من ستيفن كالين وغزوان حسن
الموصل (العراق) (رويترز) - لا تزال القوات العراقية تواجه جيوبا من المقاومة من تنظيم الدولة الإسلامية بالمدينة القديمة في الموصل يوم الجمعة بعد أربعة أيام من إعلان رئيس الوزراء حيدر العبادي النصر.
وقال سكان إن طائرات هليكوبتر تابعة للجيش العراقي حلقت فوق المدينة وأمكن سماع دوي انفجارات بينما سلطت مقاطع فيديو يزعم أنها لهجمات انتقامية ضد أشخاص اعتقلوا خلال استعادة الموصل الضوء على التحديات الأمنية في المستقبل.
وقال أحد سكان حي الفيصلية في شرق الموصل خلال مكالمة هاتفية "سقطت ثلاث قذائف مورتر على حينا".
وقال التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ويدعم الحملة العسكرية العراقية إنه نفذ ضربتين جويتين في الموصل يوم الخميس مما أسفر عن تدمير 22 موقعا قتاليا ونفقا.
واجتاح بضع مئات من مقاتلي الدولة الإسلامية الموصل قبل ثلاثة أعوام وأشاعوا الرعب بعد انهيار الجيش العراقي.
ومثل انتصار العراق في الموصل أكبر هزيمة للتنظيم الذي يخضع لحصار في مدينة الرقة السورية معقله ومركز تخطيط عملياته.
ورغم أن دولة الخلافة تتداعى فمن المتوقع أن يلجأ التنظيم لمواصلة الهجمات في الغرب والشرق الأوسط.
ولا يزال التنظيم يسيطر على مناطق إلى جنوب وغرب الموصل يسكنها عشرات الآلاف من المدنيين. وقال أكبر جنرال أمريكي بالعراق في وقت سابق من الأسبوع إن قوات الأمن ستأخذ قسطا من الراحة ثم ستعيد تجهيز نفسها قبل الزحف إلى تلعفر الواقعة على بعد 65 كيلومترا غربي الموصل.
وقالت الأمم المتحدة يوم الجمعة إن التقديرات تشير إلى وجود نحو 20 ألف شخص بالمدينة التي كان يغلب على سكانها قبل الحرب السنة التركمان والشيعة.
وقال مصدر أمني إن القوات العراقية استعادت السيطرة على أكثر من نصف بلدة الإمام غربي جنوبي الموصل التي اقتحمها التنظيم ببنادق آلية وقذائف مورتر الأسبوع الماضي. وتشير تقديرات إلى وجود عشرات من المقاتلين بالمنطقة.
* تحديات على المدى الطويل
ولن يكون إقرار السلام على المدى البعيد في العراق أمرا سهلا.
ويواجه العبادي تحديات لمنع أعمال القتل الانتقامية التي قد تخلق مزيدا من عدم الاستقرار بالإضافة للتوترات الطائفية والصراع العرقي الذي ألقى بظلاله على البلاد منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة وأطاح بصدام حسين في 2003.
وقالت منظمة هيومن رايتس ووتش يوم الخميس إنها استخدمت صورا بالقمر الصناعي للتحقق من أن مقطع فيديو نشر على فيسبوك يوم الثلاثاء، ويظهر فيه مسلحون يرتدون الزي العسكري وهم يضربون محتجزا قبل إلقائه من منطقة مرتفعة وإطلاق النار عليه، تم تصويره في غرب الموصل. وتظهر اللقطات الرجال وهم يطلقون النار على جثة رجل آخر ملقاة بالفعل في الأسفل.
ولم يتسن لرويترز التحقق على نحو مستقل من التصوير. ومنذ إعلان النصر قيدت قوات الأمن بشدة حركة وسائل الإعلام إلى غرب الموصل قائلة إنها تحتاج أولا لإزالة أو إبطال مفعول عبوات ناسفة.
وفي أول خطبة جمعة له بعد إعلان النصر على التنظيم في الموصل، حث المرجع الشيعي الأعلى آية الله علي السيستاني جميع الأطراف العراقية على أن "يأخذوا العبر والدروس مما حصل خلال السنوات الماضية قبل استيلاء الإرهاب الداعشي على عدد من المحافظات وبعد ذلك".
وذكرت قيادة العمليات المشتركة العراقية أنه يجري التحقيق في المزاعم وإذا اكتشفت أي انتهاكات فسيحاسب المسؤولون عنها. كما قالت إن من المحتمل أن تكون مقاطع الفيديو مفبركة.
وتظهر ثلاثة مقاطع فيديو نشرت هذا الأسبوع من الحساب ذاته فيما يبدو أفرادا من مختلف قوات الأمن العراقية وهم يضربون رجالا يرتدون ملابس مدنية. ولم تتمكن رويترز من التحقق بشكل مستقل من صحة اللقطات.
واتهمت منظمة هيومن رايتس ووتش قوات الأمن العراقية بالتهجير القسري لما لا يقل عن 170 أسرة من أسر من يزعم أنهم أعضاء في تنظيم الدولة الإسلامية إلى "مخيم إعادة تأهيل" مغلق في شكل من أشكال العقاب الجماعي.
(إعداد معاذ عبد العزيز للنشرة العربية - تحرير أحمد حسن)