💼 احمِ محفظتك مع اختيارات الأسهم المدعومة بالذكاء الاصطناعي من InvestingPro - الآن خصم يصل إلى 50% احصل على الخصم

أمريكا بصدد تعليق محادثات سوريا مع روسيا مع اشتداد معركة حلب

تم النشر 29/09/2016, 23:54
© Reuters. موسكو تتعهد بمواصلة عملية سوريا وأمريكا تدرس ردودا أكثر صرامة

من أرشد محمد وتوم بيري

واشنطن/بيروت (رويترز) - قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إن الولايات المتحدة بصدد تعليق المحادثات مع روسيا بشأن وقف لإطلاق النار في سوريا بينما تعهد الكرملين بمواصلة هجومه على مدينة حلب السورية.

وشنت موسكو ودمشق هجوما هذا الشهر لاستعادة قطاع من مدينة حلب تسيطر عليه المعارضة وتخلتا عن وقف جديد لإطلاق النار بعد أسبوع من سريانه للشروع فيما قد تكون أكبر معركة في الحرب التي بدأت قبل نحو ست سنوات.

وحققت قوات الحكومة السورية تقدما كبيرا إذ سيطرت على مخيم حندرات للاجئين على بعد بضعة كيلومترات قليلة إلى الشمال من المدينة. وكانت قد سيطرت عليه لفترة وجيزة يوم السبت قبل أن تفقده مجددا في هجوم مضاد للمعارضة.

وبدأ مقاتلو المعارضة تقدما في الريف قرب مدينة حماة في وسط البلاد حيث قالوا إنهم حققوا مكاسب يوم الخميس.

وتتهم الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي روسيا بنسف الجهود الدبلوماسية للسعي وراء انتصار عسكري في حلب ويقولان إن موسكو ودمشق مدانتان بجرائم حرب لاستهدافهما المدنيين والمستشفيات وعمال الإغاثة لكسر إرادة 250 ألف شخص يعيشون تحت الحصار داخل أكبر مدينة سورية.

ووصفت الولايات المتحدة الهجوم السوري-الروسي على حلب بأنه "هدية" لتنظيم الدولة الإسلامية قائلة إنه يزرع الموت وسيولد مزيدا من المجندين في صفوف التنظيم المتشدد.

ورفض مندوب سوريا لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري الاتهامات يوم الخميس بأن الحكومة السورية تقتل مدنيين.

لكن المسؤولين الأمريكيين يبحثون عن ردود أكثر صرامة على قرار روسيا تجاهل عملية السلام والسعي إلى انتصار عسكري نيابة عن الرئيس بشار الأسد.

وقال كيري في واشنطن "نحن على وشك تعليق النقاش لأنه من غير المنطقي في سياق القصف الذي يحدث أن نجلس هناك نحاول أخذ الأمور بجدية."

وأضاف "أنها لحظة سيتعين علينا عندها أن نعكف على بدائل أخرى."

ستمثل استعادة حلب أكبر انتصار في الحرب للقوات الحكومية وربما تكون نقطة تحول في صراع يقول معظم الدول الخارجية حتى الآن إنه لن يحسم بالقوة.

وأودت الحرب الأهلية المتعددة الأطراف بحياة مئات الآلاف من الأشخاص وشردت نصف السوريين وسمحت لجزء كبير من شرق البلاد بالسقوط في أيدي متشددي تنظيم الدولة الإسلامية أعداء جميع الأطراف الأخرى.

* ‭‭‭'‬‬‬مذبحة حلب‭‭‭'‬‬‬

وصفت مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي فيدريكا موجيريني الغارات الجوية في حلب بأنها "مذبحة" وقالت إن الحكومات الأوروبية تدرس استجابتها في هذا الصدد. وتقول الحكومتان الروسية والسورية إنهما لا تستهدفان سوى المسلحين.

وأبلغ أنتوني بلينكن نائب وزير الخارجية الأمريكي أعضاء الكونجرس يوم الخميس بأن الرئيس باراك أوباما طلب من مسؤولي الإدارة بحث الطريقة التي قد ترد بها واشنطن.

وقال "الرئيس (الأمريكي باراك أوباما) طلب من جميع الوكالات طرح خيارات بعضها مألوف وبعضها جديد نعكف على مراجعتها بنشاط شديد."

وأضاف "عندما يتسنى لنا بحثها في الأيام القادمة ستتاح لنا الفرصة للعودة والحديث عنها بالتفصيل."

وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف يوم الخميس إن روسيا "ستواصل العملية التي يقوم بها سلاحها الجوي دعما لنشاط مكافحة الإرهاب الذي تقوم به القوات المسلحة السورية."

وقال بيسكوف إن واشنطن تتحمل مسؤولية القتال لتقاعسها عن الوفاء بالتزامها بالتفرقة بين مقاتلي المعارضة السورية "المعتدلة" و"الإرهابيين".

وأضاف "نعبر بشكل عام عن أسفنا إزاء الطبيعة غير البناءة للخطاب الذي عبرت عنه واشنطن في الأيام الماضية."

في غضون ذلك يدرس مسؤولون أمريكيون اتخاذ ردود أقوى إزاء هجوم الحكومة السورية المدعومة من روسيا على حلب بما في ذلك الردود العسكرية بيد أنهم وصفوا نطاق الردود بأنه محدود ويقولون إنه من غير المرجح اتخاذ إجراءات تنطوي على مخاطرة مثل الغارات الجوية على الأهداف السورية أو إرسال مقاتلات أمريكية لمرافقة قوافل المساعدات.

وقال مسؤولان أمريكيان إن سرعة انهيار المسار الدبلوماسي في سوريا وتقدم القوات الموالية للحكومية في حلب أخذت بعض مسؤولي الإدارة على حين غرة.

وقال المسؤولون لرويترز بعدما طالبوا بعدم نشر أسمائهم إن من الردود المحتملة السماح للحلفاء الخليجيين بتزويد المعارضة بأسلحة أكثر تطورا أو توجيه ضربة جوية أمريكية لإحدى القواعد الجوية للحكومة السورية وهو ما يعتبر أقل ترجيحا لما يمكن أن يحدثه من خسائر في صفوف الروس.

وقال أحد المسؤولين إن قائمة الخيارات شملت دعم الهجمات المضادة للمعارضة في أماكن أخرى بأسلحة إضافية أو حتى بالغارات الجوية التي قد "لا تغير مسار المعركة لكنها قد تدفع الروس للتوقف والتدبر."

* معركة حلب

وحلب مقسمة منذ سنوات إلى قطاعات تسيطر عليها الحكومة وأخرى تسيطر عليها المعارضة والمنطقة التي تسيطر عليها المعارضة هي الآن المنطقة الحضرية الكبرى الوحيدة التي لا تزال في أيدي القوات المناهضة للأسد التي تدعمها دول عربية وغربية. وتحاصرها الحكومة منذ يوليو تموز قاطعة إمدادات الطعام والدواء عن المحاصرين داخلها.

وأدى القصف الذي وقع الأسبوع الماضي إلى مقتل مئات الأشخاص وخلف مئات المصابين من دون سبيل لإدخال الإمدادات الطبية لهم. وهناك نحو 30 طبيبا فحسب داخل المنطقة المحاصرة. وأوقفت الغارات الجوية والقصف أكبر مستشفيين عن العمل يوم الأربعاء.

ونفت بثينة شعبان مستشارة الأسد قيام الطائرات السورية بقصف المستشفيات قائلة إن القضية مهينة.

وقالت في مقابلة مع تلفزيون (إيه.بي.سي) الأسترالي "ما مصلحة الحكومة السورية في قصف مستشفياتها؟ هذه ليست المرة الأولى التي تخرج فيها هذه المزاعم ثم ثبت أنها كاذبة تماما."

وتقول روسيا إن دعم الأسد هو السبيل الوحيد لهزيمة الدولة الإسلامية. وتقول واشنطن إن يدي الرئيس السوري ملطختان بالكثير من الدماء ويجب أن يترك السلطة.

وتقصف واشنطن أهداف الدولة الإسلامية في الشرق لكن تجنبت باستثناء ذلك المشاركة في الحرب الأهلية في بقية أنحاء البلاد تاركة الميدان مفتوحا لروسيا التي انضمت للحرب قبل عام مرجحة كفة الصراع لصالح حليفها الأسد.

* ضراوة القتال

قال مسؤولون من المعارضة لرويترز إن ضراوة الهجوم تدفع العديد من الجماعات المناهضة للأسد المدعومة من الغرب للتعاون على نحو أوثق مع مقاتلي الجماعات المتشددة خلافا للاستراتيجية التي كانت تأمل واشنطن أن تتبعها تلك الجماعات.

وفي حلب تشترك قوات المعارضة التي تقاتل تحت لواء الجيش السوري الحر في تخطيط العمليات مع جيش الفتح وهو تحالف من الجماعات الإسلامية يشمل الجناح السابق لتنظيم القاعدة في سوريا.

ومن ناحية أخرى تشارك جماعات الجيش السوري الحر المسلحة بصواريخ مضادة للدبابات أمريكية الصنع في هجوم كبير قرب محافظة حماة مع جماعة جند الأقصى التي تستلهم نهج القاعدة وهو ما حول بعض قوة نيران الجيش من حلب صوب تلك المنطقة.

ومقاتلو الجيش السوري الحر على خلافات فكرية عميقة مع الجماعات المتشددة بل إنهم خاضوا قتالا ضدها في وقت من الأوقات.

© Reuters. موسكو تتعهد بمواصلة عملية سوريا وأمريكا تدرس ردودا أكثر صرامة

وقال مسؤول كبير في أحد فصائل المعارضة في حلب "في وقت نموت فيه ليس من المنطقي أن نتحقق أولا مما إذا كانت جماعة مصنفة كجماعة إرهابية أو لا قبل التعاون معها. الخيار الوحيد الذي أمامك هو المضي في هذا الاتجاه."

(إعداد علي خفاجي للنشرة العربية - تحرير محمد اليماني)

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.