هافانا/واشنطن (رويترز) - أعلن الرئيس باراك اوباما أن الولايات المتحدة ستعيد العلاقات الدبلوماسية التي قطعتها مع كوبا قبل أكثر من 50 عاما وهو ما اثار انتقادات من مشرعين يعارضون التصالح مع الجزيرة التي يديرها الشيوعيون.
وبعد 18 شهرا من المحادثات السرية بتسهيل من الفاتيكان وكندا اتفق اوباما والرئيس الكوبي راؤول كاسترو عبر الهاتف يوم الثلاثاء على تبادل للسجناء وفتح سفارات في عاصمتي البلدين.
وفي كلمة عبر التلفزيون يوم الاربعاء أعلن اوباما نهاية ما وصفه بسياسة جامدة وعتيقة لعزل كوبا لم تفلح في احداث تغيير في الدولة الواقعة في الكاريبي.
وقال اوباما ان التحركات اصبحت ممكنة بعد افراج هافانا عن عامل المساعدات الأمريكي آلان جروس (65 عاما) الذي سجن في كوبا لخمس سنوات.
وتتضمن الصفقة ايضا افراج كوبا عن عميل مخابرات تجسس لصالح الولايات المتحدة وسجن لنحو 20 عاما على ان تفرج واشنطن في المقابل عن ثلاثة عملاء للمخابرات الكوبية احتجزوا في الولايات المتحدة.
وفي نفس الوقت اشاد كاسترو بتبادل السجناء وامتدح اوباما. وتجنب كاسترو المعروف بأسلوبه البعيد عن الاستعراض اصدار تصريحات مظفرة في كلمته التي بثها التلفزيون لكنه قال إن الافراج عن الكوبيين الثلاثة مدعاة "لفرح هائل لعائلاتهم وكل شعبنا."
وقال اوباما ان البابا فرنسيس وهو أول بابا للفاتيكان من امريكا اللاتينية لعب دورا نشطا في الضغط من اجل الافراج عن جروس. ويمثل الكاثوليك جزءا كبيرا من سكان كوبا. وقال مسؤولون أمريكيون إن الفاتيكان عمل عن كثب مع الجانبين.
وسيعني التحول في السياسة تسهيلا لبعض حركة التجارة والنقل لكن دون انهاء حظر تجاري قائم منذ فترة طويلة. وهذا الحظر مدرج في القانون ويحتاج موافقة الكونجرس التي قال اوباما انه سيسعى للحصول عليها لكن من المرجح ان يواجه مهمة صعبة مع تولي الجمهوريين السيطرة على مجلسي الكونجرس.
وستخفف القيود على السفر التي تجعل من الصعب على الامريكيين زيارة كوبا لكن الباب لن يفتح بعد امام سياحة امريكية كبيرة في كوبا.
ونشأت خصومة فكرية بين كوبا والولايات المتحدة سريعا بعد ثورة 1959 التي جاءت بفيدل كاسترو الأخ الأكبر لراؤول كاسترو الى السلطة. وقطعت واشنطن العلاقات الدبلوماسية مع هافانا في 1961 وفرضت الولايات المتحدة حظرا تجاريا لأكثر من 50 عاما على الجزيرة التي تبعد 140 كيلومترا جنوبي فلوريدا.
وقال منتقدون لاعلان اوباما انه لا يجب مكافأة كوبا لأنها لم تتغير.
ونقلت صحيفة يو.اس.ايه توداي عن حاكم فلوريدا السابق والمرشح الرئاسي الجمهوري المحتمل في انتخابات 2016 جيب بوش قوله "لا أعتقد اننا يجب ان نتفاوض مع نظام قمعي لاجراء تغييرات في علاقتنا."
ورغم أن عددا متزايدا من المشرعين الأمريكيين يفضل علاقات طبيعية بدرجة أكبر إلا أن هؤلاء المشرعين ينتمون الى المعسكر الديمقراطي في الأغلب وبعد المكاسب الكبيرة في انتخابات التجديد النصفي في نوفمبر تشرين الثاني سيسيطر الجمهوريون على مجلسي الكونجرس في العام الجديد.
وقال السناتور ماركو روبيو وهو جمهوري امريكي من اصل كوبي انه سيستخدم دوره كرئيس قادم للجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ لمحاولة عرقلة الخطة وانه ملتزم بعمل ما في وسعه "لتفكيكها".
وانتقد رئيس مجلس النواب جون بينر بشدة التحول في سياسة اوباما تجاه كوبا ووصفه بأنه تنازل "آخر في سلسلة طويلة من التنازلات الطائشة" لدكتاتورية متوحشة.
وقال بينر في بيان "العلاقات مع نظام كاسترو لا يجب تغييرها.. ناهيك عن تطبيعها.. قبل ان يتمتع شعب كوبا بالحرية.. وليس قبل ذلك ولو بثانية واحدة."
لكن التحرك لقي اشادة خارج الولايات المتحدة. وقال الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون إن اعتزام الولايات المتحدة إعادة العلاقات الدبلوماسية مع كوبا بعد أكثر من 50 عاما على انقطاعها أمر "ايجابي جدا".
واضاف "الخبر ايجابي جدا... أرحب بحرارة بالتطور الحادث اليوم."
ووصف الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو صفقة تبادل السجناء بين الولايات المتحدة وكوبا بأنها لفتة "شجاعة" من اوباما واعتبرها انتصارا للدولة الواقعة في البحر الكاريبي.
وهنأ البابا فرنسيس الولايات المتحدة وكوبا على قرارهما اقامة علاقات دبلوماسية وقال الفاتيكان انه مستعد لدعم تعزيز العلاقات الثنائية.
وأكد الفاتيكان في بيان ان دبلوماسييه سهلوا المحادثات بين البلدين "التي أدت الى حلول مقبولة لكل من الطرفين".
(اعداد عماد عمر للنشرة العربية - تحرير حسن عمار)