💼 احمِ محفظتك مع اختيارات الأسهم المدعومة بالذكاء الاصطناعي من InvestingPro - الآن خصم يصل إلى 50% احصل على الخصم

احتدام المعركة قرب حلب واستمرار الغارات الجوية

تم النشر 24/09/2016, 22:59
© Reuters. القوات الحكومية السورية تتقدم في إطار هجوم كبير على حلب

من توم بيري

بيروت (رويترز) - خاضت الحكومة السورية والمعارضة المسلحة قتالا للسيطرة على ربوة مرتفعة على مشارف مدينة حلب يوم السبت في الوقت الذي قصفت فيه الطائرات الحربية شرق المدينة الخاضع لسيطرة المعارضة بلا هوادة في إطار هجوم تدعمه روسيا ألقى بظلاله على سياسة واشنطن بشأن سوريا.

وفي أول تقدم بري كبير في الهجوم انتزع الجيش السوري والجماعات المتحالفة معه السيطرة على مخيم حندرات للاجئين الفلسطينيين والذي يبعد بضعة كيلومترات شمالي حلب لكن مقاتلي المعارضة شنوا هجوما مضادا مع حلول الليل.

وقال مسؤول كبير بالمعارضة لرويترز "المقاتلون يخوضون معارك شرسة لأنها معركة وجود".

وقال مقاتلو المعارضة إنهم استعادوا جزءا من المخيم أو كله وهو إدعاء نفاه قائد جماعة موالية لدمشق.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن المعركة مستمرة.

وتعد هذه المعركة الأكبر في حلب منذ إعلان الجيش يوم الخميس عن شن هجوم جديد لبسط سيطرته الكاملة على المدينة. ويستخدم الجيش ضربات جوية عنيفة أدت إلى مقتل عشرات الأشخاص في شرق المدينة الخاضع لسيطرة المعارضة.

وقد يكون الهجوم على حلب حيث يعيش أكثر من 250 ألف مدني تحت الحصار في القطاع الخاضع لسيطرة المعارضة أكبر معركة حتى الآن في الحرب التي حصدت أرواح مئات الآلاف من الأشخاص وشردت 11 مليون شخص.

وبعد أسبوعين من إعلان موسكو وواشنطن عن وقف لإطلاق النار بدأ الرئيس بشار الأسد وحلفاؤه الروس والإيرانيون حملة لتحقيق نصر حاسم في ساحة المعركة مما بدد أي أمل للحل الدبلوماسي.

وظل وزير الخارجية الأمريكي جون كيري يناشد روسيا الأسبوع الماضي وقف الضربات لكن النداء قوبل بالتجاهل. ويقول السكان إنهم يتعرضون لأشرس قصف منذ بدء الحرب وإنه تستخدم فيه قنابل أقوى.

وذكر مسؤولون في المعارضة أن ضربات جوية عنيفة أصابت أربع مناطق على الأقل في شرق حلب اليوم السبت وإنهم يعتقدون أن طائرات روسية تنفذ أغلب الضربات. وأظهرت لقطات فيديو لمواقع الانفجارات حفرا عميقة وواسعة.

وقال عمار السلمو مدير الدفاع المدني في شرق حلب لرويترز صباح السبت "الآن هناك طيران في الجو."

وأضاف أن فرق الدفاع المدني تتعامل مع الأحداث لكنها لا تكفي لتغطية هذا الكم الكارثي.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن 45 شخصا على الأقل بينهم عشرة أطفال قتلوا في شرق حلب اليوم السبت. وقال السلمو إن عدد القتلى خلال يومين بلغ أكثر من 200.

ويقول الجيش السوري إنه لا يستهدف سوى المتشددين.

وتدور الحرب منذ ست سنوات تقريبا وانهارت كل الجهود الدبلوماسية الرامية لإنهائها. وأصبح نصف سكان سوريا بلا مأوى جراء الحرب التي جرت إليها قوى عالمية ودولا إقليمية فيما استغل تنظيم الدولة الإسلامية -العدو لكل الأطراف الأخرى- الوضع وسيطر على قطاعات من سوريا والعراق المجاور.

وفي معظم تلك الأوقات كانت القوى العالمية مقتنعة على الأرجح بعدم قدرة الأسد أو خصومه على تحقيق نصر حاسم في ساحة المعركة.

لكن قرار روسيا بالتخلي على الأرجح عن عملية السلام هذا الأسبوع يعكس تغيرا في تلك الحسابات مع توقعات بأن النصر بات قريبا على الأقل في المدن الغربية حيث يعيش الأغلبية الساحقة من السوريين.

وتحسن موقف الأسد قبل عام عندما انضمت روسيا للحرب إلى جانبه. وتعمل واشنطن منذ ذلك الحين جاهدة مع موسكو للتوصل إلى تسوية سلمية وأفضى ذلك إلى إبرام اتفاقين لوقف إطلاق النار. ولكن الاتفاقين لم يصمدا طويلا حيث لم يبد الأسد أي دلالة على التوصل إلى تسوية مستغلا على الأرجح الفرص لتحقيق المزيد من النجاحات في ساحة القتال.

وتقول موسكو إن واشنطن لم تف بالمطلوب منها بموجب الاتفاق والمتمثل في فصل المعارضين الرئيسيين عن المتشددين.

وخارج حلب تم صد المقاتلين المناهضين للأسد وإبعادهم إلى المناطق الريفية. لكنهم ما زالوا يحتفظون بقوة قتالية مؤثرة وظهر ذلك بالتقدم الذي أحرزوه يوم السبت.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن المعارضة المسلحة ومنها جماعة جند الأقصى سيطرت على قريتين في محافظة حماة الشمالية وهي منطقة لها أهمية استراتيجية وقريبة من المعقل الساحلي للأقلية العلوية التي ينتمي لها الأسد.

وقال مصدر عسكري سوري إن الجيش يخوض "معارك شرسة" حول القريتين وهما معان والكبارية.

وقال قيادي بالمعارضة لرويترز إنه يتوقع أن يحصل المقاتلون على المزيد من الأسلحة من الدول الراعية للتصدي لأحدث هجوم للحكومة رغم أنه لا توجد أي دلالة على أن المعارضة ستحصل على أسلحة متقدمة مثل الصواريخ المضادة للطائرات التي تطالب بها المعارضة منذ وقت طويل.

وقال القيادي فارس البيوش قائد جماعة الفرقة الشمالية "هناك مؤشرات وهناك بعض الوعود" بالحصول على المزيد من الأسلحة رغم إنه لا يتوقع سوى "زيادة طفيفة". وأضاف أنه يتوقع الحصول على المزيد من الأسلحة الثقيلة "كراجمات صواريخ ومدفعية".

فظائع وحشية

حاصرت دمشق وحلفاؤها ومن بينهم مقاتلون شيعة من إيران والعراق ولبنان المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة شيئا فشيئا هذا العام وحققت هدفها بحصار المنطقة بالكامل هذا الصيف بدعم جوي من روسيا.

وقال قائد جماعة عراقية مقاتلة موالية للحكومة السورية في منطقة حلب لرويترز إن الهدف هو السيطرة على حلب بأكملها خلال أسبوع.

وقال دبلوماسي غربي يوم الجمعة إن السبيل الوحيد لسيطرة الحكومة على المنطقة بسرعة هو تدميرها بالكامل "بطريقة فظيعة ووحشية ستترك آثارا لأجيال".

وقال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون إن بان ندد بما وصفه "بالتصعيد العسكري المخيف" في حلب.

وقالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) إن القصف دمر محطة ضخ توفر المياه لشرق حلب الخاضع لسيطرة المعارضة وإن مقاتلي المعارضة ردوا بإغلاق محطة تزود بقية المدينة بالماء مما يحرم مليوني شخص من الحصول على مياه للشرب.

وقال المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية طارق جسارفيتش يوم السبت إن شبكة المياه تعمل "في نحو 80 في المئة من المدينة-في الجانبين."

وقال مصدر عسكري سوري لرويترز إن العملية التي تم الإعلان عنها في وقت متأخر من مساء الخميس مستمرة وفقا للخطة الموضوعة. وأضاف يوم الجمعة أنها قد تستمر لفترة.

ولدى سؤاله عن الأسلحة المستخدمة قال "يستخدم الجيش أسلحة تتناسب مع طبيعة الأهداف التي يتم ضربها للمجموعات الإرهابية وحسب نوع التحصينات" مثل الأنفاق والمخابئ و"تحديدا مقرات قيادة المجموعات".

© Reuters. القوات الحكومية السورية تتقدم في إطار هجوم كبير على حلب

وفي كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك قال وزير الخارجية السوري وليد المعلم يوم السبت إن إيمان الحكومة السورية بالنصر أصبح الآن أكبر من أي وقت مضى وإن الجيش السوري "يحقق انجازات كبيرة في الحرب على الإرهاب".

(إعداد حسن عمار للنشرة العربية - تحرير أحمد حسن)

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.