💼 احمِ محفظتك مع اختيارات الأسهم المدعومة بالذكاء الاصطناعي من InvestingPro - الآن خصم يصل إلى 50% احصل على الخصم

انقطاع الكهرباء والعنف ينعشان أحلام الانفصاليين في اليمن

تم النشر 14/06/2016, 21:34
© Reuters. انقطاع الكهرباء والعنف ينعشان أحلام الانفصاليين في اليمن

من محمد مخشف

عدن (رويترز) - بعدما حرمته الحرارة التي تجاوزت 40 درجة مئوية من النوم شارك آزال محمد مع عشرات الشباب في حرق إطارات سيارات الشهر الماضي للاحتجاج على انقطاع الكهرباء المتكرر في عدن المدينة الساحلية التي كانت عاصمة اليمن الجنوبي.

وخلال الأشهر الأربعة العشر الماضية عانت عدن التي يقطنها مليون شخص مواجهات وعنف العصابات. وعزز انهيار الخدمات العامة الأساسية المطالب بانفصال الدولة الجنوبية التي انضمت للشمال في عام 1990.

وقال آزال الطالب البالغ من العمر 20 عاما "نريد من العالم وجيراننا أن يساعدونا في استرداد بلدنا القديم. الجنوب انضم لهذا الاتحاد طواعية ولا نريد أن نكون جزءا منه بعد الآن."

وانضم اليمن الجنوبي المستعمرة البريطانية السابقة والبلد الشيوعي العربي الوحيد إلى الشمال المؤيد للغرب بعد حرب قصيرة في عام 1986. وساعد انهيار الاتحاد السوفيتي الداعم المالي للجنوب في نفس الفترة من نجاح عملية الوحدة.

لكن الزيجة لم تكن سعيدة قط. فهيمن شمال اليمن الذي حكمه الرئيس علي عبدالله صالح منذ البداية وعندما حاول الجنوب الانفصال بعد الاتحاد بأربعة أعوام سحق جيش صالح الانفصاليين سريعا ليعزز قبضته على الحكم وانحدار عدن وهو ما زاد السخط بين الجنوبيين.

وخرجت الحركة الانفصالية الجنوبية الحالية من رحم حملة طالبت بمزايا مالية لضباط الجيش والموظفين عام 2007. وبعد احتجاجات الربيع العربي المناهضة للحكومة في 2011 التي أجبرت صالح على التنحي يطالب الانفصاليون الجنوبيون الآن بالاستقلال التام.

* سيطرة الانفصاليين

حظيت مطالب الانفصاليين بزخم بعد غزو الحوثيين المدعومين من إيران العاصمة صنعاء في 2014 وإجبارهم الرئيس عبد ربه منصور هادي على الفرار إلى عدن في فبراير شباط 2015.

وعجل ذلك بنشوب حرب أهلية دفعت الدول العربية لتشكيل تحالف بقيادة السعودية والانضمام للأزمة التي شهدت شن آلاف الضربات الجوية ضد الحوثيين.

وسمح القتال الذي قتل فيه أكثر من 6400 شخص وتسبب في نزوح 2.5 مليون آخرين لتنظيم القاعدة بتعزيز تواجده في البلاد.

كما أثر الصراع بشدة على سبل الحصول على الإمدادات الأساسية كالغذاء والوقود والعلاج تحت وطأة سيطرة التحالف على الموانئ وفرضه تدقيقا شديدا أشبه بالحصار.

وبعدما لعبوا دورا رئيسا في مواجهة هجوم الحوثيين في جنوب اليمن يسيطر الانفصاليون الآن على أغلب مقاليد السلطة في عدن التي تتمركز بها حكومة هادي.

وقال خالد مرشد الموظف البالغ من العمر 40 عاما بشركة حكومية "يظهر الموقف الحالي فشل الدولة في اتخاذ أي تحرك باتجاه توفير الخدمات الأساسية. هذا يعزز مطالب استعادة الدولة الجنوبية."

* صفوف وعنف

يتهم العديد من اليمنيين هادي وحكومته التي كانت تعمل حتى هذا الشهر من السعودية بتقديم وعود كاذبة بشأن تحسين الظروف المعيشية.

وقال آزال "إن عدن تعيش أسوأ أيامها" بينما تستمع الحكومة "بالإقامة في أماكن مكيفة الهواء في السعودية."

وتحت تأثير الانتقادات المتنامية انتقلت حكومة هادي إلى عدن في وقت سابق من يونيو حزيران الجاري متعهدة بالعمل على تحسين الظروف المعيشية بالمدينة.

لكن السكان سخروا من الحكومة بعد تقارير أفادت بأن رئيس الوزراء أحمد بن دغر احتج في اجتماع مع مسؤولي الحكومة على أن علم اليمن الجنوبي كان يرفرف فوق المباني الحكومية وليس العلم الوطني.

وأقرت الحكومة التي تسيطر على بعض المناطق فقط خارج قطاعات في شمال اليمن خاضعة لسيطرة الحوثيين وحليفهم صالح بقلة ما لديها من موارد دخل تساعد على احداث تغيير كبير.

ووعد مسؤولون بتخفيف بعض العبء بعد اتفاقية مع الإمارات العضو الرئيسي في التحالف والتي تولت أغلب أعمال إعادة البناء في عدن. وقالت وكالة أنباء سبأ التي تديرها الدولة إن الاتفاقية تنص على تقديم قطع غيار لمحطات توليد الطاقة الكهربائية وإمدادات وقود.

لكن السكان يقولون إن عدن لا تزال تستقبل نحو ست ساعات من الكهرباء كل يوم بينما لا تزال أكبر محطتين في خور مسكر والمنصورة خارج الخدمة وتنتج الثالثة ربع طاقتها.

وأثرت الكهرباء على إمدادات المياه والمستشفيات والمصانع. ويصطف أصحاب السيارات لنحو ثلاث أو أربع أيام للتزود بالوقود ويلجأ الكثير من السكان إلى الحطب لندرة الغاز المعبأ.

وتقول مستشفيات محلية إن تسعة مرضى مسنين على الأقل توفوا في الأسابيع الأخيرة بسبب انقطاع الكهرباء بينما يقول مسؤولوها إن المزيد من المرضى عرضة للخطر بسبب نقص الأوكسجين. ومحطة إنتاج الأوكسجين الوحيدة متوقفة عن العمل بسبب نقص الوقود.

© Reuters. انقطاع الكهرباء والعنف ينعشان أحلام الانفصاليين في اليمن

وقالت أم لعشرة أبناء "الناس يموتون من نقص الكهرباء. ينبغي عليك (منصور هادي) أن تستقيل وتترك (الحكم) إلى آخرين. الله يولي من يصلح."

(إعداد معاذ عبد العزيز للنشرة العربية- تحرير سيف الدين حمدان)

أحدث التعليقات

قم بتثبيت تطبيقاتنا
تحذير المخاطر: ينطوي التداول في الأدوات المالية و/ أو العملات الرقمية على مخاطر عالية بما في ذلك مخاطر فقدان بعض أو كل مبلغ الاستثمار الخاص بك، وقد لا يكون مناسبًا لجميع المستثمرين. فأسعار العملات الرقمية متقلبة للغاية وقد تتأثر بعوامل خارجية مثل الأحداث المالية أو السياسية. كما يرفع التداول على الهامش من المخاطر المالية.
قبل اتخاذ قرار بالتداول في الأدوات المالية أو العملات الرقمية، يجب أن تكون على دراية كاملة بالمخاطر والتكاليف المرتبطة بتداول الأسواق المالية، والنظر بعناية في أهدافك الاستثمارية، مستوى الخبرة، الرغبة في المخاطرة وطلب المشورة المهنية عند الحاجة.
Fusion Media تود تذكيرك بأن البيانات الواردة في هذا الموقع ليست بالضرورة دقيقة أو في الوقت الفعلي. لا يتم توفير البيانات والأسعار على الموقع بالضرورة من قبل أي سوق أو بورصة، ولكن قد يتم توفيرها من قبل صانعي السوق، وبالتالي قد لا تكون الأسعار دقيقة وقد تختلف عن السعر الفعلي في أي سوق معين، مما يعني أن الأسعار متغيرة باستمرار وليست مناسبة لأغراض التداول. لن تتحمل Fusion Media وأي مزود للبيانات الواردة في هذا الموقع مسؤولية أي خسارة أو ضرر نتيجة لتداولك، أو اعتمادك على المعلومات الواردة في هذا الموقع.
يحظر استخدام، تخزين، إعادة إنتاج، عرض، تعديل، نقل أو توزيع البيانات الموجودة في هذا الموقع دون إذن كتابي صريح مسبق من Fusion Media و/ أو مزود البيانات. جميع حقوق الملكية الفكرية محفوظة من قبل مقدمي الخدمات و/ أو تبادل تقديم البيانات الواردة في هذا الموقع.
قد يتم تعويض Fusion Media عن طريق المعلنين الذين يظهرون على الموقع الإلكتروني، بناءً على تفاعلك مع الإعلانات أو المعلنين.
تعتبر النسخة الإنجليزية من هذه الاتفاقية هي النسخة المُعتمدَة والتي سيتم الرجوع إليها في حالة وجود أي تعارض بين النسخة الإنجليزية والنسخة العربية.
© 2007-2024 - كل الحقوق محفوظة لشركة Fusion Media Ltd.