من ستيفن كالين وإيزابيل كولز
الموصل (العراق) (رويترز) - بدأت قوات الأمن العراقية يوم الخميس المرحلة الثانية من هجومها على مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية في الموصل متقدمة من ثلاث جهات إلى الأحياء الشرقية حيث كان القتال في حالة جمود منذ نحو شهر.
ومنذ بدء الهجوم لاستعادة السيطرة على المدينة قبل نحو عشرة أسابيع استعادت قوات عراقية خاصة ربع الموصل آخر معقل كبير للمتشددين في العراق لكن تقدمها كان بطيئا. ولم تحرز القوات تقدما يذكر على جبهات أخرى.
ودخلت الحملة - وهي أكبر عملية برية في العراق منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة في عام 2003 - أول توقف رئيسي لها في وقت سابق هذا الشهر.
لكن يوم الخميس دخل أكثر من خمسة آلاف من الجنود وقوات الشرطة الاتحادية الذين أعيد نشرهم من المشارف الجنوبية للموصل ستة أحياء في جنوب شرق المدينة في حين تقدمت قوات مكافحة الإرهاب في حي القدس وحي الكرامة بعد أن تلقت تعزيزات.
وتقدمت قوات الجيش في الوقت نفسه باتجاه الحدود الشمالية للمدينة. وشوهد مستشارون من الجيش الأمريكي يراقبون العمليات.
وقال الفريق الركن علي الفريجي الذي يشرف على عمليات الجيش في الشمال لرويترز إن الجبهات الثلاث بدأت في التقدم صوب وسط المدينة في الساعة السابعة من صباح الخميس وإن العملية ستستمر يومي الخميس والجمعة وحتى يتم تحرير الجانب الشرقي من المدينة بالكامل.
ومن المرجح أن يضع سقوط الموصل حدا لطموح التنظيم في بسط حكمه على الملايين في دولة الخلافة التي أعلنها غير أنه قد يظل بوسع مقاتليه شن حرب عصابات تقليدية في العراق والتخطيط لشن هجمات على الغرب أو الإيعاز بشنها.
وقال ضابط من قوة الرد السريع وهي وحدة تابعة لوزارة الداخلية يوم الخميس إن قواته تتقدم إلى جانب قوات الشرطة الاتحادية في حي الانتصار بالموصل. وأضاف أن تنظيم الدولة الإسلامية قاوم بنيران القناصة والمدافع الرشاشة.
وتصاعد عمود من الدخان الأبيض الناتج على الأرجح عن ضربة جوية من حي في الجنوب الشرقي صباح الخميس في حين سمع إطلاق نار كثيف على الجبهة الشمالية وأعطب الجيش العراقي سيارة ملغومة يقودها انتحاري قبل أن تصل إلى هدفها.
وقال التلفزيون الحكومي إن دفاعات تنظيم الدولة الإسلامية تنهار في أحياء السلام والانتصار والوحدة وفلسطين والقدس وإن جثث المقاتلين تملأ الشوارع هناك.
ومن الصعب التحقق من الروايات الحكومية بعد أن فرضت السلطات قيودا بشكل متزايد على وصول وسائل الإعلام الأجنبية إلى جبهات القتال والمناطق التي يتم استعادتها من تنظيم الدولة الإسلامية في الموصل وحولها دون إبداء أسباب.
ولم يدخل الجيش الجانب الغربي من المدينة حيث من المرجح أن تعطل الأسواق القديمة والأزقة الضيقة التي يرجع تاريخها إلى أكثر من ألفي عام تقدم قواته.
* مشاركة أمريكية أقوى
يشارك في معركة الموصل 100 ألف من القوات العراقية وقوات الأمن الكردية وفصائل شيعية.
وقال قادة عسكريون أمريكيون في الأسابيع القليلة الماضية إن المستشارين العسكريين الأمريكيين سيندمجون بدرجة أكبر مع القوات العراقية.
وشوهد بعضهم على سطح مبنى خلف الخطوط الأمامية يوم الخميس وهم يوجهون النصح للقادة العراقيين ويراقبون العمليات.
وقال ضابط من الجيش إن القوات العراقية لم تتكبد خسائر تذكر حتى الآن.
وأضاف "أوامر القادة الكبار واضحة: لا توقف لا تراجع حتى نصل إلى الجسر الرابع وننضم إلى وحدات مكافحة الإرهاب."
وقصف التحالف الجسر الأخير الباقي الذي يربط شرق الموصل بغربها في وقت متأخر من مساء يوم الاثنين ليصعب على التنظيم المتشدد إعادة نشر قواته أو إمداد مقاتليه عبر نهر دجلة.
وقال المتحدث العسكري يحيى رسول للتلفزيون الحكومي "العدو معزول حاليا في الساحل الأيسر. في الأيام القادمة ستحرر القوات العراقية كل الساحل الأيسر لمدينة الموصل وبعد ذلك سنحرر الأيمن."
وسبق وأن أبدت الأمم المتحدة قلقها من أن يعرقل تدمير جسور الموصل عمليات إجلاء المدنيين. ويعتقد أن ما يصل إلى 1.5 مليون شخص ما زالوا داخل المدينة.
وخرج ثلاثة من السكان من قرية شمالية يوم الخميس منهم رجل مسن جلس في الطريق يبكي. وقال إن التنظيم المتشدد قتل زوجته بالرصاص عندما خرجت تجلب الماء في اليوم السابق. وفتشت القوات العراقية المدنيين وتركتهم يواصلوا طريقهم إلى قرية قريبة.
وسيطر التنظيم على الموصل منذ أن أخرج مقاتلوه الجيش العراقي من مناطق واسعة في شمال العراق وغربه في يونيو حزيران عام 2014 لتصبح أكبر مدينة تسقط في يده في العراق وسوريا.
وهذا الأسبوع قال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي - الذي سبق أن تعهد باسترداد الموصل قبل نهاية العام - إن هزيمة الدولة الإسلامية في العراق تحتاج ثلاثة أشهر أخرى.
وتعطلت العملية بسبب السعي لتجنب سقوط ضحايا من المدنيين الذين بقي أغلبهم في المنازل ولم يفروا من المدينة كما كان متوقعا في بادئ الأمر.
(إعداد لبنى صبري للنشرة العربية - تحرير مصطفى صالح)