نيودلهي (رويترز) - زار زعيم منطقة القرم -التي كانت في السابق أراضي أوكرانية وضمتها روسيا - الهند يوم الخميس بصفته عضوا في وفد الرئيس فلاديمير بوتين للقمة السنوية وقالت الولايات المتحدة انها تنظر الى هذه التقارير على انها مثيرة للقلق.
ولا تؤيد الهند العقوبات الغربية على روسيا لكن الزيارة غير الرسمية التي يقوم بها سيرجي اكسيونوس يمكن ان تفسد المزاج قبل ان يستضيف رئيس الوزراء ناريندرا مودي الرئيس الامريكي باراك أوباما لحضور الاحتفالات بمناسبة العيد الوطني لجمهورية الهند في يناير كانون الثاني.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الامريكية جين ساكي ان الولايات المتحدة "منزعجة" للتقارير التي أفادت بأن أكسيونوف ربما كان عضوا في وفد بوتين وانها تسعى للحصول على مزيد من المعلومات.
وقالت "نحن نفهم ان وزارة الشؤون الخارجية الهندية قالت انها لا تعلم بصفة رسمية بزيارته أو مشاركته في الوفد.. ونحن نسعى لمزيد من التوضيح بشأن ذلك."
وكانت ساكي تشير أيضا الى صفقات نووية ودفاعية جديدة بين الهند وروسيا وعبرت مجددا عن وجهة نظر واشنطن بأن "الوقت غير مناسب للتجارة كالمعتاد مع روسيا".
ووصل أكسيونوف الى فندق اوبروي في نيودلهي يرافقه دبلوماسيون روس حيث كان في استقباله جول كريبالاني وهو تاجر مأكولات بحرية مقره مومباي يريد تعزيز التجارة مع روسيا.
وقال أكسيونوف الذي كان يتحدث الى الصحفيين بعد توقيع مذكرة تفاهم لترويج التجارة ان زيارته ذات طابع خاص" وانه لم يشارك في أي أحداث رسمية.
غير انه كتب على موقع تويتر انه جاء الى الهند بصفته "عضوا في الوفد بقيادة رئيس روسيا الاتحادية فلاديمير بوتين."
وتأتي زيارة بوتين التي تستغرق يوما للهند في وقت تواجه فيه روسيا خلافات مع الغرب بشأن أوكرانيا ويعاني اقتصادها من التباطؤ في وقت تراجعت فيه أسعار النفط إلى أدنى مستوياتها في خمسة أعوام.
وقال رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي إن روسيا ستظل أكبر مورد أسلحة للهند رغم أن خيارات نيودلهي تحسنت بعد نهاية الحرب الباردة.
وقال للصحفيين بعد محادثاته مع بوتين "حتى لو زادت خيارات الهند فستظل روسيا أهم شريك دفاعي لنا." وأعلن أن روسيا عرضت أيضا تصنيع طائرة هليكوبتر متطورة في الهند.
ومن المتوقع أن يمنح مودي الذي انتخب باكتساح قبل ستة أشهر الرئيس الامريكي استقبالا أكثر فخامة لأنه سيكون كبير الزوار في اليوم الوطني للجمهورية الهندية مقارنة بمراسم القمة الرسمية مع بوتين يوم الخميس.
لكن روسيا تتطلع الآن لاستعادة علاقاتها الودية مع نيودلهي خلال الحقبة السوفيتية. ويبلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين عشرة مليارات دولار ويمثل هذا تسع حجم التبادل التجاري بين روسيا والصين التي ينصب تركيز موسكو على تعزيز العلاقات معها بعيدا عن العداء الأوروبي المتصاعد.
وقال مسؤول هندي لرويترز "روسيا صديق اختبر من قبل وموثوق به... بلد ساعدنا في أوقات المحن... لكن هذه الصداقة لم تحقق إمكاناتها الاقتصادية."
وأشرف الزعيمان على مراسم توقيع وثيقة "رؤية" التي تحدد خريطة طريق للتعاون خلال فترة ممتدة يكون أحد أهم محاورها الطاقة النووية.
وذكرت شركة روساتوم الروسية المملوكة للدولة أنه بموجب الاتفاق الذي وقع اليوم ستزود الشركة الهند باثني عشر مفاعلا للطاقة النووية على مدى 20 عاما.
ومن المتوقع أن تشمل اتفاقات أخرى التنقيب عن النفط وامداداته والبنية التحتية وزيادة مبيعات الألماس للهند من شركة ألروسا المملوكة للدولة.
ومن الناحية الدفاعية سيسعى الجانبان للمضي قدما بمشاريع مؤجلة منذ فترة طويلة للتطوير المشترك لطائرات مقاتلة من الجيل الخامس بالاضافة لطائرات نقل متعددة الاستخدامات.
(إعداد رفقي فخري للنشرة العربية- تحرير سيف الدين حمدان)