💼 احمِ محفظتك مع اختيارات الأسهم المدعومة بالذكاء الاصطناعي من InvestingPro - الآن خصم يصل إلى 50% احصل على الخصم

سوريا تواصل حملتها على الدولة الإسلامية بعد استعادة تدمر

تم النشر 28/03/2016, 22:20
© Reuters. سوريا تواصل حملتها على الدولة الإسلامية بعد استعادة تدمر

من ليزا بارينجتون

بيروت (رويترز) - قاتلت قوات الحكومة السورية مدعومة بغارات جوية روسية مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية في محيط تدمر يوم الاثنين في محاولة لتعزيز مكاسبها بعد أن استعادت السيطرة على المدينة الأثرية التي نسف التنظيم المتشدد عددا من معابدها الأثرية.

وتمثل خسارة الدولة الإسلامية لتدمر إحدى أكبر الانتكاسات التي مني بها التنظيم المتشدد منذ أن أعلن الخلافة عام 2014 في مساحات واسعة من سوريا والعراق. وتمثل استعادة الحكومة السورية لتدمر أيضا انتصارا كبيرا للرئيس السوري بشار الأسد وحليفته روسيا.

وقال الجيش السوري إن المدينة التي تضم بعضا من أهم آثار الإمبراطورية الرومانية ستصبح "قاعدة ارتكاز لتوسيع العمليات العسكرية" ضد التنظيم في محافظتي الرقة ودير الزور باتجاه الشرق.

وقالت وسائل إعلام سورية يوم الاثنين إن مطار تدمر العسكري فُتح الآن أمام حركة الطيران بعد أن قام الجيش بتطهير المنطقة المحيطة من مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية.

وقال فواز جرجس خبير شؤون الشرق الأوسط في كلية لندن للاقتصاد "الآن ثمة التقاء للمصالح عالميا بشأن حقيقة الحاجة الفعلية إلى مواجهة الدولة الإسلامية. هذه هزيمة استراتيجية للدولة الإسلامية وبالتالي هو نصر استراتيجي للأسد وبوتين... يصب ذلك في رواية الأسد القائلة بأن سوريا حصن ضد الدولة الإسلامية."

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان الذي يتابع الحرب ومقره بريطانيا إن اشتباكات وقعت شمال شرقي تدمر بين مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية وقوات متحالفة مع الحكومة بدعم من غارات جوية سورية وروسية.

وأضاف المرصد أن غارات جوية يعتقد أنها روسية استهدفت أيضا الطريق المتجه شرقا من تدمر باتجاه دير الزور وأن اشتباكات وقعت يوم الاثنين حول مدينة القريتين الخاضعة لسيطرة الدولة الإسلامية على بعد 100 كيلومتر إلى الغرب من تدمر. وتحاول الحكومة السورية استعادة القريتين منذ أن استولت الدولة الإسلامية عليها في أغسطس آب الماضي.

وقال بان جي مون الأمين العام للأمم المتحدة متحدثا من عمان "شعرت بالتفاؤل" إزاء قدرة قوات الحكومة السورية على طرد تنظيم الدولة الإسلامية من تدمر وبأنه أصبح من الممكن الآن حماية التراث الحضاري للمدينة.

لكن المعارضة السورية قالت إنها تخشى أن تكون القوات الموالية للرئيس بشار الأسد تستغل وقف العمليات القتالية في الصراع الأوسع لتحقيق مكاسب على الأرض.

وقال رياض نعسان أغا عضو الهيئة العليا للمفاوضات المعارضة في اتصال هاتفي مع رويترز "وأخشى من أمر واحد أن خرق الهدنة سيتيح لنظام الأسد أن يقضم ما تبقى من سوريا بعد تحريره المناطق التي تسيطر عليها داعش (الدولة الإسلامية) والنصرة."

والهدنة التي قبلتها حكومة الأسد وغالبية أعدائه هي الأولى من نوعها منذ بدء الحرب قبل خمس سنوات ورافقتها أول محادثات سلام تحضرها الأطراف المتحاربة. ولا تنطبق الهدنة على المناطق التي يسيطر عليها مقاتلو تنظيم الدولة الإسلامية أو جبهة النصرة جناح تنظيم القاعدة في سوريا.

* الموقف التفاوضي

على الأرجح ستستغل الحكومة السورية انتصارها في تدمر لتعزيز موقفها التفاوضي في محادثات السلام في جنيف من خلال تأكيدها على أنها شريك ضروري في الحرب ضد الدولة الإسلامية.

وتقود الولايات المتحدة حملة ضربات جوية دولية ضد الدولة الإسلامية في سوريا والعراق. وتقول واشنطن إنها ترفض التعاون مع حكومة الأسد لكنها ذكرت أنها نفذت ضربات جوية حول تدمر مرة واحدة على الأقل الأسبوع الماضي بينما كانت دمشق تحرز تقدمها.

وقال بشار الجعفري مبعوث سوريا لمحادثات جنيف في مقابلة مع قناة الميادين التلفزيونية ومقرها لبنان إن الوقت قد حان لقوى من بينها واشنطن للانضمام إلى موسكو في التعاون مع دمشق.

وقال الجعفري "نحن مع إنشاء تحالف دولي لمكافحة الإرهاب لكن بالتنسيق مع الحكومة السورية... ليس لدينا مانع أن نتحالف مع أمريكا لكن يكون بالتنسيق مع سوريا."

وقلب التدخل الروسي في مجريات الحرب السورية الموازين لصالح الأسد. وبرغم إعلان موسكو عن سحب معظم قواتها العسكرية قبل أسبوعين فإن المقاتلات وطائرات الهليكوبتر الروسية واصلت شن عشرات الغارات الجوية يوميا على تدمر مع بدء حملة الجيش.

وقالت روسيا إنها ستساعد في تأمين تدمر وإزالة الألغام بعد الحملة وقال الكرملين يوم الاثنين إن سلاح الجو الروسي سيواصل دعم قوات الحكومة السورية.

لكن القوات الروسية مازالت تظهر مؤشرات على انسحابها الجزئي من سوريا. وقالت قناة روسيا 24 التلفزيونية الحكومية يوم الاثنين إن ثلاث طائرات هليكوبتر هجومية ثقيلة غادرت قاعدة حميميم الجوية الروسية في سوريا عائدة إلى روسيا.

* هزائم الدولة الإسلامية

قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن أغلب مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية فروا من تدمر يوم الأحد لكن بقي عدد من المقاتلين في المدينة. وقال رامي عبد الرحمن مدير المرصد إن أغلب السكان فروا قبل هجوم الحكومة وإنه لم يسمع بسقوط قتلى من المدنيين.

وقال عبد الرحمن إن 417 من مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية قتلوا وفقا للمعلومات المعروفة حتى الآن في حملة استعادة تدمر وإن نحو 194 قتلوا على جانب الحكومة السورية. ولم يتسن التحقق من الأرقام من مصدر مستقل.

ونسف متشددو الدولة الإسلامية عددا من المواقع الأثرية العام الماضي وبث التلفزيون السوري لقطات أمس الأحد من داخل متحف تدمر أظهرت تماثيل مهشمة وعددا من واجهات العرض المحطمة.

لكن مأمون عبد الكريم مدير عام الآثار والمتاحف في سوريا قال إن مواقع أثرية أخرى ما زالت قائمة وتعهد بإعادة الآثار المتضررة إلى سابق عهدها فضلا عن استعادة ما نهب منها.

وأضاف لرويترز يوم الأحد "تدمر أصبحت محررة. هذا نهاية التدمير في مدينة تدمر. كم مرة بكينا على تدمر وكم مرة شعرنا باليأس؟ ولكن لم نفقد الأمل."

ويأتي إخراج الدولة الإسلامية من تدمر بعد ثلاثة أشهر من طرد مقاتلي التنظيم من مدينة الرمادي العراقية. وخسر التنظيم بعض الأراضي أيضا في أماكن أخرى منها مدينة تكريت العراقية العام الماضي ومدينة الشدادي السورية في فبراير شباط فيما يحاول خصومه قطع صلات التنظيم بمركزي القوة الرئيسيين له وهما مدينة الموصل العراقية ومدينة الرقة السورية.

© Reuters. سوريا تواصل حملتها على الدولة الإسلامية بعد استعادة تدمر

وقالت الولايات المتحدة يوم الجمعة إنها تعتقد أنها قتلت عددا من كبار مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية منهم عبد الرحمن القادولي الذي يوصف بأنه أكبر مسؤول مالي في التنظيم ومساعد لقائده أبو بكر البغدادي.

(إعداد محمد اليماني للنشرة العربية- تحرير سيف الدين حمدان)

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.