💼 احمِ محفظتك مع اختيارات الأسهم المدعومة بالذكاء الاصطناعي من InvestingPro - الآن خصم يصل إلى 50% احصل على الخصم

القوات العراقية تناضل لتمييز العدو عن الصديق في معارك الشوارع في الموصل

تم النشر 18/11/2016, 01:01
© Reuters. القوات العراقية تناضل لتمييز العدو عن الصديق في معارك الشوارع في الموصل

من ستيفن كالين

الموصل (العراق) (رويترز) - انعطفت سيارة مدرعة بألواح معدنية ويقودها انتحاري إلى شارع رئيسي مملوء بالجنود في شرق الموصل وتحولت لكرة من اللهب مما أسفر عن سقوط عدد من القتلى والمصابين.

وفيما تقدمت السيارة في الطريق مزقتها رصاصات القوات العراقية ردا على أحدث هجوم مضاد من تنظيم الدولة الإسلامية ضد مساعيها لاستعادة السيطرة على المدينة الواقعة شمال البلاد.

هذه الواقعة وما تلاها يوم الخميس كانت معبرة عن التحديات التي يواجهها الجيش العراقي المدعوم من الولايات المتحدة في قتاله ضد عدو مستعد للانتحار للدفاع عن آخر معقل رئيسي له في البلاد فيما هو محاط بما يزيد كثيرا عن مليون مدني.

وفتحت القوات الخاصة المعنية بمكافحة الإرهاب والمنتشرة على تقاطعات الطرق النار من الأسلحة الرشاشة بكثافة على أهداف على بعد بضع مئات من الأمتار. ويتحرك قناصة محترفون يرتدون السواد عبر أسطح المنازل أو يطلقون النيران من منازل ببنادقهم الكلاشنيكوف.

وبعد ساعة استهدفت ضربة جوية من التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة موقعا لإطلاق قذائف المورتر تابع للدولة الإسلامية قبل أن يطلق الجنود أكثر من عشر قذائف مورتر من جانبهم في محاولة للقضاء على مسلح رصدوه وبدا أنه يقترب منهم.

واجتذبت طائرة تجارية بدون طيار تحلق فوقهم طلقات النار من القوات التي لم تكن متأكدة مما إذا كانت تلك الطائرة تتبع الدولة الإسلامية أم الجيش العراقي.

وفي أثناء كل ذلك يهرب العشرات من السكان الذين يحملون حقائب الظهر وحقائب التسوق وحتى الأواني عبر جبهات القتال فيما جثم المئات داخل منازلهم في مناطق استعادها الجيش في اليوم السابق.

وأجبر الوجود المكثف للمدنيين في الموصل - وهي ثاني أكبر مدن العراق - الحكومة على إبطاء وتيرة حملتها التي طوقت المدينة تقريبا لكنها لم تخترق دفاعات المتشددين حتى الآن إلا من الجهة الشرقية.

وكثيرا ما يوجه الجيش موارد لتوفير الطعام والنقل والرعاية الطبية للمدنين العالقين وسط المعارك. ويضطر الجنود باستمرار لاتخاذ قرارات صعبة بشأن ما إذا كانوا سيخاطرون بأرواحهم بإعطاء السكان ميزة الشك أو فتح النار على من قد يكونوا مدنيين أبرياء.

وقال جندي من قوات مكافحة الإرهاب الخاصة وهو يقف على الطريق الرئيسي في حي التحرير الذي انفجرت فيه السيارة قبل دقائق "لا يُسمح بمرور أي سيارة من هنا ... سنطلق النار على أي سيارة نراها تتحرك حتى وإن كانت تقل عائلة بداخلها لأن هناك احتمال ليس بالقليل أن ركابها يرتدون أحزمة ناسفة."

وقال صبي يجمع طلقات الأسلحة الرشاشة التي لم تستخدم من الطريق أثناء الاشتباكات "لقد دمروا الحي" دون أن يوضح أي طرف يلوم على الدمار.

* مخبرون

قال النقيب حسام العبودي الذي كان يصدر الأوامر للجنود في حي التحرير يوم الخميس إن اختلاط عناصر الدولة الإسلامية بالسكان أبطأ مساعي الجيش لهزيمة العدو الشرس لكن لم يوقفها مع حماية المدنيين .

وأضاف لرويترز أن لديهم مصادر وأسماء لمقاتلي الدولة الإسلامية ويعرفونهم مشيرا إلى أن السكان يزودونهم بالمعلومات مثل أن يأتي أحدهم ويقول "داعش وضع قناصا أعلى منزلي".

في وقت سابق من يوم الخميس اقترب رجل في حي الزهراء المجاور الذي استعاده الجيش في وقت سابق من هذا الأسبوع من سيارة همفي سوداء تابعة للجيش لإبلاغهم بمعلومة.

وقال لسائقها عبر النافذة المجاورة له "الليلة الماضية في حوالي الساعة 11 سمعت جدالا عاليا في ذلك المنزل ... نعم لونه أحمر. إنه منزل لداعش. أنتم يا شباب بحاجة لتفتيشه."

ولم يتضح إن كانت المعلومة التي أبلغها لهم قد أسفرت عن أي نتائج لكن مقدما في قوات مكافحة الإرهاب قال لرويترز إن رجاله في يوم سابق اعتقلوا أربعة من مسلحي الدولة الإسلامية كانوا مختبئين في منزل في حي الزهراء بناء على معلومة قدمها لهم مخبر آخر.

ويعتمد العراقيون على المخبرين من داخل المدينة في المناطق التي لا تزال الدولة الإسلامية تسيطر عليها وفي المناطق التي استعادها الجيش لتقديم معلومات عن كل شيء بدءا من موقع المشاة وصولا إلى عادات وطريقة تفكير كبار القادة.

وقال علاء يوسف (47 عاما) وهو من سكان حي الزهراء إن المدنيين في الموصل عليهم التزام بإخبار الجيش عن مسلحي الدولة الإسلامية الذين اختبأوا داخل المنازل أو حلقوا لحاهم وغيروا ملابسهم للاختفاء وسط المدنيين.

وقال من خارج منزله الذي ضربته قذائف مورتر أطلقتها الدولة الإسلامية قبل يومين "إنها فرصة (المدنيين) الأخيرة ليكون لهم دور ليس فقط في حي التحرير ولكن في الموصل بأسرها."

© Reuters. القوات العراقية تناضل لتمييز العدو عن الصديق في معارك الشوارع في الموصل

وأضاف "إذا لم يتعاونوا ويتكاتفوا معا فسنعود لذات الموقف."

(إعداد سلمى نجم للنشرة العربية - تحرير محمد اليماني)

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.