لندن (رويترز) - قال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون يوم الاثنين إن مقطع فيديو بثه تنظيم الدولة الإسلامية يُظهر صبيا صغيرا في زي عسكري ومقاتلا ملثما أكبر منه سنا يتحدثان اللغة الإنجليزية بلهجات بريطانية ليس سوى دعاية "يائسة" من التنظيم الذي يعاني التراجع.
ويُظهر الفيديو الذي لم يتسن التحقق من صحته بشكل مستقل قتل خمسة رجال اتهموا بالتجسس لحساب بريطانيا.
ووجه الرجل الملثم تهديدا لكاميرون وتوعد بأن يحتل تنظيم الدولة الإسلامية بريطانيا ذات يوم ثم أطلق النار على رأس أحد الأشخاص الذين قال إنهم جواسيس.
وأعاد التسجيل للأذهان مشاهد "جون الجهادي" وهو بريطاني مسلم عضو بالدولة الإسلامية ظهر في عدة مقاطع مصورة لقتل رهائن قبل أن تتردد أنباء عن مقتله في غارة جوية أواخر العام الماضي.
وقال كاميرون للصحفيين "هذه أشياء يائسة من التنظيم الذي يرتكب بالفعل أكثر الأعمال خسة وحقارة ويمكن للناس رؤية هذا مرة أخرى اليوم."
وأضاف "هذا تنظيم يخسر أراضي.. ويفقد مكاسب.. لن ترهب بريطانيا مثل هذه الأعمال الإرهابية فقيمنا أقوى بكثير من قيمهم. ربما يستغرق الأمر وقتا طويلا جدا لكنهم سيُهزمون."
وفي أحدث المعارك بالعراق تراجع تنظيم الدولة الإسلامية كثيرا ليخرج من الرمادي في أكبر انتصار للقوات العراقية العام الماضي.
وقالت الولايات المتحدة في نوفمبر تشرين الثاني إنها قتلت محمد إموازي الذي أصبح باعتباره (جون الجهادي) رمزا للدولة الإسلامية. وكان صوت الرجل الملثم في التسجيل المصور مختلفا عن صوت إموازي لكن كان يتحدث بلهجة انجليزية واضحة ويلوح ببندقية امام الكاميرا وهو ينتقد كاميرون.
وقال الرجل في التسجيل الصادر يوم الأحد ومدته عشر دقائق "هذه رسالة لديفيد كاميرون عبد البيت الأبيض وبغل اليهود."
وأضاف الرجل "أمر غريب أن يهددنا زعيم جزيرة صغيرة بحفنة طائرات. كنا نتصور انك تعلمت الدرس من سيدك البائس في واشنطن وحملته الفاشلة على الدولة الإسلامية."
* أداة للدعاية
وأشارت بعض وسائل الإعلام البريطانية إلى أن المتشدد قد يكون سيدهارتا ذر المعروف أيضا باسم أبو رميثة وهو إسلامي معروف كان قد ترك الهندوسية واعتنق الإسلام. لكن الخبراء الأمنيين منقسمون حول ما إذا كان هو أبو رميثة أم لا.
وغادر أبو رميثة بريطانيا مع عائلته إلى سوريا رغم اخلاء سبيلة بكفالة بعد اعتقاله أواخر عام 2014 للاشتباه في انتمائه لمنظمة محظورة.
وقالت متحدثة باسم كاميرون إن بريطانيا تدرس الفيديو وإن رئيس الوزراء قد أحيط علما بالأمر. ولم تكن المتحدثة تعلم إن كان كاميرون شاهد الفيديو بنفسه.
وقالت المتحدثة "يذكرنا هذا بوحشية داعش (الدولة الإسلامية) وبما يواجهه العالم من خلال هؤلاء الإرهابيين. ليست هذه سوى أداة للدعاية وينبغي التعامل معها في هذا الإطار."
وحين سُئلت إن كان الرجال الذين ظهروا في التسجيل كانوا جواسيس بالفعل رفضت المتحدثة التعليق على شؤون تخص المخابرات لكنها قالت إن الدعاية السابقة للتنظيم لم تكن جميعها حقيقية.
وبعد قتل الرجال الخمسة يظهر في التسجيل طفل يبدو أنه في الرابعة أو الخامسة من عمره يتحدث الانجليزية ويرتدي رباط رأس أسود يقول "اذهب واقتل الكفار هناك."
وقال والد جريس دير وهي امرأة من لندن غادرت بريطانيا للانضمام إلى تنظيم الدولة الإسلامية والزواج من أحد المتشددين إنه يعتقد أن الصبي هو ابنها.
وقال صنداي دير للقناة الرابعة التلفزيونية "إنه حفيدي. لا استطيع ان أتنصل منه."
وتابع "لا تروق له الحياة هناك. إنها دعاية. إنهم يستخدمون صبيا صغيرا لا يعرف شيئا. يستخدمونه كدرع."
وفي نوفمبر تشرين الثاني قال مسؤولون بريطانيون إن ما يصل إلى 800 بريطاني سافروا إلى العراق وسوريا بعضهم للالتحاق بتنظيم الدولة الإسلامية. وعاد نحو نصفهم إلى ديارهم في حين يُعتقد أن 70 منهم قتلوا.