من مارين بينيتييه
باريس (رويترز) - تكافح مدينة نيس المقصد السياحي الشهير على الريفيرا الفرنسية جاهدة كي تضع حدا لما عرف عنها بأنها المركز الرئيسي لتجنيد المتشددين في فرنسا.
وقال مدعون فرنسيون معنيون بمكافحة الإرهاب يوم الجمعة إنهم يحققون في شبهة الإرهاب بعدما دهس رجل مسلح يقود شاحنة حشدا تجمع للاحتفال بيوم الباستيل مما أسفر عن مقتل 84 شخصا على الأقل.
وسافر العشرات من السكان المسلمين بالمناطق النائية البعيدة عن شوارع البلدة القديمة في نيس إلى سوريا في الأعوام الأخيرة للمشاركة في القتال.
وقال ديفيد تومسون الخبير في أنشطة الأصوليين في فرنسا "نيس هي المدينة الأكثر تضررا من ظاهرة الجهاديين."
وأوضح قائلا "يوجد سبب رئيسي وراء ذلك: وهو أنه منذ عام 2010 نشط بقوة شخص مؤثر عرف بأنه أحد المجندين الرئيسيين للجهاديين الفرنسيين والذي نشط بقوة في إلقاء الخطب بالضواحي الفقيرة."
والمتشدد المقصود هو عمر ديابي الذي كان يسكن نيس في السابق وهو من أصل سنغالي ومن المعتقد أنه يعيش حاليا في سوريا. واشتهر في 2012 بعد نشر سلسلة من تسجيلات الفيديو الدعائية على الانترنت بعنوان "19 إتش.إتش."
وقالت إدارة ألب ماريتيم وعاصمتها نيس في نهاية العام الماضي إن 236 فردا خضعوا للرقابة عدة أشهر في إطار برنامج للمراقبة وإنها تتعقب خمسة أفراد جددا كل أسبوع.
ومن المعتقد أن المنطقة التي يسكنها أكثر بقليل من مليون شخص هي موطن نحو 10 في المئة من كل الفرنسيين الذين سافروا للخارج للقتال مع المتشددين. وفي عام 2014 أشارت الحكومة الإقليمية إلى حالة أبلغ فيها عن اختفاء 11 فردا من أسرة واحدة من المعتقد أنهم سافروا إلى سوريا.
ومع ذلك تحققت بعض النجاحات. ففي نفس العام قالت الشرطة إنها أحبطت هجوما وشيكا كان يستهدف مهرجانا في نيس هو أحد أكبر المهرجانات في العالم بعد مهرجانات ريو دي جانيرو والبندقية.
ومنذ إعلان حالة الطوارئ بمختلف أنحاء فرنسا بعد هجمات 13 نوفمبر تشرين الثاني في باريس أغلقت الحكومة الإقليمية خمس مراكز دينية غير قانونية للاشتباه في استخدامها لتأجيج التطرف.
ومشكلة المتشددين في نيس تثير الدهشة نظرا لأن المدينة واحدة من أشد المدن من حيث إجراءات الأمن في فرنسا وتخضع لمراقبة شديدة بالكاميرات نتيجة جهود رئيسها السابق المهووس بالأمن كريستيان إستروسي الذي يرأس حاليا منطقة الريفيرا الأكبر.
ومنذ فبراير شباط 2015 تدير منطقة ألب ماريتيم برنامجا لتدريب 1300 عامل بالقطاعين الاجتماعي والطبي على التعرف على الأشخاص الذين قد ينجذبون للأفكار الأصولية.
(إعداد معاذ عبد العزيز للنشرة العربية- تحرير مصطفى صالح)