من باريسا حافظي وجون أيريش ولويس شاربونو
لوزان (سويسرا) (رويترز) - بذلت إيران والقوى الكبرى جهودا حثيثة يوم الاثنين للتوصل إلى اتفاق نووي مبدئي فيما سادت أجواء من "الكآبة" مع تمسك الجانبين بمواقفهما قبل يوم من انتهاء الموعد الذي حدداه لنفسيهما للتوصل إلى اتفاق.
وعلى مدى أربعة أيام تحاول إيران والولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وروسيا والصين كسر الجمود في المفاصات التي تهدف إلى منع طهران من اكتساب القدرة على صنع أسلحة نووية مقابل تخفيف العقوبات الدولية التي تخنق اقتصادها.
لكن مسؤولين مشاركين في المحادثات أشاروا إلى أن محاولات التوصل لإطار اتفاق قد تنهار وان المحادثات قد تستمر على الأرجح حتى منتصف ليل الثلاثاء (2200 بتوقيت جرينتش) أو بعد ذلك.
وقال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري لشبكة (سي.إن.إن) الاخبارية "ما زالت هناك بعض القضايا الصعبة. سنعمل حتى الليل وبالطبع حتى الغد ... الجميع يعلمون معنى الغد."
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماري هارف إن الفرص متكافئة بخصوص نجاح الأطراف في التوصل إلى اتفاق يوم الثلاثاء.
وقال المفاوض الإيراني عباس عراقجي إنه تجري مناقشة مقترحات مختلفة. وقال للصحفيين "ومع ذلك لا نستطيع القول اننا قريبون من حل القضايا الباقية." وأضاف "نأمل في التوصل إلى نتيجة الليلة أو غدا لكن هذا الامر غير مضمون ومازال أمامنا طريق صعب كي نسلكه."
وقال دبلوماسي غربي إن هناك ثلاث نقاط خلاف كبيرة يجب حلها وإنه من غير الواضح ما إذا كانت هذه الخلافات ستحل.
وتابع أن القضايا الأصعب تتعلق بمدة أي قيود على أنشطة تخصيب اليورانيوم الإيرانية وتلك المتعلقة بالأبحاث والتطوير بعد أول عشر سنوات وكذلك رفع عقوبات الأمم المتحدة وإعادتها إذا لم تلتزم إيران بالاتفاق.
وتطالب إيران التي تنفي انها تحاول اكتساب القدرة على انتاج أسلحة نووية بالإسراع بوتيرة رفع العقوبات مقابل وضع قيود على أنشطتها النووية.
وفيما يسلط الضوء على المزاج العام نقلت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) عن دبلوماسي قوله إن المناخ يوم الاثنين تحول من "التفاؤل" إلى "الكآبة" بين المفاوضين.
وفي محاولة لإنهاء الجمود اجتمع وزراء الخارجية الأمريكي جون كيري والإيراني محمد جواد ظريف والبريطاني فيليب هاموند والفرنسي لوران فابيوس والصيني وانغ يي والروسي سيرجي لافروف والالماني شتاينماير في فندق يرجع تاريخه للقرن التاسع عشر ويطل على بحيرة جنيف.
وبعد أول اجتماع منذ نوفمبر تشرين الثاني لجميع وزراء الخارجية عاد لافروف إلى موسكو بسبب ارتباطات وان كان مسؤولون قالوا إنه سيعود اذا كان هناك شيء سيتم اعلانه.
وفي القدس قال بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي الذي يقوم بحملة شرسة ضد المفاوضات إن الاتفاق الذي تسعى الأطراف لإبرامه في لوزان يبعث رسالة مفادها أن "إيران تستعد للمكسب مقابل عدوانها".
وقال مسؤولون غربيون إن الجانبين اقتربا في السابق من التوصل إلى اتفاق مبدئي يمكن تلخيصه في وثيقة من صفحتين إلى ثلاث صفحات.
ومن بين النقاط الشائكة مطلب إيران بمواصلة أبحاثها المتعلقة بأجيال جديدة من أجهزة الطرد المركزي المتقدمة التي يمكنها تنقية اليورانيوم بشكل أسرع وبكميات أكبر مما تنتجه الأجهزة التي تشغلها حاليا.
وحتى إذا توصلت إيران والقوى الست لإطار اتفاق بنهاية مارس آذار يقول مسؤولون مقربون من المحادثات إنه قد ينهار أثناء عمل الجانبين في التفاصيل الفنية الخاصة بوضع اتفاق شامل بحلول مهلة ثانية غايتها 30 يونيو حزيران.
وهناك عدة أمثلة على التقدم والتراجع. وقال مسؤولون غربيون إن إيران تحدثت عن استعدادها للاحتفاظ بأقل من 6000 جهاز طرد مركزي وهو أقل من الرقم الحالي البالغ حوالي عشرة آلاف جهاز وكذلك شحن معظم مخزونها من اليورانيوم المخصب إلى روسيا.
لكن المفاوض الإيراني البارز عباس عراقجي قال للصحفيين إن نقل مخزون اليورانيوم إلى الخارج "ليس مدرجا في أجندة إيران".
غير ان مفاوضين قالوا إن مخزون اليورانيوم ليس بالقضية التي تؤدي إلى انهيار الاتفاق.
وفي واشنطن قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماري هارف إن ايران لن يكون عليها بالضرورة أن تشحن مخزونها من اليورانيوم عالي التخصيب إلى الخارج بموجب اتفاق نووي مع القوى العالمية.
وفيما يتعلق بقضية العقوبات التي يفرضها مجلس الأمن الدولي تحدث مسؤولون قريبون من المفاوضات عن مخاوفهم من أن يعارض الأعضاء الدائمون في المجلس والذين لهم حق النقض (الفيتو) رفع بعض إجراءات الأمم المتحدة المفروضة منذ 2006 وإن كان لأسباب مختلفة.
وقال مسؤول غربي إن بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة تريد إمكانية التراجع تلقائيا عن أي رفع لعقوبات الأمم المتحدة لكن الروس لا تروق لهم الفكرة لأنها ستضعف قوة الفتيو.