من الكسندر فاسوفيتش
دونيتسك (أوكرانيا) (رويترز) - عقد القتال الشرس في شرق اوكرانيا حيث أسقطت طائرة تابعة للخطوط الجوية الماليزية التحقيق يوم الأحد بينما تعد أوروبا والولايات المتحدة عقوبات اقتصادية على روسيا بسبب الصراع.
وقتل 13 شخصا على الأقل في الاشتباكات بين القوات الأوكرانية ومتمردين موالين لروسيا اشتعلت في خمس مناطق.
وقال مراقبون دوليون إنهم تراجعوا عن خطط لزيارة موقع التحطم بسبب مخاوف تتصل بمدى أمانه على الرغم من أن ماليزيا قالت في وقت سابق إن المتمردين وافقوا على السماح بزيارة الموقع.
وقالت أوكرانيا إنها تحاول إخراج المتمردين لكنها نفت أنها تقاتل قرب موقع تحطم الطائرة وأشارت الى أن الانفصاليين أقنعوا المراقبين بإلغاء زيارتهم بعد أن ادعوا كذبا أن الجيش يقوم بعمليات على مقربة.
ونفت روسيا المزاعم الأمريكية بأنها على وشك تسليم الانفصاليين المزيد من الصواريخ ويقول زعماء غربيون إن من شبه المؤكد أن الانفصاليين أسقطوا الطائرة بطريق الخطأ باستخدام صاروخ ارض جو أمدتهم به روسيا.
وينفي الانفصاليون علاقتهم بالأمر وتقول موسكو إنها لم تقدم لهم صواريخ ارض جو مشيرة الى أن القوات الأوكرانية هي المسؤولة.
وقال زعيم الانفصاليين الكسندر بوروداي "تحاول كييف إتلاف الأدلة على جريمة ارتكبها جيشها" في إشارة الى حملة قام بها الجيش على مسافة من الموقع يوم الاحد.
وبينما تحاول الدول الأوروبية تقليل أثر اي عقوبات مستقبلية على روسيا على اقتصاداتها فإن وزارة الخارجية الأمريكية سعت الى تقوية حجتها للدفع من أجل اتخاذ إجراءات اكثر صرامة ونشرت صورا قالت إنها تظهر أن القوات الروسية أطلقت النار عبر الحدود على الجيش الأوكراني الأسبوع الماضي.
وقالت الوزارة ان الصور التي تظهر آثارا على الأرض لما قالت إنها مواقع إطلاق وحفر من أثر سقوط صواريخ حول مواقع عسكرية أوكرانية تشير الى إطلاق النار من منصات إطلاق صواريخ متعددة الفوهات.
وأضافت أن الصور تقدم أدلة على أن الانفصاليين الموالين لروسيا داخل أوكرانيا أطلقوا النار على القوات الأوكرانية باستخدام مدفعية ثقيلة مقدمة من روسيا.
ومن المتوقع أن يحاول أعضاء الاتحاد الأوروبي الذين أغضبهم سقوط الطائرة ومقتل 298 شخصا كانوا على متنها التوصل الى اتفاق نهائي بحلول يوم الثلاثاء بشأن إجراءات تشمل إغلاق أسواق المال في الاتحاد امام البنوك الحكومية الروسية وحظرا على مبيعات الأسلحة وقيودا على تكنولوجيا الطاقة.
وأضاف الاتحاد يوم الجمعة أسماء جديدة لقائمتيه للشركات والأفراد الذين يخضعون لحظر السفر وتجميد الأصول لضلوعهم في الأحداث في أوكرانيا وربما يتفق الأعضاء على توسعة القائمتين يوم الاثنين.
وقالت واشنطن التي كان لها السبق في فرض عقوبات على شركات وأفراد في روسيا إن من المرجح أن تتبع اي عقوبات جديدة من الاتحاد الأوروبي بفرض عقوبات أمريكية إضافية.
وقالت الحكومة الأوكرانية إن قواتها تتقدم نحو موقع الكارثة لتحريره من قبضة المتمردين الذين عرقلوا عمل المراقبين الدوليين والذين تتهمهم كييف بالعبث في الأدلة التي تشير إلى مصدر اطلاق النار.
وقال أندري ليسينكو المتحدث باسم مجلس الأمن الوطني في أوكرانيا "كل قواتنا تستهدف الوصول إلى هناك وتحرير هذه الأرض حتى نضمن قدرة الخبراء الدوليين على اجراء تحقيق بشأن الموقع بنسبة 100 بالمئة والحصول على كل الأدلة المطلوبة لاستنتاج السبب الحقيقي لهذه المأساة."
وقال مراقبون دوليون إن القتال نفسه قد يؤثر على موقع تحطم الطائرة وهو ما يسلط الضوء على التعقيد المتزايد لمحاولة معرفة المسؤول عن اسقاط الطائرة.
وفي دونيتسك قال ألكسندر هاج نائب رئيس بعثة المراقبة في أوكرانيا التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا للصحفيين إن المراقبين لن يزوروا الموقع يوم الأحد.
وأضاف "الوضع على الأرض يبدو غير آمن.. لذا قررنا الذهاب هناك صباح الغد."
وقال "القتال في المنطقة سيؤثر على الأرجح على موقع التحطم."
وأضاف المتحدث باسم المنظمة أن المراقبين سيحاولون مرة أخرى غدا.
واشتد القتال في خمسة أماكن على الأقل يوم الاحد وقال مسؤولون صحيون في منطقة دونيتسك إن 13 شخصا قتلوا في اشتباكات في بلدة هورليفكا.
وقال ليسينكو إن القوات الحكومية تتقدم شرقا من بلدة ماكيفكا نحو بلدة شاختارسك قرب موقع تحطم الطائرة. وقال سكان البلدة إنها تعرضت لضربات جوية.
وأضاف في مؤتمر صحفي في كييف "جيشنا يتقدم والقتال مستمر كل يوم وكل ليلة وحرروا بالفعل ثلثي الأرض."
لكن وزير خارجية اوكرانيا بفالو كليمكين قال إن الجيش الأوكراني ملتزم بمنطقة حظر جوي نطاقها 20 كيلومترا من الموقع.
وقالت وزارة الخارجية الروسية إن وزير الخارجية سيرجي لافروف ونظيره الأمريكي جون كيري اتفقا على الحاجة الى التوصل سريعا الى وقف لإطلاق النار فيما وصفته بأنه "صراع داخلي".
وفي وقت سابق يوم الأحد قال رئيس الوزراء الماليزي نجيب عبد الرزاق إن اتفاقا مع بوروداي زعيم الانفصاليين "سيوفر الحماية للمحققين الدوليين" للعثور على بقية الرفات وتأكيد سبب تحطم الطائرة.
وأرسلت منظمة الأمن والتعاون في أوروبا فريقا لمراقبة الموقع قبل اجراء التحقيق.
وأضاف نجيب في بيان أصدره مكتبه "أتمنى أن يضمن هذا الاتفاق مع السيد بوروداي الأمن على الأرض حتى يتمكن المحققون الدوليون من القيام بعملهم."
وتابع أن الدول الثلاث المتضررة جراء الحادث وهي ماليزيا واستراليا وهولندا شكلت قوة شرطية لتأمين الموقع.
وكانت الطائرة التي لقي كل من كان على متنها حتفهم ومجموعهم 298 شخصا وهي من طراز بوينج 777 في رحلة من أمستردام إلى كوالالمبور يوم 17 يوليو تموز حين اسقطت. ومن بين الضحايا 193 هولنديا و43 ماليزيا و28 استراليا.
وقال رئيس الوزراء الاسترالي توني أبوت في كانبيرا إن قوة شرطية غير مسلحة تقودها هولندا وتتشكل من نحو 49 ضابطا ستسافر إلى موقع تحطم الطائرة.
وأضاف أن القوة التي تضم 11 استراليا ستبقى هناك "حتى يتسنى انجاز مهمة مكتملة" لكنه توقع ألا تزيد المدة عن ثلاثة أسابيع.
(إعداد دينا عادل للنشرة العربية - تحرير)