من توم مايلز وأوليفر هولمز
جنيف/بيروت (رويترز) - عبر برنامج الأغذية العالمي عن "قلقه البالغ" من صور ظهرت فيها شحنات الطعام التي يرسلها إلى سوريا وقد كتبت عليها شعارات الدولة الإسلامية.
وأظهرت صور نشرت على وسائل التواصل الاجتماعي صناديق لتوزيع الطعام وقد ألصق عليها شعار "الدولة الإسلامية في سوريا" فوق شعار برنامج الأغذية العالمي.
ويسيطر تنظيم الدولة الإسلامية على مناطق واسعة في العراق وسوريا يسكنها الملايين ويعتبر تأمين الغذاء لهم جزءا من مساعيه لتصوير "الخلافة" على أنها حكومة حقيقية.
وبهدف إدخال الطعام والدواء إلى المناطق التي يسيطر عليها التنظيم المتشدد تلجأ الأمم المتحدة إلى منظمات إنسانية شريكة مثل الهلال الأحمر العربي السوري الذي قال لرويترز يوم الثلاثاء إنه يتفاوض مع التنظيم لتأمين الدخول لمناطقه لكن عاملي الهلال الأحمر يتولون توزيع كل المساعدات.
وقال مهند هادي منسق الطواريء الاقليمي لبرنامج الاغذية العالمي في بيان ليل الاثنين "برنامج الاغذية العالمي يدين هذا الاستغلال لمساعدات غذائية هناك حاجة شديدة لها في سوريا." وأضاف انه يحاول التأكد من صحة الصور.
ويبدو أن الصور التقطت في قرية دير حافر على بعد نحو 50 كيلومترا من حلب حيث قدم برنامج الأغذية العالمي في أغسطس آب إمدادات غذائية تكفي 8500 شخص لمدة شهر.
وقالت فيفيان طعمة المسؤولة الإعلامية في الهلال الأحمر السوري إن منظمتها تتفاوض مع جميع أطراف الحرب بما في ذلك تنظيم الدولة الإسلامية بغية تسليم المساعدات لكن متطوعي الهلال الأحمر يوزعون حصص المساعدات بأنفسهم.
وقال برنامج الأغذية إن الدولة الإسلامية أغارت في سبتمبر أيلول على مخازن الهلال العربي السوري وانه من الممكن ان تكون حصص الطعام مخزنة فيه.
وأشارت طعمة إلى أنها غير قادرة على تأكيد حدوث ذلك لكنها ستدقق في الأمر.
من جهة أخرى قالت جيتكا سكوفرانكوفا التي تعمل في منظمة (بيبول إن نيد) الخيرية التشيكية إنهم قرروا وقف نشاطهم في المنطقة التي يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية في منتصف عام 2014 بعد أن حاول المتشددون التحكم في كيفية توزيع المساعدات وفرض شروط على منظمات الاغاثة.
وهذه المنظمة واحدة من منظمات الاغاثة القليلة التي لا تزال تعمل في مدينة حلب المتنازع عليها.
وقالت سكوفرانكوفا "يمارسون علينا ضغوطا شديدة ويريدون أن يكون لهم رأي في طريقة توزيع المساعدات" مضيفة أن تنظيم الدولة الإسلامية بات اكثر تسلطا بعد بدء الحملة الجوية التي يشنها طيران التحالف الدولي بقيادة الولايات لمتحدة في يوليو تموز.
وأضافت "قالوا لنا (تنظيم الدولة الإسلامية) ‘أنتم موظفون دوليون ولهذا يجب ألا تكونوا هنا‘."
ومضت قائلة "كنا نناقش معهم كيفية الدخول إلى مناطقهم. كان أسلوبهم أقل تشددا بكثير. لم يكونوا في ذلك الحين يملكون السلطة وكانوا يقولون لنا ‘نحن مقاتلون جيدون. نحن مسلمون صالحون‘."
ولا تزال المنظمة التشيكية تعمل في عدة مناطق تسيطر عليها الفصائل المقاتلة الأخرى من المعارضة المسلحة السورية بينها تلك التي تديرها جبهة النصرة جناح تنظيم القاعدة في سوريا.
وقالت سكوفرانكوفا "نحن نعمل في مناطق تحت سيطرة جبهة النصرة. الأمور على ما يرام. فقط يمنعون تعلم الانجليزية في المدارس وهذا الأمر الوحيد الذي لا نستسيغه."
وأشارت إلى أن الجماعات المسلحة المختلفة مارست ضغوطا على منظمتها للتبرع لها بمواد إغاثية.
وذكرت أن عددا من المسلحين اقتحموا في احدى المرات مكاتب المنظمة لطلب مواد الإغاثة لكن العاملين هناك تمكنوا من إقناعهم بالخروج.
وأضافت "لم نجبر يوما على تقديم المساعدات (لأي طرف)."