💼 احمِ محفظتك مع اختيارات الأسهم المدعومة بالذكاء الاصطناعي من InvestingPro - الآن خصم يصل إلى 50% احصل على الخصم

المتشددون الجدد في السعودية.. تدريبهم سيء لكن يصعب وقفهم

تم النشر 13/07/2016, 15:26
© Reuters. المتشددون الجدد في السعودية.. تدريبهم سيء لكن يصعب وقفهم

من أنجوس مكدوال

الرياض (رويترز) - حدت مشاكل فنية من أعداد القتلى الذين سقطوا في ثلاث هجمات انتحارية بالمملكة العربية السعودية لكن التفجيرات كانت منسقة على ما يبدو مما يشير إلى أن الجهاديين يملكون الأدوات اللازمة لمواصلة حملتهم.

فجر ثلاثة شبان سعوديين ستراتهم الناسفة قرب مسجد للشيعة في القطيف يوم الاثنين الماضي فلم يقتلوا إلا أنفسهم بينما نفذ شاب سعودي آخر هجوما انتحاريا قرب المسجد النبوي بالمدينة المنورة مما أسفر عن مقتل أربعة من رجال الشرطة.

وقبل فجر اليوم نفسه فجر سائق باكستاني عمره 34 عاما نفسه في مرأب للسيارات خارج القنصلية الأمريكية في جدة لكنه لم يصب سوى حارسي أمن.

يقول مصطفى العاني وهو خبير أمني عراقي في مركز الخليج للأبحاث الذي يوجد مقره في جدة ويرتبط بصلات بوزارة الداخلية العراقية "من الناحية الفنية هؤلاء ضعفاء. من الناحية النفسية هم ضعفاء جدا. من ناحية التدريب ضعفاء."

وأضاف "قتل أربعة أنفسهم بلا جدوى من جملة خمسة مفجرين انتحاريين."

لكن محللين أمنيين يرون أن تمكن الخمسة من تصنيع سترات ناسفة أو الحصول عليها والتخطيط لثلاث هجمات في ذات اليوم يشير إلى وجود سلسلة قيادة وشبكة إمداد وهو ما يمثل تهديدا هائلا.

لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجمات لكن الحكومة تعتقد أن تنظيم الدولة الإسلامية وراءها بعد أن اعتقلت 19 يشتبه في صلاتهم بالمهاجمين الخمسة.

ويبدو أن التنسيق المصحوب بتدريب سيء من علامات نموذج العمليات التي ينفذها تنظيم الدولة الإسلامية في السعودية الذي ينطوي على تجنيد الراغبين في الجهاد عبر الإنترنت وإدارة المخططات عن بعد دون مشاركة تذكر في التدريب.

يسعى المجند في صفوف التنظيم المتشدد بعد ذلك لأن ينضم له أصدقاء أو أقارب في تنفيذ هجوم بينما يقترح المسؤولون عن توجيهه في سوريا أو العراق الهدف ويقدمون المساعدة بتوفير المتفجرات والإرشادات اللازمة لتصنيع قنبلة.

وباتباع هذا النمط الذي لا يلفت الانتباه فإن من الصعب على قوات الأمن تحديد الشبكات أو كشف الهجمات قبل تنفيذها كما أن استثمار تنظيم الدولة الإسلامية المحدود في العمليات يعني أنه ليس لديه ما يخسره إذا فشل أحد مخططاته.

* خلايا نائمة

وعلى العكس من الوضع خلال حملة تنظيم القاعدة قبل عشر سنوات فإنه لا توجد شبكة من الخلايا المترابطة تحت قيادة مركزية في السعودية يمكن لأجهزة الأمن اختراقها أو تدميرها.

وقال مسؤول أمني سعودي كبير لرويترز العام الماضي "يطلبون من الشبان المكوث في السعودية وتكوين خلايا نائمة وهذا أمر خطير للغاية لأنك لا تدري من هو المنتمي لخلية نائمة ومن الذي سيقوم بهجوم فردي."

وتم العثور على مادة النيتروجلسرين في مواقع كل التفجيرات التي وقعت الأسبوع الماضي وتشير التحقيقات الأولية إلى أن المتفجرات من نوع يستخدمه الجيش.

وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية اللواء منصور التركي إن الشرطة في الوقت الحالي تعتقد أن المتفجرات مصدرها واحد.

وقال العاني "نتحدث عن هجمات منسقة بعناية تحت قيادة مركزية (خارج السعودية) ولها سلسلة إمدادات."

لكنه يرى أن عدم وجود قيادة داخل البلاد قادرة على اختيار المجندين بعناية وتأهيلهم وتوفير التدريب وتصنيع القنابل مركزيا وإعداد المهاجمين نفسيا يعني أن الكثير من عملياتهم غير مؤثرة.

واقتربت الشرطة من المهاجمين في كل من جدة والمدينة في مرأبي سيارات قرب أهدافهم المحتملة لأن التوتر الذي ظهر عليهم أثار ارتيابا. وفجر مهاجم جدة عبوته الناسفة على مسافة بعيدة جدا من رجال الشرطة فلم يسقط منهم أي قتلى.

وقال العاني إن بعد هجوم القطيف عثرت الشرطة على المتفجرات سليمة وهو ما يشير إلى أن المفجر وحده هو الذي انطلق. وقال التركي إنه لا يستطيع تأكيد أن بعض العبوات الناسفة لم تنفجر.

* حملة

نجحت السعودية في تضييق الخناق على تنظيم القاعدة منذ هجماته بين عامي 2003 و2006 وهو ما اضطر تنظيم الدولة الإسلامية للاتجاه إلى نموذج التحكم عن بعد في منفذي هجمات فردية أو خلايا نائمة.

ويقول دبلوماسيون غربيون إن المملكة قامت بواحدة من أكبر عمليات مكافحة الإرهاب في الشرق الأوسط في عهد ولي العهد ووزير الداخلية الأمير محمد بن نايف.

ويراقب جهاز المباحث السعودي عن كثب المواطنين الذين يشتبه في ارتباطهم بصلات بالمتشددين وألقى القبض على أكثر من 15 ألف مشتبه به منذ بدأت حملة تنظيم القاعدة.

ويقول مسؤولون إن معدل الاعتقالات تباطأ قرب نهاية العقد الماضي لكنه تسارع مجددا بعد 2011 حين دفعت انتفاضات الربيع العربي والحروب الأهلية في أجزاء مختلفة من الشرق الأوسط آلاف الشبان السعوديين للسفر إلى الخارج لينضموا للمعركة وإن كثيرين منهم عادوا إلى البلاد فيما بعد.

وقال السفير الأمريكي السابق تشاز فريمان "توصل السعوديون إلى استراتيجية ناجحة للتعامل مع هذا النوع من المشكلات ونفذوا حملة شعبية مؤثرة للتوعية الجماهيرية في المساجد."

وأضاف "الأمر الثاني أن لديهم آليات شديدة الفعالية للأمن الداخلي مكنتهم من رصد الناس خلال عملية تحولهم للإرهاب."

صاحبت الأساليب الأمنية إجراءات أخرى. استعانت ما تسمى بمراكز إعادة التأهيل المخصصة للمتشددين برجال دين لشرح أن طاعة ولي الأمر أهم من القرارات الفردية بالذهاب للدفاع عن المسلمين في الخارج.

في الوقت نفسه أتيح لوسائل الإعلام السعودية إجراء مقابلات مع شبان عادوا من القتال في الخارج أذيعت حكاياتهم عن الواقع الوحشي للحياة بين الجماعات المتشددة في محاولة لإثناء الآخرين عن هذا المسلك.

* مجندون عن طريق الإنترنت

لكن التعاطف تجاه السنة الذين يخوضون الحرب في سوريا صنع جيلا جديدا من الجهاديين السعوديين الشبان.

وهم مؤمنون بفكرة إقامة دولة خلافة إسلامية ويعتبرون أن حكام السعودية ورجال الدين الذين يدعمونهم غير ملتزمين بصحيح الإسلام.

أجبرت الحملة الحكومية تنظيم الدولة الإسلامية على البحث عن سبل جديدة للوصول إلى المجندين المحتملين من على بعد على سبيل المثال من خلال ألعاب كمبيوتر على الإنترنت يصعب على أجهزة الأمن مراقبتها.

تواصل جهاديون مع فتى يدعى محمد عمره 15 عاما ويعيش في الرياض حين كان يلعب على جهاز الكمبيوتر الخاص به ويبعث برسائل للاعبين آخرين عن طريق الإنترنت وفقا لما قاله والده الذي طلب عدم نشر اسمه لرويترز في وقت سابق هذا العام.

كان يتحدث مع شخص بدأ يبعث له برسائل عن الظلم الذي يواجهه السنة في العراق وسوريا ثم قال هذا الشخص "تعال العب معنا على أرض الواقع" ثم أرسل لمحمد بعض الأفلام التي تظهر هجمات لتنظيم الدولة الإسلامية.

حظر والداه اتصال ذلك الشخص بابنهما. ولم يتسن لرويترز التأكد من هوية من تواصل مع محمد.

© Reuters. المتشددون الجدد في السعودية.. تدريبهم سيء لكن يصعب وقفهم

وقال المسؤول الأمني الكبير "تحاول داعش (تنظيم الدولة الإسلامية) أن تكون نشيطة جدا على وسائل التواصل الاجتماعي لكنني أعتقد أننا ننتصر بفضل عملياتهم الحمقاء. كيف يمكن أن تدافع عمن يقتل الأبرياء في المساجد؟"

(إعداد دينا عادل للنشرة العربية - تحرير علا شوقي)

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.