من اليكس وايتينج
لندن (مؤسسة تومسون رويترز) - ذكر تقرير نشر يوم الثلاثاء بمناسبة اليوم العالمي للعمل الانساني أن عدد الهجمات على مسؤولي الاغاثة ارتفع العام الماضي لأعلى مستوى على الإطلاق وكانت أفغانستان أخطر دولة في العالم لممارسة هذا النوع من الانشطة.
وجاء في تقرير بعنوان نتائج العمل الإنساني أن 155 مسؤول إغاثة لقي حتفه وأصيب 171 واختطف 134 في عام 2013 بزيادة بنسبة 66 بالمئة مقارنة بعام 2012.
وأضاف أن 75 بالمئة من الهجمات وقعت في أفغانستان وسوريا وجنوب السودان والسودان وباكستان وسط تصاعد لاعمال العنف. ووقع 81 هجوما في افغانستان وحدها.
ولا توجد مؤشرات على انحسار الهجمات في 2014. فقد قتل 79 مسؤول اغاثة العام الجاري من بينهم عدد في غزة بحسب بيانات مبدئية.
وقالت فاليري آموس منسقة شؤون الاغاثة الانسانية في الامم المتحدة في بيان يوم الثلاثاء "مقتل مسؤول اغاثة واحد أثناء اداء واجبه خسارة كبيرة."
ويقام يوم الثلاثاء قداس لتأبين عمال الاغاثة في كنيسة وستمنستر ابي في لندن.
وتابعت "يواجه ممرضون ومهندسون وعاملون في القطاع اللوجيستي... مخاطر جمة لاداء واجبهم في ظروف بالغة الصعوبة والخطورة."
وفي عام 2008 أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 19 أغسطس آب يوما للعمل الانساني لاحياء ذكرى مقتل 22 شخصا في هجوم على مكاتب الأمم المتحدة في العاصمة العراقية بغداد عام 2003.
وذكر مكتب الامم المتحدة لتنسيق الشؤون الانسانية أن السبب الرئيسي لزيادة الهجمات التي تستهدف عمال الاغاثة هو تغير طبيعة الحرب.
كانت الحروب تخوضها جيوش الدول في اغلب الاحيان لكن الآن أغلبية المعارك تدور رحاها داخل الدولة وتشارك فيها جماعات متمردة كثيرا ما تستهدف اعدادا كبيرة من المدنيين.
وقال جون جينج مدير العمليات بمكتب تنسيق الشؤون الانسانية لمؤسسة تومسون رويترز "نرى تجاهلا متزايدا لقواعد الحرب من جانب الاطراف المتصارعة من اجل تحقيق اهداف سياسية.. يستهدفون المدنيين مباشرة ويعمدون للعقاب الجماعي وتأجيج العنف الطائفي وعرقلة وصول امدادات انسانية للمتضررين ومهاجمةالقائمين على تقديم مساعدات انسانية."
وتابع "هذا له بالغ الاثر ليس على أمن موظفي الاغاثة فحسب بل الملايين حول العالم الذين يعتمدون على وصول المساعدات الانسانية في وقت مناسب من أجل البقاء."
وعلى مستوى العالم تقع أغلبية الهجمات على الطرق. يهاجم مسلحون موظفي الأغاثة لمساعدتهم اشخاصا يرون انهم لا يستحقون المساعدة. كما ان البعض يتعرض للسرقة.
ويرى خبراء ان الطابع العسكري المتزايد لبعض المساعدات يعرض عمال الاغاثة للخطر. ففي افغانستان توزع قوات حلف شمال الاطلسي التي تقودها الولايات المتحدة مساعدات اغاثة لكسب ود المواطنين.
وتقول وكالات الاغاثة ان هذا يعني ان ينظر كثيرون ممن يقاتلون ضد قوات حلف شمال الاطلسي لوكالات الاغاثة كاهداف مشروعة.
وذكرت خبيرة في معهد التنمية لما وراء البحار أن وكالات الاغاثة تخاطر أكثر باقترابها من جبهات القتال.
وقالت سارة بانتوليانو مديرة مجموعة سياسة العمل الانساني في المعهد "اليوم توجد حاجة ماسة للتواجد في منطقة الصراع حتى ان انطوى ذلك على مخاطرة واضحة."
(إعداد هالة قنديل للنشرة العربية - تحرير أميرة فهمي)