من ميشيل كامباس
أثينا (رويترز) - انهارت في ساعة مبكرة من صباح يوم الجمعة محادثات لإعادة توحيد جزيرة قبرص المقسمة عرقيا بعد أن عقدت عليها الآمال باعتبارها أفضل فرصة منذ أجيال لحل الصراع مما يلقي بظلال من الشك على أفق أي محاولة لإعادة توحيد الجزيرة.
وانتهت محادثات دامت أسبوعا بجبال الألب السويسرية وتوسطت فيها الأمم المتحدة بجلسة عاصفة ليبقى صراع يثير الخلاف بين اليونان وتركيا ويمثل عقبة أمام انضمام أنقرة للاتحاد الأوروبي عصيا على الحل.
ويعيش القبارصة اليونانيون بمعزل عن القبارصة الأتراك منذ أن غزت تركيا الجزيرة عام 1974 عقب انقلاب قصير بإيعاز من اليونان. وعززت اكتشافات كبيرة للغاز الطبيعي في المنطقة خلال العقد المنصرم من الدافع وراء جهود التوصل لاتفاق.
وتنشر تركيا 30 ألف جندي في شمال قبرص، وكان وضعهم في إطار أي اتفاق سلام بعد التسوية هو سبب فشل عملية قال دبلوماسي إنها كانت "قاب قوسين أو أدنى" من النجاح.
وقال دبلوماسيون إن تركيا عرضت فيما يبدو القليل للقبارصة اليونانيين الراغبين في انسحاب القوات التركية بالكامل من الجزيرة.
واختفت مؤشرات كانت قد ظهرت يوم الخميس على أن تركيا تبحث مسألة التخلي عن الحق في التدخل، وذلك عندما طلب الجانب اليوناني قطع هذا الالتزام كتابة.
وأبدى القبارصة اليونانيون استعدادا لتقديم تنازلات فيما يتعلق بمطالب القبارصة الأتراك برئاسة دورية.
وقال مصدر دبلوماسي لرويترز "لا أعلم إلى أين يمكن أن تذهب (المحادثات) من هنا".
وأضاف أن القبارصة الأتراك أبدوا قدرا من "الطمع" وأنهم "أضاعوا فرصتهم" لكنه ذكر أن القبارصة اليونانيين ربما ارتكبوا خطأ تكتيكيا لأنهم طالبوا أنقرة بالتزام مكتوب بالتخلي عن حقها في التدخل قبل التوصل لاتفاق.
وأضاف "لا أعتقد أن هناك شعورا بالثقة. كنا قاب قوسين أو أدنى بالفعل".
* خطوات قادمة؟
وقالت بريطانيا، وهي قوة ضامنة لقبرص بموجب معاهدة منحت الجزيرة الاستقلال عام 1960، إنها تشعر "بإحباط كبير".
وأضاف متحدث باسم الحكومة البريطانية "حان الآن وقت التفكير الهادئ وبحث الخطوات المقبلة. التزامنا بالتوصل لاتفاق لا يزال راسخا".
وذكر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش الذي سافر يوم الخميس إلى سويسرا لحضور المحادثات والمساعدة في التوصل لاتفاق أن المنظمة الدولية ما زالت في خدمة الجانبين لتسهيل أي ترتيبات في المستقبل.
وقال "اختتم المؤتمر. لا يعني هذا أنه لا يمكن تقديم مبادرات أخرى لحل المشكلة القبرصية".
وقال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو إن هذه النتيجة تشير إلى استحالة الوصول إلى تسوية في إطار الأمم المتحدة.
وأضاف "لا فائدة الآن من الإصرار على هذه المعايير".
وقال رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم يوم الجمعة إن تركيا ستفعل كل شيء في إطار القانون الدولي للدفاع عن حقوق القبارصة الأتراك.
وأضاف في تصريحات للصحفيين بعد صلاة الجمعة أن تركيا مستعدة للعب دور بناء إذا ما سعت الأمم المتحدة أو أي منظمة لسلام دائم في قبرص.
والمشكلة القبرصية مطروحة على جدول الأمم المتحدة منذ أكثر من نصف قرن.
(إعداد ياسمين حسين للنشرة العربية - تحرير أمل أبو السعود)