بيروت (رويترز) - قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن مقاتلين سوريين مدعومين من الولايات المتحدة أحرزوا يوم الأربعاء تقدما ضد تنظيم الدولة الإسلامية في آخر مناطق يسيطر عليها التنظيم قرب الحدود التركية ليفتحوا بذلك جبهة رئيسية جديدة بدعم جوي تقوده الولايات المتحدة.
من ناحية أخرى قال مسؤولون أمريكيون لرويترز إن آلاف المقاتلين المدعومين بعدد صغير من أفراد القوات الخاصة الأمريكية شنوا هجوما للسيطرة على منطقة مهمة شمال سوريا كان تنظيم الدولة الإسلامية يستخدمها منذ فترة طويلة كقاعدة لوجيستية. وقد تستغرق العملية أسابيع.
وقال المرصد ومقره بريطانيا إن وحدات حماية الشعب الكردية تمثل أغلب القوات المشاركة في هجوم تحالف قوات سوريا الديمقراطية بهدف مبدئي هو السيطرة على بلدة منبج على عكس ما صرح به مسؤولون أمريكيون بأن أغلب هذه القوات من العرب.
ويعد هذا مهما بالنسبة لتركيا العضو في حلف شمال الأطلسي والتي تعارض أي تعزيز آخر لنفوذ الأكراد السوريين عند خط المواجهة. وتسيطر وحدات حماية الشعب الكردية بالفعل على شريط من الحدود يمتد بشكل متواصل لمسافة 400 كيلومتر.
وقال مسؤول أمريكي إن تركيا أيدت الهجوم. ولم يتسن الحصول على تعليق فوري من مسؤولي تحالف قوات سوريا الديمقراطية أو وحدة حماية الشعب.
وقال المرصد إن غارات جوية شُنت بقيادة الولايات المتحدة لدعم العملية البرية أدت إلى قتل 15 مدنيا بينهم ثلاثة أطفال قرب منبج خلال الأربع والعشرين ساعة الأخيرة.
وأضاف إن مقاتلي تحالف سوريا الديمقراطية سيطروا على 16 قرية وإنهم على بعد 15 كيلومترا من منبج.
ويمثل طرد تنظيم الدولة الإسلامية من آخر معقل متبق له على الحدود التركية أحد أولويات الحملة التي تقودها الولايات المتحدة ضد التنظيم. ويسيطر التنظيم على نحو 80 كيلومترا من الحدود الممتدة غربا من جرابلس .
وتشن جماعات معارضة سورية مسلحة يعتبرها الغرب معتدلة هجوما منفصلا آخر ضد تنظيم الدولة الإسلامية في نفس المنطقة ولكن تجاه الغرب بشكل أكبر قرب أعزاز. وثبت صعوبة التقدم مع شن تنظيم الدولة الإسلامية هجمات مضادة بشكل متكرر.
* الحدود التركية
قال المسؤولون الأمريكيون إن العملية بدأت يوم الثلاثاء وتهدف إلى وقف وصول تنظيم الدولة الإسلامية إلى الأراضي التي طالما استخدمها المتشددون كقاعدة لوجيستية لنقل المقاتلين الأجانب من وإلى أوروبا.
وقال أحد المسؤولين العسكريين الأمريكيين "إنها مهمة لأنها آخر مركز لهم" إلى أوروبا.
وقال المسؤولون الأمريكيون إن مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية لا تمثل سوى ما يترواح بين خمس أو سدس إجمالي القوة.
وتعتبر تركيا وحدات حماية الشعب السورية الكردية جماعة إرهابية بسبب علاقاتها بحزب العمال الكردستاني الذين يشن أعمال عنف في جنوب شرق تركيا.
وقال المسؤلون الأمريكيون إن وحدات حماية الشعب الكردية ستقاتل فقط من أجل المساعدة في طرد الدولة الإسلامية من المنطقة المحيطة بمنبج. وأشارت خطط العمليات إلى أن المقاتلين السوريين العرب هم الذين سيعملون على بسط الاستقرار في منبج وتأمينها بمجرد طرد الدولة الإسلامية.
وقال المسؤولون "بعد أن يسيطروا على منبج. الاتفاق ألا تبقى وحدات حماية الشعب الكردية... ولذلك ستكون القوات العربية تسيطر على أراض عربية تقليدية."
ولكن رامي عبد الرحمن مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان قال إن "الغالبية من الوحدات وهي عملية الوحدات بالأساس" في إشارة إلى وحدات حماية الشعب الكردية.
(إعداد أحمد صبحي خليفة للنشرة العربية - تحرير علا شوقي)