من داشا افاناسيفا
اسطنبول (رويترز) - قالت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة يوم الاثنين إن إغلاق الحدود في أوروبا لوقف المهاجرين أمر "غير إنساني" وإن الجهود التي تبذلها الحكومات لوقف تدفق اللاجئين تفادى الأزمة بصفة مؤقتة فحسب.
وأدى إغلاق الحدود في أنحاء البلقان واتفاق مثير للجدل بين تركيا والاتحاد الأوروبي إلى خفض كبير للأعداد القادمة إلى أوروبا هذا العام. يأتي ذلك بعد أن قطع في العام الماضي مليون شخص الرحلة التي عادة ما تكون محفوفة بالمخاطر فرارا من الحرب والفقر في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وقالت ميليسا فليمنج المتحدثة باسم المفوضية العليا لشؤون اللاجئين على هامش أول قمة إنسانية عالمية في اسطنبول "هناك الكثير من الأشخاص يهنئون أنفسهم ويقولون إن الاتفاق نجح وتوقف الناس عن القدوم. لكن الأمر أكبر من ذلك."
وأضافت "أدى هذا لتراجع حدة المشكلة لكنها لم تحل بعد."
وفيما يتعلق بإجراءات إغلاق الحدود قالت "الإغلاق المفاجئ للحدود وتحركات بعض الدول شكل فردي أمر غير إنساني تجاه الكثير من الأشخاص المهددين."
وبموجب الاتفاق بين أوروبا وتركيا وافقت أنقرة على استعادة المهاجرين غير الشرعيين من أوروبا مقابل مساعدات وتسريع محادثات الانضمام للاتحاد الأوروبي والإعفاء من تأشيرة السفر للاتحاد.
وقال كريستوس ستايليانيدس مفوض الاتحاد الأوروبي للإغاثة الإنسانية وإدارة الأزمات إن هناك "مجالا لتحسين" سياسة الاتحاد المتعلقة بالهجرة. وأضاف "لدينا وقت للتوصل لهذه السياسة المشتركة."
واستقبلت تركيا ما يقرب من ثلاثة ملايين لاجئ منذ بدء الحرب الأهلية السورية وأنفقت نحو عشرة مليارات دولار. لكن منظمات الإغاثة تقول إن تركيا ليست بلدا آمنا للاجئين.
وقالت منظمة العفو الدولية إن مواطنا سوريا في جزيرة ليسبوس اليونانية كسب الأسبوع الماضي طعنا على قرار إعادته قسرا إلى تركيا بعد أن أقنع المسؤولين بأن تركيا لا توفر الحماية الكاملة للاجئين كما هو منصوص عليه في معاهدة حماية اللاجئين.
وقال مسؤول في مكتب شؤون اللاجئين باليونان إن الحكم صدر على أساس حالة فردية ولم يكن قرارا بشأن وضع تركيا عموما كبلد ثالث آمن.
ولم يتم إعداد الشكل النهائي للاتفاق بين تركيا والاتحاد الأوروبي بسبب خلافات متعلقة بقانون مكافحة الإرهاب في تركيا الذي تريد بروكسل أن يتماشى مع المعايير الأوروبية.
وتهدف قمة الأمم المتحدة الإنسانية في اسطنبول والتي وصفت بأنها الأولى من نوعها إلى تطوير استجابة أفضل لما وصف بأسوأ أزمة إنسانية يشهدها العالم منذ الحرب العالمية الثانية.
(إعداد مروة سلام للنشرة العربية- تحرير سيف الدين حمدان)