💼 احمِ محفظتك مع اختيارات الأسهم المدعومة بالذكاء الاصطناعي من InvestingPro - الآن خصم يصل إلى 50% احصل على الخصم

العمل بالمستوطنات الخيار الوحيد أمام كثير من فلسطينيي الضفة

تم النشر 22/02/2016, 19:55
© Reuters. العمل بالمستوطنات الخيار الوحيد أمام كثير من فلسطينيي الضفة

من علي صوافطة

قيرة (الضفة الغربية) (رويترز) - محمد عرباسي أب فلسطيني لخمسة أبناء في قرية قيرة بالضفة الغربية المحتلة ولديه دبلوم في العلوم المالية والمصرفية وآمال عريضة لأبنائه الذين يدرس اثنان منهم في الجامعة.

ورغم درجته العلمية وطموحه الشخصي يعمل عرباسي منذ 12 عاما كعامل بناء في مستوطنة أرييل الإسرائيلية القريبة من قريته ويكسب 150 شيقلا في اليوم (38 دولارا). وهذا أفضل عمل يمكنه الحصول عليه.

وقال عرباسي وهو يزم شفتيه "أنا بشتغل في المستوطنة لأنه فش (لا يوجد) بديل وعندي خمسة أولاد اثنين منهم في الجامعة كيف بدي أصرف عليهم؟"

ويعمل نحو 36 ألف فلسطيني في مستوطنات الضفة الغربية بينهم كثيرون في البناء ويكسبون ما يصل إلى ثلاثة أمثال متوسط الأجور الفلسطينية.

وتوجد معظم هذه الأعمال في الكتل الاستيطانية الكبيرة القريبة من الحدود مع إسرائيل وهي مناطق تعتزم إسرائيل الاحتفاظ بها في إطار أي اتفاق سلام نهائي مع الفلسطينيين.

وأقامت إسرائيل هناك واحدة من بين عدة مناطق صناعية تضم نحو ألف شركة في المجمل بينها شركات كثيرة تستفيد من إعفاءات ضريبية وتسهيلات أخرى خاصة بالعمل مثل توفر العمالة الفلسطينية الرخيصة.

وفي تقرير أصدرته الشهر الماضي أطلقت منظمة هيومن رايتس ووتش على المناطق اسم "شركات الاحتلال" مشيرة إلى أنها تعد انتهاكا للقانون الدولي لأنها بنيت على أراض استولت عليها إسرائيل في حرب 1967.

وجاء في التقرير "تمارس إسرائيل في الضفة الغربية نظاما ثنائيا يقدم معاملة تفضيلية للمستوطنين الإسرائيليين اليهود بينما يفرض شروطا قاسية على الفلسطينيين." وأضافت أنها تستغل الموارد الفلسطينية في كثير من الحالات خاصة محاجر الضفة الغربية.

وتنفي الشركات العاملة في الضفة الغربية استغلال العمال الفلسطينيين وتقول إنهم يوفرون العمالة المطلوبة بشدة.

وتقول إسرائيل إن مستوطناتها قانونية وإنه يجب تحديد الوضع النهائي للأراضي التي سيطرت عليها قبل نحو نصف قرن في محادثات السلام مع الفلسطينيين.

* أموال أكثر ولا امتيازات

ويشعر عرباسي وآخرون مثله بأنه لا توجد خيارات كثيرة سوى هذا العمل حتى وإن لم يشعرهم بالراحة. فالاقتصاد الفلسطيني يعاني من معدل بطالة يبلغ 27 بالمئة. وعلى الرغم من أن العمل في المستوطنات قد لا يتضمن دفع أموال نظير وقت العمل الإضافي ولا معاش ولا تأمين فإن الأجور الأعلى تعوض هذا النقص.

وقال عرباسي (56 عاما) "لو في شغل في البلد بيدفعوا 70 إلى 80 شيقلا ما هي كيلو اللحمة (سعره) 70 شيقلا."

واشتغل عودة دقروق (26 عاما) في أعمال عديدة بمستوطنات منذ أن كان يبلغ من العمر 16 عاما ويكسب ما يصل إلى 250 شيقلا في اليوم. وبعد أن تزوج وأنجب طفلين أصبح لا يمكنه الكف عن ذلك حتى إن أصابه هذا بالإحباط.

وقال دقروق "أنا واحد من الناس اتعرضت لحادث وأنا بشتغل في مستعمرة بركان واتعطلت عن العمل أسبوع ولا في تأمين ولا حدا عوضني في شيقل ... احنا بنشتغل في المستوطنات لأنه ما في مفر بنشتغل في المستوطنات علشان بدنا يعيش أولادنا ونصرف عليهم."

وسارع شاهر سعد الأمين العام لاتحاد نقابات عمال فلسطين بالاعتراف بالمعضلة.

وقال لرويترز "من حيث المبدأ نحن نفضل عدم العمل والامتناع عن العمل في المستوطنات لكن للأسف لا توجد بدائل وهذا ما يجعل العمال يعملون في المستوطنات لأنه لا يوجد أماكن عمل عنا (لدينا) في كل الضفة." وأضاف أن نحو نصف الفلسطينيين العاملين في المستوطنات وعددهم 36 ألف عامل لا يحملون تصاريح عمل ملائمة.

وتابع "وما يعزز العمل في المستوطنات هو التبادل التجاري ما بين المستوطنات والقطاع الخاص وحتى إن بعض المناطق الصناعية في المستوطنات هناك شراكة مع بعض (رجال الأعمال) الفلسطينيين."

وتقول إسرائيل من آن لآخر إن العمل في المستوطنات يفيد الفلسطينيين لأنهم يحصلون على أجور أعلى. لكن سعد يرفض هذا الرأي ويقول إنه يمنح الاحتلال ذريعة ويقوض قدرة الفلسطينيين على تطوير اقتصادهم.

© Reuters. العمل بالمستوطنات الخيار الوحيد أمام كثير من فلسطينيي الضفة

وقال "المستوطنات لا تساعد العامل بشكل مطلق على أن يبني وظيفة محترمة براتب محترم وهي وظيفة مؤقتة في مكان عمل مؤقت. عندما ترى العمال وأسماءهم وكيفية عملهم نلاحظ أن هناك عدم انتظام في الأيدي العاملة في المستوطنات مما يعني أن معظم العمال أيدي عاملة غير منظمة داخل المستوطنات وهناك استغلال لهم."

(إعداد ياسمين حسين للنشرة العربية - تحرير لبنى صبري)

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.