من كاتيا جولوبكوفا ودينيس بينتشوك
موسكو (رويترز) - أبدى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لهجة تصالحية غير معتادة خلال خطابه السنوي عن حالة الاتحاد يوم الخميس قائلا إن بلاده مستعدة للتعاون مع الإدارة الأمريكية الجديدة وتتطلع لاكتساب أصدقاء وليس أعداء.
واستغل بوتين خطابات سابقة لانتقاد الغرب والولايات المتحدة على الأخص لكنه حد من انتقاده هذه المرة وركز معظم خطابه على قضايا اجتماعية واقتصادية داخلية.
وقال بوتين للنخبة السياسية الروسية التي تجمعت في واحدة من أكبر قاعات الكرملين "نحن لا نريد مواجهة مع أحد. لسنا بحاجة لهذا. لا نسعى ولم نسع قط لأن يكون لنا أعداء. بل نحتاج أصدقاء."
وأضاف "نحن مستعدون للتعاون مع الإدارة الأمريكية الجديدة. لدينا مسؤولية مشتركة لضمان الأمن الدولي."
وأضاف أن أي تعاون أمريكي روسي يجب أن يعود بالنفع على البلدين وأن يكون منصفا.
وسبق أن عبر بوتين عن أمله في أن يساعد الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب في إصلاح العلاقات الأمريكية الروسية الممزقة وقال محللون إنه لا يرغب على الأرجح في زيادة حدة خطابه المناهض للغرب قبل تنصيب ترامب في يناير كانون الثاني.
وقال الزعيم الروسي إن موسكو تأمل في العمل مع واشنطن في مجال مكافحة الإرهاب العالمي.
وكان يشير إلى سوريا حيث تدعم موسكو الرئيس بشار الأسد بينما تؤيد الإدارة الأمريكية المنتهية ولايتها المعارضة المناهضة للأسد.
وتأمل روسيا أن يطلق ترامب يدها في سوريا وأن يتعاون معها عسكريا لقتال الدولة الإسلامية.
وربما تكون لهجة بوتين أقل حدة من المعتاد لكنه أوضح أن روسيا ستواصل الدفاع بقوة عن مصالحها.
وفي معرض تفنيده لما قال إنها "خرافات" بشأن اعتداء روسيا وتدخلها في انتخابات دول أخرى قال بوتين إن موسكو تريد أن تقرر مصيرها بنفسها.
وأضاف "سنبني مستقبلنا دون نصيحة من أحد."
وفيما يتعلق بالقرم قال بوتين إن روسيا تمضي قدما في إنشاء طريق وجسر للسكك الحديدية إلى شبه الجزيرة التي ضمتها من أوكرانيا في 2014.
وكان الشعب الروسي هو الهدف الرئيسي لخطاب بوتين فيما يبدو.
فرسالته أشارت إلى أن أسوأ فترات الأزمة الاقتصادية الطاحنة قد ولت وأن الوقت حان للتركيز على تحسين مستوى المعيشة بضخ مزيد من الاستثمارات في التعليم والصحة.
ومن المقرر أن تجرى الانتخابات الرئاسية المقبلة في 2018. وعلى الرغم من عدم إعلان بوتين الترشح لفترة جديدة فمن المتوقع على نطاق واسع أن يترشح.
(إعداد علي خفاجي للنشرة العربية - تحرير أمل أبو السعود)