من عبد الله ماسالاكي
نيامي (رويترز) - أغلقت النيجر حدودها البرية وعززت التدابير الأمنية يوم الأحد لإجراء انتخابات يخوضها الرئيس محمد ايسوفو للفوز بولاية رئاسية ثانية على وعد بالقضاء على المسلحين الإسلاميين وتقليل الفقر الذي تعاني منه البلاد بشدة.
وقامت قوات الأمن بدوريات في المدن والقرى الرئيسية لإحباط أي اضطرابات محتملة أو مخططات للمسلحين. وقال بعض الناخبين إنهم لم يشهدوا قط انتخابات يشوبها التوتر بهذا الشكل.
وقالت مصادر أمنية إن مسلحين مجهولين هاجموا اثنتين من السيارات التابعة لمفوضية الناخبين في منطقة ريفية تبعد نحو مئة كيلومتر جنوب غربي العاصمة. ولم ترد تقارير تذكر عن وقوع مشاكل أخرى.
وقال ايسوفو بينما كان يدلي بصوته في مبنى البلدية بالعاصمة نيامي "تحتاج النيجر إلى مؤسسات ديمقراطية قوية. أتمنى أن تسمح لنا الانتخابات الرئاسية والتشريعية بتعزيز مؤسساتنا."
ويواجه ايسوفو 14 مرشحا بينهم سيني عمر الذي يتزعم ائتلافا للمعارضة. ويقول منتقدون إن ايسوفو اتخذ إجراءات قمعية قبل التصويت من بينها اعتقال أنصار للمعارضة وسجن القيادي المعارض هاما أمادو لاتهامات تتعلق بعصابة لتهريب الأطفال.
وقال ناخب يدعى أمادو سايدو بينما كان يدلي بصوته "هذه ليست انتخابات حرة ونزيهة. لدينا مرشح رئاسي في السجن ولم يتمكن من القيام بحملة انتخابية... تلاعب الرئيس بجمهور الناخبين واستخدم القمع."
وتقول الحكومة إنها تحترم القانون وإن الانتقادات الموجهة إليها ذات دوافع سياسية. وانتهت عملية التصويت في السابعة مساء (1800 بتوقيت جرينتش) بعد يوم من الإقبال المطرد. وقال شهود عيان إنه ما زال هناك ناخبون سمح لهم بالإدلاء بأصواتهم بعد موعد انتهاء الاقتراع.
وتنتج النيجر اليورانيوم والنفط لكنها تحتل المرتبة الأخيرة في مؤشر التنمية البشرية التابع للأمم المتحدة وبها أحد أعلى معدلات الخصوبة في العالم. واحتل البلد المركز رقم 114 من بين 142 دولة على مؤشر الرخاء لعام 2015 الصادر عن معهد ليجاتوم في بريطانيا.
ونفذت جماعة بوكو حرام الإسلامية المسلحة التي تتخذ من نيجيريا المجاورة قاعدة لها سلسلة هجمات في الأشهر القليلة الماضية وهو ما اضطر السلطات لإعلان حالة الطوارئ بمنطقة ديفا في جنوب شرق البلاد.
ورغم ذلك تتباهى النيجر بالهدوء مقارنة بجيرانها نيجيريا وليبيا ومالي.
وفاز ايسوفو المولود عام 1951 بالانتخابات عام 2011 بعد عام على انقلاب. وتنص قواعد الانتخابات على إجراء جولة إعادة إذا لم يتمكن أي مرشح من تحقيق أغلبية مطلقة.
وعمر من بين المرشحين المنافسين للرئيس إضافة إلى أمادو الذي حل في المركز الثاني في انتخابات 2011 والرئيس السابق ماهامان عثمان. ويتنافس نحو 5200 مرشح يوم الأحد لشغل 171 مقعدا تشريعيا.
(إعداد سيف الدين حمدان للنشرة العربية- تحرير أحمد حسن)