشارك العاهل الراحل الملك حسين والد الملك عبد الله في حملة عسكرية بقيادة الولايات المتحدة ضد الدكتاتور العراقي السابق صدام حسين بعد غزوه للكويت في 1990 منحازا إلى الرأي العام الذي كان ضد التدخل العسكري.

وعلى النقيض اتخذ الملك عبد الله دورا أكثر جرأة في هذه الحملة بإرسال طائراته للمشاركة في مهام فوق سوريا في أول مشاركة للأردن في مهام قصف في الخارج بدلا من مجرد تقديم دعم في مجال المخابرات والإمداد والتموين.

ويرجع موقف الملك عبد الله إلى قلقه من تزايد تهديد المتشددين لبلاده. ونفذ تنظيم القاعدة سلسلة من الهجمات القاتلة في الأردن منها تفجير في فندق في عمان في 2005 قتل 60 شخصا.

وطلبت الدولة الاسلامية الإفراج عن العراقية ساجدة الريشاوي التي شاركت في الهجوم وأدينت بعدما فشلت في تفجير حزامها الناسف. وقالت إن حياة الكساسبة مرتبطة بالافراج عن السجينة المحكوم عليها بالاعدام لكنها لم تقل إنها ستفرج عن الطيار.

*"هي حربنا"

وقال الملك عبد الله في إطار سعيه لحشد شعبه إن القلق من محنة الطيار وحد كل الأردنيين وإن احتجازه أثبت أنه لا بد من الانتصار في الحرب. لكن المظاهرات خرجت في حين كان يواسي والدي الكساسبة وزوجته لدى استقبالهم في القصر الملكي.

وقال الملك لمجموعة من زعماء العشائر أثناء زيارة قبل عشرة أيام انه لا توجد ساعة لا يعمل فيها هو والقوات المسلحة بشأن موضوع "طيارنا البطل". واضاف أن الحرب اليوم هي حرب داخل العالم الاسلامي "وهي حربنا".

وأثارت القضية استقطابا بين الأردنيين. ويقول القوميون إن الوقت ليس مناسبا لتبادل الاتهامات ودعوا الى الاحتشاد وراء الملك في حين يقول آخرون انهم سيحملون المسؤولية للحكام السياسيين للبلاد إذا قتل الطيار.

وقال النائب البرلماني السابق علي الضلاعين وهو من مسقط رأس الطيار إن الناس سيلومون النظام الأردني وسيتساءلون عن سبب ارسال الكساسبة إلى تلك الحرب. وأضاف أنه لن يلوم أحد الدولة الاسلامية إذا أعدمته ولن يؤدي إلا لزيادة الدعم لهم.

وقاد مظاهرة يوم الجمعة تدعو لانهاء المشاركة العسكرية واتهم الحكومة بعدم التفاوض بجدية مع الدولة الاسلامية.

بل وأثار بعض الاردنيين المخاوف من أن يرسل الأردن قوات برية لمقاتلة تنظيم الدولة الاسلامية.

وقالت هند الفايز وهي نائبة من عشيرة بني صخر القوية إن هذه الحرب "ليست حربنا" وعبرت عن أسفها إذا ضحى التنظيم المتشدد بالطيار الأردني لكنها قالت إنها تأمل أن تتجنب حكمة الملك والحكومة اتخاذ قرار بالمشاركة في حملة برية.

ونشر التنظيم ثلاثة تسجيلات فيديو مؤثرة ردا على المناشدات المتكررة من العائلة. ويقول التنظيم ان مهام القصف التي قام بها الكساسبة كانت مسؤولة عن مقتل نساء وأطفال.

ويقول مراقبون إن التنظيم يحاول تعميق الخلافات الداخلية في دولة تشعر قواتها الأمنية بانزعاج متزايد من جاذبية الفكر الجهادي وخاصة في المدن الفقيرة في أنحاء المملكة.

وسافر عشرات الشبان حتى من موطن الطيار عبر الحدود للقتال إلى جانب جماعات متشددة في سوريا بل وحتى في أفغانستان.

وقال دبلوماسي غربي في عمان "إنه وضع صعب للأردن. ليست لديهم حيلة في ذلك."

واضاف "من الواضح أن تنظيم الدولة الاسلامية يتطلع للتلاعب بالفضاء السياسي في الأردن ومن سوء الحظ أنهم بارعون في ذلك."

© Reuters. الطيار المحتجز لدى الدولة الاسلامية يضع عاهل الأردن في موقف صعب

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.